/ تعز – خاص : الجريح محمد عبد العزيز القباطي طريح الفراش منذ تاريخ 8-4-2011م ممزق الكبد وإحدى الكليتين ولايزال يتالم حتى هذه اللحظة. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ونال الشهادة والشرف في الدنيا و الآخرة و منهم من ينتظر في فراش المرض و المعاناة يؤرقه البعد عن ساحة الأحرار و يعذبه في وحدته نسيان إخوانه من شركاء النضال و الكفاح . يقبع القباطي حبيس بين جدران الألم بعدما سرق شبابه وفرحته قناص مجرم أبى إلا أن يروي عطشه بدماء الشباب الطاهرة . لا تستطيع أن تحبس دموعك والشاب يستذكر بصوت حزين متهدج أحداث مسيرة 8/4/2011 إلى المحافظة يتأوه قائلا كان في ضرب شديد و قوات الحرس و و قوات مكافحة الإرهاب منتشرين كالجراد و المدرعات و القناصين فوق العمارات يستقبلوننا القنابل و الرصاص … كنت أستغرب لتساقط الزهور و الشباب كنت أظنهم يختبؤن فقط . يواصل الشاب بحزن : فلما رأيت المكان يمتلأ بالصراخ إنحنيت و مددت يدي لإنقاذ أقربهم و إنتشاله من بين رسل الموت ……. فتفاجأت أني أترنح فألتفت لجنود الحرس و أستنجدهم فيردوا بطلقة تصيب ركبتي أتحرك عبثا و طلقة أخرى تخترق فخذي إنطرحت أرضا بين ماء المطر الذي إختلط بالدماء و الدموع . إفترشت الإسفلت و أحتضنت الرصيف عله يحميني من الموت و عندها أحسست بسيل أحمر يجرف دمي يبلل شفتي مالح ظننته سيل من دموع العالم الباكي علينا و ضجيج مدرعات مرتبكة تدهس كل شيئ أمامها تسكت صراخ الجرحى تحت عجلاتها التي لا تفرق بين بشر و حجر و الله لقد كانت يوم مأساوية و ليس من سمع كمن رأى و كنت أظن أنني محظوظ بنجاتي لكن أدركت في في فراش الجراح و النسيان و الخذلان – ممن خرجنا ننشد الحرية لنا و لهم- أننا نحن الجرحى قد حرمنا شرف الشهادة رغم أننا قد ذقنا آلامها و عشنا سكراتها و حرمنا شرف العيش الكريم فبعد أن كنا عائلين لأسرنا و أهلنا أصبحنا عالة عليهم و على مجتمع لا يحس بألم الجراح و الفقر و البطالة و الحاجة للغذاء و الدواء و زيارة الثوار و الأصدقاء جرحى تحسبهم أغنياء من التعفف منعتهم الإصابة من العمل و منعتهم العزة من تكفف الناس و سؤالهم . القباطي ضمن زيارة خاصة تنظمها الصفحة الرسمية لساحة الحرية – تعز