قال كاتب يمني في شهادته خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي أن الضربة الجوية التي نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في قريته، الأسبوع الماضي، جعلت أبناء القرية ينقلبون على أمريكا. ووقف فارع المسلمي، الثلاثاء، ليصف بكلمات مشحونة كيف أصابه هجوم الطائرة الأمريكية الموجهة عن بعد بصدمة، وكيف حشد الرأي العام بين سكان القرية ضد الولاياتالمتحدة. وكانت أقوال المسلمي هي الأكثر تأثيراً خلال المناقشة التي جرت حول الجوانب القانونية لسياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاصة بالطائرات بلا طيار في جلسة علنية نادرة عقدتها لجنة فرعية قضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي بعنوان "حروب الطائرات بلا طيار: القتل المستهدف وجوانبه الدستورية والحرب ضد الإرهاب." ووعد الرئيس الأمريكي بمزيد من الشفافية في سياسته الخاصة بالطائرات بدون طيار، بعد أن تنامت مطالبة المشرعين للإدارة بالكشف عن مبرارتها القانونية لقتل إرهابيين مشتبه بهم في الخارج هم مواطنون أمريكيون. وأثارت أيضاً غارات الطائرات بدون طيار توترات بين السكان المحليين في بلاد منها باكستان والتي تنفذها الولاياتالمتحدة في المناطق القبلية. وقال مساعد في اللجنة الفرعية القضائية إنه كان من المقرر أن يقدم المسلمي شهادته في الجلسة التي تقررت الأسبوع الماضي وتأجلت على أمل أن ترسل الإدارة الامريكية مسؤولاً للإدلاء بشهادته، وهو ما لم يحدث. وقال مسؤول يمني إنه خلال الأسبوع الفاصل بين الموعد الأصلي للجلسة وموعد انعقادها الفعلي قتل قائد للقاعدة وأربعة متشددين في ضربة نفذتها طائرة بدون طيار في بلدة وصاب بمحافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء. وقال المسلمي: "معظم العالم لم يسمع بوصاب. لكن منذ ستة أيام تعرضت قريتي لضربة بطائرة بدون طيار في هجوم روع آلاف القرويين البسطاء الفقراء". واستطرد: "هجوم الطائرة بلا طيار خلع قلبي مثلما خلع التفجيران المأسويان في بوسطن قلوبكم وقلبي أنا أيضاً". وقال المسلمي انه حصل في شبابه على منحة دراسية من وزارة الخارجية الامريكية في برنامج تبادل الغرض منه بناء الثقة بين الأمريكيين والدول الاسلامية وعاش طوال عام مع أسرة امريكية في كاليفورنيا. وقال بينما "كنت أفكر في شهادتي وأستعد للسفر إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في جلسة الاستماع هذه علمت أن صاروخاً من طائرة بلا طيار ضرب القرية التي نشأت بها. وأضاف: "وللمفارقة كنت أجلس مع مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين في صنعاء في حفل وداع لصديق أمريكي حين وقعت الضربة." وصرح بأن الشخص المستهدف من الضربة معروف لكثيرين في القرية وكان من الممكن أن يعتقله مسؤولون يمنيون بسهولة. وأضاف: "ضربات الطائرات بلا طيار هي وجه أمريكا بالنسبة لكثير من اليمنيين، وإذا كانت أمريكا تقدم مساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية لليمن فالغالبية العظمى من شعب اليمن لا يعرف عنها شيئاً، لكن الكل في اليمن يعرف عن أمريكا وضرباتها بطائرات بدون طيار". وقال المسلمي إن ذلك يعطي فرصة لجناح القاعدة في اليمن "بإقناع مزيد من المواطنين بأن أمريكا في حرب مع اليمن". وأدلى بيتر بيرجن من المؤسسة الامريكية الجديدة التي تحصي الضربات التي تنفذها طائرات أمريكية بدون طيار بشهادته أيضاً في جلسة أمس، وقال إن إدارة أوباما نفذت 46 ضربة من هذا النوع في اليمن عام 2012 بينما نفذ الرئيس الأمريكي السابق جورح بوش في اليمن ضربة واحدة فقط.