بعد الذكرى الرابعة عشرة لرحيل العظيم البردوني برزت أصوات تطالب بإخراج دواوينه وكتبه المغيَّبة.. ونعرف جيداً أن هناك ثلاثة كتب تحدث عنها البردوني، وهي ديوانان شعريان عنوانهما "رحلة ابن من شاب قرناها"، و"العشق في مرافئ القمر".. أما الثالث فهو كتاب "الجمهورية اليمنية".. أما عن ديوان "رحلة ابن من شاب قرناها"، من يعتقد أنه لم يطبع فهو مخطئ.. لقد تمت طباعته في ليبيا.. واستلم البردوني نسخةً من الديوان.. وتوفي بعدها بأشهر.. أنا مسئول هذا الكلام، فقد سمعته من الراحل البردوني، وهو مسجَّل عندي. ربما أن المطبعة تنتظر اتحاد الأدباء أو وزارة الثقافة أن تتواصل معها ليتم إرسال ديوان البردوني، وهذا الأمر غير وارد.. لأن الفترة التي انقضت كانت كفيلة بإظهار كتابه المطبوع، وربما أن المطبعة أوقفت طباعة الديوان أو أن فاعل خير قد استلمه وأتلفه. هناك أصوات تتعالى متهمةً النظام السابق بإخفاء كتب البردوني، مع أن الأحرى بهذه الأسماء أن تتهم وزارة الثقافة واتحاد الأدباء في تقصيرهما..والنظام السابق كان عليه أن يُلزم أسرة البردوني بتسليم ما لديها ويقوم بطباعته، فالبردوني لم يعد ملكاً لأسرة أو قبيلة.. ورغم ذلك، ما زال في الوقت متَّسع.. بإمكان وزير الثقافة أن يفعِّل دوره في البحث عن كتب البردوني.. ولن يتوانى محمد القعود ومحمد الشاطبي في تسليم ما لديهما من قصائد البردوني التي لم تنشر.