أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران حملتها المسعورة على قرى منطقة الجاهلية بمديرية همدان، شمال صنعاء، مارست خلالها أبشع الانتهاكات بحق أبناء المنطقة، من اقتحام واحتلال للمنازل واختطاف للمدنيين الأبرياء، وجرف للمزارع وحصار وتقييداً للحركة. وبلغ عدد المختطفين من أبناء المنطقة 20 مختطفاً ناهيك عن عشرات آخرين اختطفتهم الميليشيا ثم أطلقت سراحتهم، وما تزال تلاحق العشرات، ضمن 90 شخصاً، تقول الميليشيا إنهم "مطلوبون للتحقيق، بحجة وجود أسلحة بحوزتهم"، فيما يقول الأهالي إن كل تلك الحملة بنيت على وشايات كاذبة، رأت فيها قيادات الميليشيا مبرراً لاقتحام البيوت واحتلالها والاستيلاء على أملاك المواطنين. وقالت مصادر محلية إن المختطفين يتعرضون للتعذيب في سجن البحث الجنائي التابع للميليشيا بصنعاء، وقال مصدر مقرب من أسرة المختطف عبدالغني دودة إنه يتعرض لتعذيب وحشي، بهدف إجباره على الاعتراف بتخزين أسلحة وتهماً أخرى لا يدري عنها شيئاً. فيما بلغ عدد المنازل التي اقتحمتها الميليشيا 7 منازل، واحتلت منزل المواطن "عثمان دودة" بعد طرد أسرته منه، وحولته مقراً لعناصرها، فيما تقوم بتفتيش المنازل وتكسيرها وتخريبها، إضافة إلى جرف عدد من المزارع التي اقتلعت مزروعاتها. وتقول المصادر إن الميليشيا تكثف من العنف ضد المختطفين والاعتداءا على الأهالي كلما تبين لها كذب التهمة التي اقتحمت بموجبها المنطقة، كما أنها تشن حملات وتصادر هواتف وكاميرات لمجرد اشتباهها بأن شخصاً قد وثق أياً من انتهاكاتها بحق أبناء المنطقة. فيما يلي نورد تسلسلاً زمنياً للأحداث منذ انطلاقها أواخر ديسمبر الفائت: الأسبوع الأول: - يوم الأربعاء 12/8 /2022م أخرجت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية مكونة من خمسة أطقم على متنها مسلحين، إلى منطقة الجاهلية بمديرية همدان، يقودها المشرف الأمني التابع للميليشيا في محافظة صنعاء، والمدعو "أبو عمار". -الحملة خرجت بتوجيهات المعين من قبل الميليشيا محافظاً لصنعاء، "عبد الباسط الهادي" و"عاطف المصلي"، أمين عام المجلس المحلي بالمديرية والمعين من قبل مليشيات الحوثي وكيلاً للمحافظة. -داهمت الحملة قريتي "بيت بشر، وبيت الحسام"، فرضت الحملة حصاراً على المنطقة ومنعت التنقل، وبدأت مرحلة العبث بالمزارع والبيوت بدعوى بلاغات عن وجود أسلحة. -اختطفت أربعة موطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وهم: مهيوب حمود نعمان الحسام، يحي محمد احمد بشر، يحي محمد احمد الحاوري، وصالح يحيى عبدالله جمعان. -اقتحمت عدة منازل من ضمنها منزل المواطن مهيوب الحسام، ومنزل الحاج محمد احمد الحاوري، وعبثت بمحتوياتها. استمر العبث بالمنازل والممتلكات طوال الأسبوع الأول للحملة. - بعد مرور ثلاثة أيام من الحصار والعبث والاختطافات وترويع الأطفال والنساء والآمنين أرسلت الميليشيا حملة أخرى، بتاريخ 31/ 12 واختطفت "محمد يحي دودة" وأخيه "إسماعيل"، إضافة إلى مجموعة من العمال الذين ينتشرون في المنطقة ويعملون في مزارع القات بالأجر اليومي، أطلقت سراحهم لاحقاً. الأسبوع الثاني: استهدفت الميليشيا الفارين من بطشها من أبناء المنطقة عن طريق المشايخ الذين اجتمعت بهم في قسم ضروان بحضور المدعو "ابو وليد" المعين من قبل المليشيا مديرا للقسم، وقال إن لدى الميليشيا كشفاً ب90 اسم، مطلوبين للتحقيق وبيوتهم مستهدفة للتفتيش، وعلى المشايخ إيصالهم خلال مدة أربعة أيام. -داهم عناصر الميليشيا المنطقة مرة أخرى، بتاريخ 3 يناير الحالي، واقتحموا المنازل ولاحقوا الأبرياء، وبعد تدخل المشايخ طالبوا ببعض الأشخاص للقاء بهم وأخذ "إجراءات بسيطة" وتعهدوا بإخراجهم خلال ساعة