بعد أن تزايدت في الآونة الأخيرة مخاطر الجوع وسوء التغذية والفقر في دول العالم الثالث وخصوصا في اليمن أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" العام الجاري 2013م، سنة دولية للترويج لمحصول الكينوا والتي أطلقت عليه "حبة الذهب" كمحصول ذي قيمة غذائية عالية يعول عليه في مواجهة الجوع المحتمل. الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي وبحسب توصية الفاو بدأت في إجراء الدراسات البحثية لإدخال محصول الكينوا نظرا لقيمته الاستراتيجية الكبيرة للتغذية والأمن الغذائي ولاحتوائه على جميع المكونات الأساسية من الأحماض الأمينية والمعادن والفيتامينات وقدرته على التكيف مع مختلف المناخات وانخفاض تكلفة إنتاجه. الدراسات والتجارب البحثية التي نفذها المختصون في محطة بحوث المرتفعات الوسطى بذمار حققت نتائج مبشرة ما يشجع في التوسع بزراعته للإسهام في تقليص الفجوة الغذائية والحفاظ على الأمن الغذائي، في مرحلة يواجه الاقتصاد اليمني ضغوطاً تضخمية كبيرة قد تصل إلى الانهيار في ظل التراجع العام لكل المؤشرات الاقتصادية عقب الأزمة السياسية التي عصفت باليمن خلال العام 2011م. وتؤكد التقارير الدولية أن 40 في المائة من إجمالي عدد السكان في اليمن يعانون من الجوع، وأن 22 في المائة من السكان غير قادرين على توفير الطعام لأنفسهم. وتعد اليمن أعلى ثالث دولة تعاني من سوء التغذية الشديد بين الأطفال. ويأتي هذا مصحوبا بظواهر سلبية للغاية مثل التقزم بين الأطفال أو الوفيات بسبب سوء التغذية الشديد. وتعول منظمة الفاو على محصول الكينوا في تحقيق أهداف الألفية ومكافحة الجوع نظرا لقيمته الغذائية العالية والذي يتوافر به البروتين الكامل والأحماض الأمينية الأساسية، بما في ذلك مادة الليسين، والتي تعتبر مهمة لنمو وإصلاح أنسجة الجسم. وله خصائص تغذية البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي. حيث يتم هضمه بسهولة مما يمكن من الوصول بسرعة إلى الفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها كما يتميز بانخفاض نسبة الدهون.