خصصوا في قلوبكم مساحات إضافية من الحب للمدينة التي لا تكل من تعذيب المتمردين . تبدع تعز في خلق دهشتها الخاصة ، وتعيد انتاج نفسها على الدوام كمدينة سخية في ادهاش اليمنيين . ما المقاومة وتقديم التضحيات المكلفة سوى امتداد لسخاء المدينة ، التي حين خلد الجميع الى النوم استيقظت لديها الرغبة في القتال والمقاومة . منذ كانت جحافل المسيرة تلتقط لها صورا في قصور صنعاء لاغاضة التاريخ ، كان هاجس الحوثي في السقوط يرتفع كلما تصاعد زخم الرفض في تعز .. مشهد الاحتجاج والتظاهرات قتل في عبد الملك فرحة امتلاك صنعاء من اليوم الاول . اكدت تعز ان صنعاء ليست النهاية ، وبدأت في قرع أجراس الرفض ، ضمن مهمة شاقة لتصعيد الاحساس العام بالكرامة ،وانتهى الامر الى تفجر ماسورة الكبرياء ، وجرف قطعان الحوثي الى المزابل بالجملة . تسعة اشهر مرت على حصار تعز ، وهو حصار قذر يجري فرضه بفائض رغبة في اشباع شهوة الانتقام لدى قادة التمرد .. تراجع حلم الحوثي في السيطرة على تعز وتصدرت عوضا عن ذلك شهوة مريضة لتجويع أطفالها ، والامر سيان بالنسبة لمتمردين لم يحالفهم الحظ في اكتشاف الانسان الذي بداخلهم. الحصار يضاعف الصورة القذرة للمتمردين ، ولا يمنحهم انتصارا ، بينما تؤكد تعز عبر صمودها مشهد التسامي عن الهزيمة والانهاك .. هزمت تعز الحوثي قبل ان يكتشف نقيل سمارة ، ولن تسمح له بتحقيق انتصار في النهاية ، حتى وان كان انتصارا من ذلك النوع الذي لا يغري أقل الجماعات شهامة ونبلا .. الانتصار الذي يجري انتزاعه عبر الحصار التجويع .. الانتصار الأسوأ من الهزيمة في المعايير السليمة . تجوع تعز مؤقتا ، وتضرب على الحوثي جوعا أبديا الى الانتصار!