السياسيون، والقتلة، والإخوان المسلمون، نجحوا في تحويلنا إلى جمهور يتحلَّق حول حَلَبة لتشجيع الموت الذي يفتعلونه كلَّ يوم.. دون أن ننتبه إلى أنهم أفسدوا حياتنا ودجَّنونا، وقاموا بترويضنا لاعتياد الموت والتكبير لكلِّ قتيل يسقط من الجانب الآخر الذي نختلف معه في الرأي!! في رابعة العدوية مات المئات لأجل الوهم واللاشيء.. لديهم اعتقاد بأن ما حدث هو انقلاب على شريعة الإسلام، ولا بد أن يقدِّموا أرواحهم فداء لنصرة الإسلام، لأن الإسلام تجسَّد في شخص مرسي، كما أوهمهم بذلك مرشدهم العام وفقهاؤهم الذين أصبحوا يتحدَّثون عن مرسي كأنهم يتحدثون عن ركن من أركان الإسلام!! في سوريا أيضاً توافدوا من كلِّ الجنسيات لنصرة دين الله بذبح عباده، لأنهم لا يمتلكون وسيلة لنصرة الدين سوى القتل والذبح والسحل وأكل القلوب والأكباد.. فكيف يأتي قتلة من الشيشان والصومال وبريطانيا وأفغانستان ودول كثيرة بداعي نصرة الدين في سوريا.. وكان بإمكانهم أن ينصروه في بلدانهم، وسيجدون فقيهاً قذراً يصدر لهم فتوى بجواز جهاد المناكحة.. وفي العراق تفجيرات طائفية وقتل يومي يحدُث باسم الله.. يتم إنزال الرجل من سيارته وذبحه أمام أطفاله ورميه على الإسفلت كأنه علبة معدنية فارغة!! وفي بيروت قام انتحاري قبل ثلاثة أيام بتفجير نفسه في حيٍّ شيعي بالضاحية الجنوبية.. كان يُكبِّر قبل أن يقتل أناساً أبرياءَ لا يعرفهم وليس بينه وبينهم أية خصومة.. فهل بالضرورة أنه حيثما وُجد الإسلام وُجد التشدد والقتل!! كلُّ هذا يحدث باسم الله وبدعوى نصرة الإسلام.. الإسلام الذي جاء ليحمي الإنسان ويحقن دمه، لكن رجال الدين- سواء في المسجد أو الكنيسة- يهدرون هذا الدم الذي قدَّسه الله وحرَّم سفكه تحت أي سبب.. الإسلام جاء ليكفل لكلِّ إنسان الحق في الفكر والمعتقد.. فهل يعرف هؤلاء معنى الإسلام وجوهره؟