تصاعدت أمس الخلافات في أوساط تكتل أحزاب المشترك على خلفية المواقف المتناقضة تجاه ثورة 30 يونيو بمصر، والتي أطاحت بالرئيس المصري محمد مرسي ونظام حكم الإخوان المسلمين بعد مرور عام على توليهم الحكم، أثبتوا خلاله فشلهم الذريع في إدارة البلاد. حيث رفض أمس ممثلو أحزاب المشترك في الحوار الوطني الاستجابة لدعوة الإصلاح لهم للمشاركة في وقفة تضامنية مع الرئيس المعزول "مرسي" ،وتنديداً بما أسموه "الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية". وقال ل"اليمن اليوم" عضو في الحوار عن أحزاب المشترك –اشترط عدم ذكر اسمه- إن عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، حمود الذارحي دعا أمس المشترك إلى تنفيذ وقفة تضامنية مع "مرسي" غير أن أحداً لم يستجب للمشاركة من ممثلي الناصري والاشتراكي والحق واتحاد القوى الشعبية. وأضاف المصدر أن القيادي الناصري، الدكتور عبدالملك المخلافي اعترض على "الذارحي" ودعا إلى عدم التجاوب تحت مبرر أنه لا علاقة لهم في المشترك بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأن تحالفهم كناصريين مع حزب الإصلاح لا يعني امتداد هذا التحالف إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأشار المصدر إلى أن موقف المخلافي أثار استياءً لدى قيادات حزب الإصلاح، لافتاً إلى أن هناك مساعٍ لوضع حد لتداعيات الموقف. يذكر أن الإصلاح أدان في بيان له ما أسماه "الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي" في حين بارك التنظيم الوحدوي الناصري ما أسماه "نجاح الشعب المصري في استرداد ثورته". إلى ذلك تظاهر المئات من أنصار الإصلاح أمس في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء للتنديد بسقوط الرئيس المصري محمد مرسي ونظام حكم الإخوان المسلمين، واصفين ما حصل ب"الانقلاب" على الشرعية الدستورية. وكانت وسائل إعلام حزب الإصلاح نقلت مساء أمس الأول دعوة باسم "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية" للمشاركة في تظاهرة رافضة لما حدث في مصر مؤخراً ، غير أن الناطق الرسمي باسم ما يُسمى "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية" مانع المطري نفى أن تكون اللجنة قد دعت لمسيرة. ونقل الموقع الرسمي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عن المطري قوله "إن اللجنة التنظيمية لم تقر الدعوة للمسيرة وإنها ترى أن عليها أن تهتم بالشأن اليمني وأنها لا تريد أن تسحب الصراع في الساحة المصرية إلى اليمن، مع ثقتها أن المصريين يستطيعون تجاوز محنتهم". وحذر المطري من محاولات بعض القوى جر (قوى الثورة) إلى مصادمات على خلفية الأحداث في مصر. وأضاف: إن مساعي جر قوى الثورة في اليمن إلى مربع الاختلافات والشقاق على خلفية ما يحدث في مصر مغامرة غير محسوبة من بعض الأطراف، مشدداً على مراعاة تشكيل اللجنة التنظيمية التي تحتوي مختلف التكوينات السياسية والثورية. وكان المتظاهرون من حزب الإصلاح الذين أقاموا مهرجاناً لهم في ميدان التحرير طالبوا الرئيس عبدربه منصور هادي بسحب الاعتراف بما أسموه "الانقلاب في مصر" المتمثل في الرئيس الانتقالي عدلي منصور، محذرين في الوقت نفسه من استنساخ التجربة المصرية إلى اليمن. كما استنكر مقتل 51 ومئات المصابين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء محاولة مسلحين منهم أمس اقتحام الحرس الجمهوري. يذكر أن الإصلاح رفض إدانة مجزرة 9 يونيو الماضي في اليمن التي راح ضحيتها 13 قتيلاً وعشرات الجرحى من أنصار الحوثيين أمام مبنى جهاز الأمن القومي بصنعاء. وقال الإصلاح في وسائل إعلامه إن الحوثيين كانوا ينوون اقتحام مبنى الأمن قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن. وعززت أمس الأجهزة الأمنية تواجدها أمام السفارة المصرية القريبة من مكان التظاهر تحسباً لأي حماقات قد ترتكب من قبل بعض العناصر، وفرضت طوقاً أمنياً مشدداً، غير أن المسيرة لم تتجه إلى السفارة .