- قال لي الرجل الحكيم ، الذي حدثتكم عنه في منشورات سابقة : يا إبني .. أتذكر عندما ( تنَحّى ) الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1974م .. قيل يومها بسبب أنّ هيئة العدالة الأمريكية ، قدّمت به شكوى للبرلمان ، فوجَدَ معارضة قوية من البرلمان ، ومن الشعب الأمريكي ، وطالبوا بإقالته ، واتفقوا على محاسبته ، سواء من ( مؤيدين أو معارضين ) أدّتْ هذه المعارضة القوية بعد ذلك ، إلى تنحي "نيكسون" رغم تاريخه النضالي ، المعروف لدى الأمريكيين والعالم. - ثم سألني هذا الحكيم : هل تدري يا إبني ما هي الشكوى ، وما هو سبب غضب غالبية الشعب الأمريكي من هذا الرئيس ؟! قلت له : لا أعرف . فقال لي السبب : أنه ذات مرّة ( كذب كذبة واحدة ) أمام الجماهير ، فاعتبروها استغلالا سيئا للسلطة ، وتضليلا للعدالة ! - ثمّ قال ليَ الحكيم : هذا الموقف يا إبني ، ذكّرني بمرشح العسكر ( السيسي ) الذي يمتلك أكبر رصيد من الكذب . - فقد كذب بأنه لن يخون ثمّ خان . - وكذب بأنه لن يتدخل الجيش فتدخّل . - وكذب بأنه لن ينحاز إلى طرف دون آخر فانحاز - وكذب بأنه لن يقتل أو يسجن فقتَل وسجَن . - وكذب بأنه لن يكون عميلا لأي جهة ففضح . - وكذب بأنه لن يترشح للرئاسة فترشح . - وكذب بأن الدستور وافق عليه الأغلبية . - وكذب بأنه حصل على نسبة 98٪ من الأصوات - وكذب بأنه سينشر الإسلام الصح فأغلق المساجد ، ومنع صلاة الجمعة . - وختم الحكيم كلامه بقوله : ماأستغرب له بعد هذه الكذبات ، أن تجد معه من الشعب المصري ، ومن الشعوب العربية ، من يناصره ، ويبرر له ، ويصدّقه ! فهل الشعب الأمريكي المسيحي ، يُعتبر الكذب في دينهم حراما ، أمَّا الكذب فيعتبر عندنا نحن المسلمين حلالا ؟!! * أخيرا .. سمعت من الحكيم .. بعد هذا التساؤل تنهيدة وحسرة ، ممزوجتان بالأمل والتفاؤل ، وهو يقول جملته المحببة إليه ، ويردها دائماً : "حسبنا الله ونعم الوكيل " ***