كشف الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور عن سر الهياج الأمني ضد المعتصمين والمحتجين المؤيدين للشرعية في مصر. وقال منصور: إن الانقلابيين يعيشون الآن في رعب شديد من فعاليات مؤيدي الشرعية في الجمعة المقبلة، والتي أطلق عليها جمعة "الفرقان". وأضاف منصور عبر "تويتر": "هناك رعب لدى الانقلابيين من مسيرات الجمعة القادمة؛ لذلك هناك تحريض لفض اعتصام رابعة والنهضة بأي ثمن، حتى لو بمجزرة أكبر من الحرس الجمهوري". وكان اثنان من أنصار الشرعية قد قتلوا عندما فتحت الشرطة النار عليهم خلال مسيرة في شارع صلاح سالم. وقتل العشرات من أنصار الرئيس مرسي حتى الآن على أيدي الأمن والبلطجية خلال ال20 يومًا التي أعقبت الانقلاب. إلى ذلك تتوالى فضائح صحافة وإعلام الفلول في مصر، وفبركته للأخبار ضد التيار الإسلامي، ودعمه للانقلابيين بشتى الصور. فقد كشف صحافي سابق في صحيفة اليوم السابع – التي يملكها عدد من رجال الأعمال – عن فبركة الصحيفة لخبر عن الرئيس مرسي خلال فترة حكمه. وقال الصحافي سيد الخضري عبر فيس بوك: "منذ فترة كنت متخصصًا في تغطية أخبار رئاسة الجمهورية في جريدة اليوم السابع، وكان لي زميل آخر متخصص في أخبار وزارة الداخلية، ذات يوم فوجئنا بعنوان رئيسي مضمونه أن الرئيس مرسي طلب من وزير الداخلية وقتها فض ميدان التحرير بالقوة، فطلب وزير الداخلية أمرًا كتابيًّا من الرئيس لإخلاء مسئوليته عن أي خسائر" توجهت إلى زميلي المسئول عن أخبار وزارة الداخلية متسائلاً: "أنت تعرف حاجة عن الكلام ده؟" فرد عليَّ غاضبًا من الموضوع: "لأ". وتابع الصحافي : "دارت الأيام وواجهت الزميل صاحب الموضوع قائلاً: بالله عليك ينفع اللي بتكتبه؟، فكان رده: مش مرسي قابل وزير الداخلية يبقى أكيد طلب منه فض الميدان والتاني طلب منه أمرًا كتابيًّا. خيال واسع لا علاقة له بالصحافة". وأضاف: "اللي خلاني أقول ده الموضوع اللي نشره زميلنا مستند فيه على مصادر أمنية مطلعة، وبيمهد فيه لأي حوادث أو مصايب ممكن تحصل في البلد ضد المعتصمين في رابعة والنهضة، زميلنا بيستخدم مصطلحات تسخين ضد الإخوان. ورجحت المصادر أن يتم تنفيذ خطة "حريق القاهرة" في ساعة الإفطار، مستغلين الشهر الكريم في جريمة تدمير الوطن، وإحراق مؤسساته، ومنشآته العامة، مؤكدين أن المهمة ستكون أسهل بكثير خلال ساعة الإفطار نظرًا لانشغال الجميع، بإعداد الطعام وتناوله". وانتشرت الأخبار المفبركة في عهد الرئيس مرسي؛ لتلويثه وتلويث الإسلاميين بشكل عام، ونشر صورة سلبية عنهم خوفًا من شعبيتهم في أية انتخابات قادمة. وفي ذات السياق أكد المفكر الإسلامي فهمي هويدي أن خبر الأهرام الملفق عن حبس الدكتور مرسي بتهمة التخابر يحتمل قراءتين؛ الأولى مثيرة للقلق، والأخرى فكاهية. وأوضح هويدي أن "مسألة التكذيب الفوري للخبر بعد دقائق من نشره من قبل المتحدث باسم القوات المسلحة وعن النائب العام، وقال المتحدث: إن "النشر بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يهدف لإثارة البلبلة وتهييج الرأي العام لتحقيق أغراض مشبوهة لخدمة تيارات سياسية معينة". وحين يدقق المرء – وفق قول هويدي – يجد أن المتحدث باسم القوات المسلحة لم يكذب الخبر بصورة قاطعة فحسب، وإنما شكك في دوافع النشر، واعتبر أنها تستهدف "تهييج الرأي العام لخدمة