لا أخبار سارة في اليمن، ويبدو الأمر كما لو أن اليمنيين أبرموا اتفاقاً أزلياً فيما بينهم على تناوب مهمة تنغيص الحياة على بعضهم بعض. العالم صعد إلى الفضاء واحنا للآن عاد احنا حانبين عند شكل الدولة! كما وأن لعبة القط والفأر ال ظلت قائمة بين السلطة والمعارضة لزمن طويل، أخذت- من بعد توقيع اتفاقية المبادرة الخليجية- منحىً آخر، إذ تحوَّل الفريقان في السلطة والمعارضة إلى قطط سمينة لتبدأ معهما حرب المخالب، وكل طرف يقغط الثاني ممسكاً بحصته من اللحمة. عانى اليمنيون لعقود طويلة من الهزال والتقزُّم أدت الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال العام 2011 إلى مفاقمة الوضع الخطير أصلاً.. يبلغ عدد السكان دون سن خمس سنوات حوالي أربعة ملايين طفل منهم 967,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. تعتبر اليمن من الدول الأقل نمواً والتي قد لا تستطيع تحقيق أهداف الألفية التنموية بحلول 2015م. يعيش أكثر من نصف السكان على أقل من دولارين في اليوم، ولدى اليمن أعلى معدلات وفيات الأطفال دون سن خمس سنوات في كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث وصل ذلك المعدل إلى 77 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية.. كل عام يموت 69,000 طفل قبل بلوغ سن الخامسة. هناك ما يقارب من نصف سكان اليمن (ما يقارب 10 ملايين شخص) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.. هناك 5 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد وهم غير قادرين على الحصول على كميات كافية من الأغذية لإطعام أنفسهم يومياً. تمثل هذه الأرقام ضعف الأرقام المنذرة بالخطر منذ عام 2009. في المناطق الحضرية، حيث تدهور الأمن بشكل كبير.. في 2011 أشارت 24% من الأسر تقريباً أنها تواجه مصاعب في الحصول على كميات كافية من الغذاء، والعهدة على برنامج الغذاء العالمي، مسح الأمن الغذائي لكشف الأرقام المنذرة بالخطر فيما يتعلق بالجوع الشديد في اليمن (14 مارس 2012)، وكذا على مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والحكومة اليمنية، التي أخذت منها تلك الأرقام أعلاه. [email protected]
