أما عن ظاهرة الفقر المدقع والغنى الفاحش التي بدأت تتفشى في المجتمع اليمني منذ عقود، فقد وصلت إلى أعلى مستوياتها هذه الأيام نتيجة للأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد، وبدأت مظاهر الفقر الشديد تدب في كافة محافظات الجمهورية دون إستثناء جنباً إلى جنب مع مظاهر الغنى الفاحش أيضاً. فقصور المسؤلين والمشايخ تعالت في البنيان لدرجة حجبت فيها أشعة الشمس عن فقراء لم يجدوا إلا الأرصفة والساحات العامة والكباري والجسور ليناموا عليها ويستروا عوراتهم بالكراتين الورقية! عندما تمضي في المدن اليمنية تفاجأ بعدد الفقراء (ليسوا أفرداً فقط بل أُسر وعائلات أحيانا) الذين يمتهنون مهنة السؤال من الناس (الشحاتة) في كل مكان وزمان وهم لا يكادون يجدون ما يسترون به أنفسهم، وبالمقابل تجد السيارات الفارهة والماركات العالمية على نفس الطرق والجولات والتقاطعات التي يكثر فيها هؤلاء المعدمون!! ومن المشاهد التي تحاصر ناظريك في كل مدينة ما يلي: وهكذا هو الفقر والغني في اليمن نقيضين في غاية التناقض وقريبين من بعض، بل ويتعايشان مع بعض وكأن أحدهما لا يحمل للثاني أي ضغينة، وسبحان من فرّق ووفق بينهما في الرزق والمواطنة! فإلى متى يا وطني نظل في دوامة الجوع والفقر وثرواتنا في بطون قلة قليلة، ومتى سيأتي الفرج ليشعر شعب هذه البلاد بأنهم أدميون كغيرهم من البشر في أصقاع الأرض! ألا لا نامت أعين الجبناء!! *عضو المجلس العالمي للصحافة