أغراض مشبوهة" أي أنه أشار بوضوح إلى أن وراء النشر سوء قصد متعمد". وقال الكاتب الصحافي: "تحريت الأمر وتأكدت أن الخبر خرج من أحد الأجهزة السيادية المهمة، وفهمت من بعض رؤساء تحرير الصحف أن بعض الأخبار المثيرة التي تنشر بين الحين والآخر خاصة بالإخوان أو بحركة حماس تأتيهم مسربة من عناصر نافذة في ذلك الجهاز". وشدد هويدي على أن "ذلك التباين يسرب إلينا الشعور بالقلق، يدعونا إلى التساؤل عن طبيعة ووزن كل طرف، وعن حقيقة دوافع أحدهما في إطلاق الفرقعة ومسارعة الثاني إلى تكذيب الكلام والتشكيك في براءة نشره إلى حد القول بأن وراء النشر «دوافع مشبوهة»". وأضاف: "في هذه الحالة فإن التحقيق مع رئيس تحرير الأهرام لا يوفي الموضوع حقه ويصبح ذرًّا للرماد في العيون؛ لأن التحقيق ينبغي أن يتجه صوب الجهة التي سربت الخبر، وليس الطرف الذي تورط في نشره اعتمادًا على ثقته في مكانة ومعارف تلك الجهة، هذا هو المقلق في الأمر". أما الفكاهي والمضحك حسبما أورده هويدي في مقاله بالشروق: "فهو التفاصيل التي تضمنها الخبر، والتي إن دلت على شيء فإنما تدل على تدهور مستوى التلفيق مع افتراض البلاهة والغباء لدى القارئ والمتلقي؛ ذلك أن القصة تحدثنا عن رئيس قطعت عنه الاتصالات وطلب منه التنحي، فأعطاه الفريق السيسي هاتفه الخاص لكي يتيح له أن يتشاور مع غيره في القرار، ولكن الرئيس يستخدم الهاتف في الاتصال بواشنطن لطلب التدخل العسكري وبمرشد الإخوان لإشاعة الفوضى في البلد، وبحركة حماس لدعم العنف في سيناء. وحين يتم ذلك كله خلال ثلاثين دقيقة يدخل عليه الفريق السيسي لكي يخبره بأن المكالمات سجلت بأمر من النيابة (المقصود أن النائب العام الذي عينه الدكتور مرسي هو الذي أصدر أمرًا مسبقًا بتسجيل جريمة لم تقع يستخدم فيها هاتف وزير الدفاع!)". وأكد فهمي هويدي "كل هذه الأفكار تكشف عن فقر في الخيال أقنعني بأن سيناريوهات بعض عناصر الأجهزة السيادية لا تختلف كثيرًا عما يتم تداوله في جلسات الأنس والفرفشة. الأمر الذي يدعونا إلى مطالبتهم بتغيير «الصنف» لكي يخرجوا علينا بأفكار أكثر رصانة وإتقانًا، وروايات يتوافر لها الحد الأدنى من التماسك والإقناع". بدوره أكد القيادي الإسلامي محمد البلتاجي أن قناصة الداخلية وأمن الدولة هم من يصوبون الرصاص الحي تجاه المتظاهرين السلميين وليس البلطجية، مؤكدًا امتلاكه الأدلة التي تثبت ذلك. وفي تدويناته على موقع فيس بوك قال: "القتل الذي يتم بالرصاص الحي على المتظاهرين السلميين كل يوم ليس من بلطجية، ولكن من قناصة الداخلية في ملابس مدنية". وبرهن البلتاجي على أن الداخلية متورطة في قتل المتظاهرين قائلًا: "عدد من المشاهد التي وصفها الدموية رأى فيها المتظاهرون من مؤيدي الشرعية عاطف الحسيني، ومعتز هشام أبوغيدة وغيرهم من ضباط أمن الدولة يديرون الأحداث بأنفسهم". وأكد البلتاجي: "القتل يتم بتعليمات السيسي، ومخابراته الذين يديرون الداخلية لتنفذ تلك الجرائم ضد متظاهرين عزل كل جريمتهم أنهم قالوا: لا للانقلاب العسكري". وفي تصريحات سابقة للبلتاجي أوضح أن "بعد مقتل نساء المنصورة على يد بلطجية العسكر وشرطة العسكر؛ الآن سقطت الأقنعة عن السياسيين والحقوقيين والإعلاميين الذين وقفوا مع الانقلاب العسكري (بحجة أنه ليس انقلابًا وإنما موجة غضب شعبي ضد الرئيس مرسي)".