كشف مصادر محلية في مديرية دمت بمحافظة الضللع عن انسحاب مندوب مليشيا الحوثي غاضباً الذي تم ارساله من قيادة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء لحضور اجتماع طارئ دعت لعقده برئاسة مشرفها العام على محافظة الضالع، وبحضور مشايخ ووجهاء وعقال وعدول مديرية دمت وضواحيها. واكدت المصادر أن المدعو أبو أحمد حطبة" المعيَّن من مليشيا الحوثي مشرفا عاما على محافظة الضالع عقد صباح الخميس اجتماعا طارئا وموسعا مع مشايخ قرى مديرية دمت وضواحيها، بناءً على توجيهات المجلس السياسي" للحوثيين، وبحضور مندوب عنه. وأوضحت المصادر أن المشايخ وضعوا المشرف الحوثي ومندوب المجلس السياسي أمام واقع المنطقة، وابرزوا المعاناة والأضرار التي تترك أثرا على الموظفين والمواطنين المزارعين وغيرهم جراء قرار منع تداول العملة في الوقت الذي يتسلم أكثر من 2000 معلم وموظف في مديريات "دمت- قعطبة- جبن" رواتبهم من الحكومة الشرعية بمحافظة الضالع لارتباط المديريات بها حدوديا واداريا فضلا عن تصدير ما يقارب من 90 بالمئة من محصول القات في المحافظات المحررة وتعاملهم بالطبعة الجديدة. وبينت المصادر ان المشرف الحوثي "حطبة" حاول أن يلعب بورقة الوقت، وأفاد المجتمعين بأنه سيبلغ قيادة صنعاء بمنحها المواطنين والتجار مدة شهر كامل حتى يتمكنوا من تصريف اموالهم ذات الطبعة الجديدة، محاولا بهذه الورقة ان يستخدمهم -اي المشايخ والوجهاء- كطرف تزكية لتنفيذ القرار واخراج المليشيا من دائرة المواجهة المباشرة مع المدنيين الغاضبين، وهي ذات الطريقة التي استخدمها الحوثيون سابقا في سيطرتهم على مناطق واسعة من المديرية ومخلاف العود، إلا أن المشايخ اعتذروا عن ذلك. واضافت المصادر إن المندوب الحوثي وبعد ان ادرك فشل المخطط الحوثي الزج بالمشايخ في مواجهة مباشرة مع المواطنين حال وافقوا على اي من مقترحاتهم، اعلن عن انسحابه من الاجتماع واعتذر من إلقاء كلمة كان مقررا له القاءها على المجتمعين. المصادر قالتوأن بلاغا عاجلا تلقاه المشرف "حطبة" من قيادة صنعاء -فور مغادرة مندوب المليشيا- اكد قطعيا رفض التعامل بالطبعة الجديدة، محاولا اقناع المجتمعين ان اية محاولات ستبؤ بالفشل ولذلك سيعمل جاهدا على اقناع "صنعاء" بتراجعها عن القرار لمدة شهر فقط ومعاودة تنفيذه، معتبرا ذلك من وجهة نظره انتصارا للمواطنين، خصوصا وان محلات الصرافة والتجَّار يرفضون حاليا التعامل بالطبعة الجديدة. واشارت المصادر انه قبل ان يتم انهاء الاجتماع وابلاغ المجتمعين بان الرد على "فترة التمديد قيد الانتظار"، طرح المشايخ والوجهاء على طاولة المليشيا الحوثية قضية استمرار اغلاق خط "دمت- قعطبة" الرئيس والرابط بين المديرية والمحافظة باعتباره الخط الرئيس الرابط أيضا بين صنعاء وعدن، ليلجأ المسافرون الى استخدام الطريق البديل وهو خط "إب- تعز"، بمسافة تزيد عن ثلاثة امثال الطريق المغلق ومعاناة مضاعفة أيضا. وذكرت المصادر انه تم التطرق الى الزيادة في نسبة الضرائب التي تفرضها المليشيا والجبايات التي تعددت مسمياتها وطرق فرضها على التجار والباعة والمزارعين وغيرهم. اوضح شيخ قبلي أن الحوثيين يستخدمون المشايخ والوجهاء وفي مقدمتهم من يتقلدون مناصب إدارية في المديرية وينحدرون من المنطقة ذاتها، لتمرير مشاريعهم عبرهم لا أكثر وانهم لا يحترمون اي اعتراضات على القرارات الحوثية التي تسبب معاناة للمواطنين اقتصاديا وامنيا وثقافيا وغيره. وأكد الشيخ القبلي على ضرورة مواجهة هذه العصابة بمختلف الطرق السلمية والاستمرار بتنفيذ الوقفات الاحتجاجية وممارسة الضغط الشعبي الواسع، وبهذه الحالة قيام المليشيا بقمع الاحتجاجات وتنفيذ حملات اعتقال ومطاردة ستظل نتائجها فاشلة، فهي تلاحق شعبا كاملا. وبينما أثنى على الدور الذي قامت به مختلف وسائل الإعلام والناشطون ومساندة أبناء المديرية وضغطهم على المليشيا حتى نجحوا بإطلاق الكثير من المعتقلين، طالبها الاستمرار بذلك، وكذلك اضطلاع المنظمات الحقوقية والإنسانية بدورها إزاء ما يتعرض له المدنيون.