أفادت مصادر سورية أن وحدات الجيش السوري، أحرزت تقدماً واسعاً في منطقة الخالدية أحد أكبر أحياء مدينة حمص، بعد شهر من بداية الهجوم على هذا الحي الذي يعد معقل المتمردين، وقتلت عشرات المسلحين. وأشارت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إلى أن السيطرة على حي الخالدية – الذي أصبح أحد رموز حركة التمرد ضد بشار الأسد – سيعني أن النظام لم يعد أمامه سوى القليل من الأحياء المتمردة في حمص القديمة قبل السقوط الكامل لثالث المدن السورية التي يطلق عليها النشطاء "عاصمة الثورة". وقد أعلن التليفزيون الرسمي السوري أن الجيش سيطر على 80% من القطاع وأظهر صور جثث، على الأرجح لمقاتلين، بين المباني المدمرة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أوضح رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "الجيش وحزب الله يسيطران على غالبية حي الخالدية بعد تقدمهما (خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية) والمعارك أصبحت ترتكز في ضواحي الخالدية الشمالية والجنوبية". كاميرا قناة الميادين كانت أمس أول من دخل الحي ونقلت مشاهد الدمار التي عكست عنف مواجهات الأشهر الماضية، في وقتٍ كانت فيه الاشتباكات مستمرةً في الجزء الشمالي من الخالدية، وهو الجزء الذي يتحصن فيه المسلحون المنسحبون من الأحياء التي باتت تحت سيطرة الجيش. موفد الميادين إلى الخالدية أكد سيطرة الجيش السوري على 80% من الحي، واستمراره بالتقدم باتجاه الجزء الشمالي من الحي، حيث يعمل الجيش حالياً على خطة تقضي بإحكام الطوق من جهة حي الخالدية وتلاقيه قوات أخرى من جهة حي جورة الشياح، ليكتمل الطوق عند استرداد حماه - حمص الدولي، وتصبح أحياء حمص القديمة معزولة تماماً ومحاصرة ومفصولة عن حي القرابيص. كما تحدث المراسل عن عراقيل تواجه التقدم أهمها القناصون المنتشرون في الأبنية المرتفعة التي لا زالت تسيطر عليها المعارضة، حيث تتركز المعارك حالياً في الجزء الشمالي من الحي.