بعض الوزراء رجموا به مثل مرجام الغيب إلى وزارة لا يعلم عنها شيئاً، فأصبح عبئاً على الوزارة بدلاً من أن تكون الوزارة عبئاً عليه. وكان يفترض قبل تعيين مثل هؤلاء الوزراء أن يتم تزويدهم بالمرشد الوزاري أو دليل الوزراء المبتدئين، أو كيف تصبح وزيراً في خمسة أيام؟ أو أي كتاب أو خريطة تجعله يتكلم أمام موظفيه في شيء يعرفه دون الحاجة إلى ترديد عبارة عادل أمام المشهورة "وأننا نتبوأ". وما أقسى أن تجد الموظفين وهم يتهامسون عن أن وزيرهم لا يفقه شيئاً في أمور الوزارة وليس له أية خبرة إدارية، ولا يجب أن تستغرب عندما تعلم أنه يتخذ قرار ترقية لشخص لا يعرفه لكنه معروف لمدير مكتبه، فهو غير فقيه بالأمور الإدارية، ويوقع على الأوراق والعقود والقرارات كما يبصم جدي على بصيرة مكتوبة باللغة اليابانية. فتجده في الوزارة مثل الأطرش في الزفة، لا يعرف من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي؟ لا يدري ما ولا من ولا كيف ولا لمن ولا لماذا ولا لموه ولا ليه ولا ليش ولا علاموه؟! وعلى افتراض أننا في مرحلة انتقالية يجب أن يشعر الناس فيها بالتغيير يفترض أن كل مسئول يكون عارفاً كل شيء عن قراراته التي يتخذها؟ لكن ما يحصل أننا شاهدنا وزراء يتخذونقرارات بطريقة "أمن وكل" يعني شخص يؤثر عليه أو تربطه به علاقة يرشح له فلان أو علان فيبصم بعده ويصدر له قراراً. وكيف لمثل هذا الوزير أو ذاك أن يتخذ قرارات يضع فيها الرجل المناسب في المكان المناسب إذا كان هو نفسه الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب؟! اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.