لم يتبقى أمام الشاب عادل من خيار إلا المغامرة كي ينقذ حياته من مرض كاد أن يفتك بحياته لولا عناية المولى عز وجل التي يسرت له كل الظروف . هذه ليست حكاية من الخيال ولم تخترعها هوليود بقدر ما هي حقيقة ملموسة على أرض الوقع وبطلها هذه المرة شاب يمني في مقتبل العمر هاجر وطنه إلى السعودية عقب إكماله مرحلة الثانوية العامة للبحث عن فرصة عمل أفضل تمكنه من إتمام دارسته الجامعية ومواصلة حياته . تبدأ تفاصيل الحكاية في عام 2004 حيث لم تمضي سوى أشهر قليلة على مكوث الشاب عادل في السعودية ومع مرور الوقت بدا يشعر باضطرابات في قلبه وعلى إثرها أدرك أنه حياته في خطر . كل ما يمتلكه عادل هي بطاقة لأحد الشباب السعوديين التي عثر عليها وأمام إنقاذ حياته لم يتبقى أمامه من خيار سوى الدخول إلى أحد المستشفيات السعودية بالاسم الذي في البطاقة ( مواطن سعودي ) . بعد ان استخدم صورة من هوية شخصية للشاب سعودي تم نقلة من مستشفى الرياض المركزي عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي اثر تدهور حالته الصحية وفشل القلب في أداء وضئفه ونتيجة تدهور حالته الصحية حضي بالأولوية في عملية زرع قلب بعد ان توفر العضو من متوفي دماغيا في غضون أيام . يشير الشاب اليمني وهو من أسرة عريقة في محافظة الجوف ووالده الشيخ / محمد أحمد الورش أنه كان في حينها في العشرينات من عمره أن القلب يعود لمواطن أمريكي توفي دماغيا وتم نقله بطائرة خاصة من قطر إلى السعودية وفي غضون أيام نجحت العملية التي كلفت نحو مليون ريال سعودي في حينها . بعد نجاح العملية وبمجرد أن بدأت الشكوك تراود القائمين على المستشفى حتى تم الاتصال بوالد الشاب الذي في البطاقة وهنا اعترف عادل باستخدامه للبطاقة من أجل حياته . السلطات السعودية لم يتبقى أن تضع مريضها في السجن لمدة ستة أشهر ولكن في سجن خاص مزود بكل أدوات الراحة وفيه تم التحقيق مع الشاب والذي فعلا أثبت أنه أقدم على فعلته لأجل إنقاذ حياته وبالتالي خففت العقوبة عن عادل لتكتفي السلطات السعودية بترحيله نظرا لحالته الصحية . يثني الشاب اليمني في معرض حديثه ل" يمن فويس " على الحكومة السعودية وحكومتها وكل القائمين على مستشفى الملك فيصل التخصصي لمتابعتهم المستمرة لحالته من خلال تردده كل ثلاثة أشهر إلى ذات المكان ومنحه العلاجات اللازمة والتي تجاوزت في سعرها المليون ريال سعودي حتى تاريخ اليوم . على الرغم من وجود بعض المعوقات التى تعترض عادل أثناء سفرة لمتابعة علاجه مثل تأخر التأشيرة وكذلك عندما رحل سجل علية سابقة وتم وضعها في النظام جوازات منافذ ومطارات المملكة وهذا يسبب له التأخير على الرغم من وجود امر من سمو وزير الداخلية الامير محمد بن نايف بالسماح له بالدخول اثناء العلاج تحت كفالة السفارة اليمنية لم تكتفي وزارة الصحة السعودية بالمتابعة المتسمرة لحالة الشاب اليمني وهي تمنحه بطاقة مرض زارع عضو وصادرة عن المركز السعودي لزراعة الأعضاء . هي ثمان سنوات التي قضاها عادل الورش من عمره وما يزال متنقلا بين اليمن والسعودية لمتابعة حالته الصحية التي أصبحت جيدة بفضل الله تعالى . من المفارقات العجيبة أن عادل هو اليمني الوحيد الذي يعيش بقلب مزروع كما يعد أول عربي يحظى بزراعة قلب لمواطن أمريكي ومع ذلك فإن إهمال وقصور الحكومة اليمنية لا يزال سيد الموقف . يحظى زارعي القلب في دول الجوار وكل بلدان العالم باهتمام خاص من الدولة ومن ذلك مرتبات مريحة ما يعادل 3000$ كما يمنح لهم بطائق تخفيض خاصة بالطيران بنسبة 90% من سعر التذاكر إضافة إلى منحهم تذاكر مجانية اثنا السفر للعلاج مع المرافق , علاوة عن إعطائهم مصاريف اثنا مراجعتهم المستشفى وكذلك توفير سكن مجاني وموصلات خاصة للمريض أثناء المراجعة . وعكس دول العالم التي يحظى بها كل مواطن يعيش بقلب زارعي فإن عادل هو الحالة الاستثنائية التي يفتقر إلى كل هذه الميزات في وطنه , علاوة عن صعوبات أخرى تتمثل في إجراءات السفر واصطناع العوائق واحدة الأخرى . يختم عادل أنه يجد تغيير في سلوكه بعدما أصبح يحمل قلب أمريكي , وبما أنه لا يجيد اللغة الانجليزية غير أن يفهم المقصود به لكل من تحدث أمامه بهذه اللغة .