للنجاح طرق واضحة، ما يتغير هو قدرتك على سلكها" جملة يمكنها اختصار الفروق بين من يملكون الفرص نفسها، وينجح أحدهم فى تحقيق أحلامه، بينما يظل الأخر فى مكانه ينتظر المزيد من الفرص، وهى المقارنة التى يمكن من خلالها اكتشاف نقاط القوة فى مشوار "جميلة حسن الريمي " بطلة واحدة من قصص النجاح التى تعرفها تعز، أدركت أن النجاح والوصول للهدف غاية لا يكفيها شهائد الجامعة فقط، أو الشكل التقليدى لمستقبل المرأة اليمنية، التي تحصل على شهادتها ثم تستقر في منزلها لسنوات تشكو من البطالة وقلة فرص العمل، أما "جميلة الريمي" فلم تنتظر الحصول على الشهادة لتبدأ تحقيق أحلامها، انطلقت للعمل إلى جانب الدراسة فكانت النتيجة فتاة تحمل اسم مشرع ترتاده النساء فهي تقول بأن كل إمرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، خبيرة التجميل ومصممة الديكور منذ نعومة أظافري وأنا أحب الأشياء الغريبة والمختلفة عن الآخرين ولاشيء يقنعني بسهولة وكنت دائما أتميز بذكاء وحنكة يعرفها الجميع ووالدي كان يقول هذا دائما , كنت فتاة تحب الألوان واللعب بالطين والرسم وعمل التحف والهدايا وأشياء كثيرة يدخل فيها شغل اليد من ضمنها المكياج والديكور ,كان والدي يقول دائما بأنني سأكون شيء كبير في المستقبل حتى جعلني أرى نفسي شيء كبير , لكن لم أكن أعرف ماهو هذا الشيء الكبير المخبئ لي بالتحديد درست وكافحت لأنجح وأصل رغم أنها اعترضتني ظروف صحية لفترة طويلة منعتني من المداومة يوميا في المدرسة ورغم هذا لم أستسلم واصلت دراستي الثانوية ولم أوقفها واستعنت بحلول كثيرة لأكمل هدفي , بعدها فكرت بحلول سريعة لعمل مشروع مصغر أدر منه المال ويكون أول الخطوات لتحقيق جزء من الحلم . بين فوهات الحرب وسبل تحقيق الحلم فتحت مشروع صغير في المنزل في مجال التجميل وكانت تعمل فيه نساء وبدأ مشروعي يكبر إلى أن قررت أن أطور من المشروع ويكون مشروع كبير أضيف اليه خدمات جديده وتزيد عندي الأيدي العاملة وبدأت الخطوات الأولى لبداية تحقيق الحلم إلى أن أتت الحرب الشنيعة التي أفقدت روح الحياة فينا ودمرت كل الأحلام سنين من الحرب وأنا لا أعمل ولا نستطيع الدخول والخروج بسبب القذائف والصواريخ على الأحياء السكنية التي أخذت معها الأخضر واليابس وبعد المعاناة قررت الا أستسلم للحرب ولا الحزن بل يجب أن أواجه وأقف من جديد فقررت العودة للعمل من مكان النزوح الذي كنا فيه في غرفة وسط منزل ضيق هناك مارست عملي ولوحدي وبدأت , وبدأت الأحلام تعود من جديد كنت مقتنعة ومتفائلة بأن كل هذا سيزول وسأنعم بما حلمت به وسأراه من أمام عيني بعون الله ومضت خمس سنوات من الحرب بدأ الحلم يصبح حقيقة حيث خرجت من الغرفة الصغيرة التي بدأت مشواري فيها أيام نزوحي الى البحث عن مكان كبير وأوسع لعمل مشروعي الذي حلمت فيه وتحقق الحلم" مركز رونزا " النسائي الذي طال إنتظار ه والأول في تعز والذي يهتم بكل تفاصيل المرأة والعناية بها مركز متطور بكل امتيازاته وديكوراته وبدأت أمضي أكثر لأكمل بقية مشواري في النجاح حتى أتت جائحة كورونا تأثير كورونا تقول بأن الحرب كانت عائق أساسي لكن هذه المرة المعوق الآخر إلى جانب الحرب هو فيروس كورونا ذاك الذي صعق العالم ورغم ذلك فقد قررت هذه المرة أن لا أسمح لأي ظروف أن تعترضني أو تعترض أحلامي وقمت بعمل كل الإجراءات الوقائية والاحترازية للمرض باستقبال عدد قليل من العملاء وعمل الاحترازات الوقائية لهم وقمت بإقامة دورات عدة عبر أونلاين وكانت مواجهة التحديات موفقه رسالتها لكل انثي، ثقي بنفسك وبقدراتك، واكسري حواجز الخوف، ولا تلتزمي الصمت إذا تعرّضت يومًا لتعنيف إن كان كلاميا أو جسديًّا، وثقي بأنّك أفضل كائن حي موجود على الأرض لأنّ كل القوّة كامنة فيك اسعي بكُل لحظة لأن يكون لك مساحتك في المجتمع ومشاركتك بكافّة مجالات الحياة أما عن أمنياتها فهي تقول أمنيتي أن يعم السلام وأن تزهر بلادنا وتعود من جديد وأفضل مما كانت عليه كما أتمنى أن يكون مشروعي هو الأول والسباق بكل مجالاته دون توقف داخليا خارجيا .