حتى تعمل خارطة طريق عليك أولاً توصيف المشكلة، وهذا ما فعله أهل جمهورية موفنبيك وهم يبحثون عن الجذور حتى اقترب الثامن عشر من ديسمبر الموعد النهائي للانتهاء من الحوار.. * أيدينا ما تزال عند الجذور.. وليست هذه هي المشكلة.. المشكلة أن تتعدد الأطياف التي تختلف حول توصيف الجذور إماً طمعاً في مكسب أو هرباً من تهمة أو كيد سياسي وحسب.. وهو ما تجلى تحديداً في قضية الجنوب، ومتى بدأ تسوس الجذر ومن المسؤولين، وهل هم المسؤولون في جنوب وشمال ما بعد الوحدة أم رفاق صراع ما قبلها..!! * جذور أي مشكلة تعني فيما تعنيه وجود مرض يحتاج إلى علاج من أطباء لا ينشغلون كثيراً بالتاريخ المَرَضي وإنما بالعلاج.. والذي حدث عندنا أن كل فاضي عمل من نفسه قاضي.. وكل طبيب انشغل بحصته من الحليب. * تخيلوا لو اجتمع الناس حول مريض ثم اختلفوا.. هذا يريد العلاج بالعقاقير الكيميائية، وهذا بأعشاب سقطرى، وذلك بأوراق من محمية عتمة، ورابع يريد أن يكسر ويجبر، وخامس يريد الاكتفاء بالرقية الشرعية والعلاج بالقرآن.. المؤكد أن النتيجة ستكون شبيهه بالحالة التي أفضت إلى التقرير الذي رفعه مؤتمر الحوار واضطر الرئيس هادي لإعادته حتى لا يكتشف الشعب أنه "صام ثم صام وفطر على بصلة". * وعذراً يا أهل الحوار وأنتم تستبدلون أسماء بأسماء من القاعة إلى هيئة الرئاسة بدوافع أحدها يتصل بتوزيع البدل اليومي بما في ذلك من إخلال بالفهم الأعمق، فيما لو عمل عضو المؤتمر من البداية إلى النهاية..!! * الشعب ينتظر منكم أن تضبطوا الأمور بعيداً عن الأطماع الشخصية والحزبية و"ليات امرجال"، وأبوها ظاهرة تقديم الواحد لنفسه في نسختين.. نسخة عاقلة عندما يكون الحديث مع زملاء الجلسات المغلقة ونسخة ثورية انفعالية تخاطب المتشددين في الشوارع. * بالصدق وابن عمّه.. وبالدغري وهمّه وأمّه سارعوا إلى حل قضية شكل الدولة ولا تنسوا أن ما لم نحققه بالوحدة لن نحققه ونحن شذر مذر.. واعلموا أن الحل للنقاط الواحدة والثلاثين والنقاط السبع والسبعين وكل نقاط الأزمات والاعتكافات لن تحلها هذه الخزينة البائسة ولا سخريات المانحين ولا أخبار بن عمر راح وابن عمر جاء.. * يكفي أن نهتم ببناء دولة قادرة على تنفيذ دستور نافذ وقوانين لا تكون حَمَلاً أمام المستأسدين وأسداً أمام المستضعفين.. وبعدها اعرفوا أمور.