انتهت ثقة المصريين بحكم الإخوان المسلمين، ولن يحلم الإخوان أن يعودوا إلى حكم مصر مرة أخرى.. وستقوم مصر باختيار حاكم يعرف ماذا يريد الشعب المصري، ويعرف كيف يتعامل معه وليس كيف يتألَّه عليه. ما يحدث في مصر لم يعد حدثاً سياسياً أو انقلاباً عكسرياً على مرسي الذي تم انتخابه، بقدر ما هو حراك إسلاموي لما يظنه الإخوان المسلمون انقلاباً على الدين والعقيدة، وإلا فما معنى أن يحتشد الناس ويموتون في رابعة العدوية، ويصرِّح أصحاب اللِّحى الكبيرة باستعدادهم لتخريب مصر والقيام بعمليات تفجير واغتيالات وأحزمة ناسفة إن لم يعد مرسي للحكم!! وإلَّا ما معنى أن تقول توكُّل كرمان إنها ستذهب إلى رابعة العدوية، لأنها لا يمكن أن تكون إلَّا مع الحق، رغم أن هذا الأمر لا يعنيها وليس من شئونها، فهذا الشأن هو شأن مصري بحت، ولا يحق لتوكُّل أو غيرها أن تذهب إلى رابعة وتعتصم معهم، لكن الأمر أصبح أكثر من مجرد إزاحة رئيس أو الانقلاب عليه. مرسي رئيس رديء بكلِّ المقاييس، بغض النظر عن اتجاهه أو انتمائه، لأنه لا يفقه من أمور الحكم شيئاً، وربما تكون خبرته في إدارة سجن أكثر من خبرته في إدارة دولة، لكن التعصُّب الديني هو الذي جعل كلَّ هؤلاء مستعدين لتدمير بلد عظيم من أجل شخص لا يعدو عن كونه سجيناً وصاحب سوابق!! هو نفسه التعصب الذي يجعل المرشد العام يقول إن إزاحة مرسي عملٌ يساوي هدم الكعبة.. يا للهول!! ليس هناك أشد خطراً على الدين من هؤلاء الذين يجعلون الدين سُلَّماً لبلوغ مرامهم، وصرف الناس عن الله ليتحكموا بهم باسم الله.