فقط. -عندما وصل المشايخ إلى قسم الشرطة، فوجئوا بما لا يقل عن 30 مختطفاً في القسم، وقام عناصر الميليشيا بطرد المشايخ وطالبوهم بجلب بقية المطلوبين، وزجوا بعدد من المختطفين إلى السجن وأخرجوا آخرين، ونقلوا كل المختطفين منذ بداية الحملة إلى سجن البحث الجنائي في صنعاء. وفي اليوم التالي (8/ يناير) اختطفت الميليشيا "عبدالقادر شمسان، و"ناجي مقبل جولة"، و"محمد حمود نعمان" واقتادتهم إلى قسم منطقة ضروان، قبل أن تنقلهم الي جهة مجهولة. وفي يوم (9/ يناير) أخرجت حملة عسكرية جديدة، وحاصرت قرية العشة، وبيت دودة، واقتحمت عددا من المنازل، بينها منزل الموطن "حمير محمد يحي دودة"، والذي حاصرته مع أسرته داخل المنزل قبل اقتحامه، إضافة على منزل المواطن "عثمان محمد يحي دودة"، والذي كان فاراً من بطشهم فاقتحمت المنزل وأخرجت زوجته وأولاده بالقوة، وحولت المنزل الى مقر لميليشياتها. في هذا التوقيت ومع اشتداد الحملة العسكرية في قرية العشة، عمدت المليشيا الى الكتابة على اثنين من منازل المواطنين "محجوز من قبل المحكمة"، تمهيدا لمصادرتها. يرجع أحد هذه المنازل للشيخ ناصر حمود دودة عضو المجلس المحلي وشيخ ضمان عزلة وادعة بهمدان، والثاني للمواطن "مجاهد ثابت شمسان" والذي كانت المليشيا قد اختطفته في العام 2015 من منزله. أطلق سراحه بعد أكثر من 6 أشهر في صفقة تبادل مقابل أسير حرب حوثي. الأسبوع الثالث: تطور جديد في الحملة، خروج الجرافات وتعزيز الحملة بأطقم جديدة وتطويق المنطقة بشكل كامل، وبدأت هذه الجرافات باقتلاع مزارع المواطنين، واختطفت الحملة يوم 15 يناير، مجموعة جديدة هم: عبدالكريم يحي شمسان، مختار ناصر دودة، نبيل شمسان، عبدالغني عبدالله محمد دودة، سلمان مجاهد شمسان. - نقلت الميليشيا المختطفين بالأطقم الى "المعهد المهني" في منطقة الرقة بالمديرية، والذي تتخذ منه الميليشيا مقراً لعناصرها وسجنا لتعذيب المواطنين. في وقت لاحق نقلتهم إلى صنعاء. -في اليوم التالي، 16 يناير، توسعت الحملة أكثر، حيث اقتحمت الميليشيا مناطق جديدة واختطفت: سليم محمد حمود السعلة، من قرية بيت سعلة، والمواطن هلال محمد دودة، من بيت دودة. -الأربعاء الماضي، 18 يناير، اقتحمت الميليشيا مدرسة التوفيق في الجاهلية واعتقلت القائم بعمل وكيل المدرسة الاستاذ ابراهيم محمد على سعد المسوري، الذي يعمل مدرس لمادة اللغة الانجليزية لعشرين سنة. *سبق للميليشيا اقتحام المدرسة ذاتها قبل عامين بنفس الحجة، وفتشتها ونزعت البلاط بحجة وجود أسلحة. -مع نهاية الأسبوع الثالث، وتشديد الحملة الأمنية كانت كاميرا هواتف المواطنين قد وثقت خفيه بعض المقاطع والصور لانتهاكاتهم التي تم نشرها إعلاميا، فشنت الميليشيا حملات وحاصرت منازل وصادرت كاميرات يستخدمها المواطنون لحماية ممتلكاتهم ومزارعهم. الاسبوع الرابع:
مع بداية الأسبوع الرابع، أطلقت الميليشيا حملة جديدة لاقتحام البيوت ومصادرة الهواتف التي وثقت جرائمهم وهددت الأهالي بالاعتقال والعبث بالممتلكات إذا ثبت توثيق أو تصوير ما تقوم به، وعمدت المليشيا الى منهجية جديدة للتخلص من الإعلام فحولت نشاطها وانتهاكاتها من اقتحام المنازل وغيرها إلى الليل، ابتداء من منزل المواطن عثمان محمد يحي دودة والذي سبق واحتلته، لتقوم بنزع البلاط والحفر في أرجاء المنزل. - يوم الجمعة، 20 يناير، انتظرت المليشيا حلول الليل لتقتحم منزل المواطن هلال محمد دودة، وتقوم بنفس الممارسات. - بالتزامن مع ذلك، كشفت مصادر محلية عن عمليات تعذيب وحشة يتعرض لها المختطف "عبدالغني دودة"، والذي اختطفته منتصف الشهر، فيما يعاني والده في منزله من أمراض ضاعف من مأساتها اختطاف ولده وما تمارسه الميليشيا من انتهاكات بحق أهالي منطقته.