أطلقت السلطات الإسرائيلية فجر الثلاثاء 26 معتقلا من قدامى الأسرى الفلسطينيين وهي الدفعة الثالثة التي يطلق سراحها من السجون الإسرائيلية وفقا لاتفاق فلسطيني إسرائيلي برعاية أمريكية أدى إلى استئناف مفاوضات السلام. ووصل 3 من الأسرى المحررين إلى قطاع غزة، في حين استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقية الأسرى المحررين في مقر الرئاسة في رام الله. واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد أن إطلاق هذه الدفعة من الأسرى "انتصار فلسطيني جديد وخطوة على طريق تحرير الشعب الفلسطيني بالكامل". وأضاف الأحمد أن هناك دفعة رابعة من الأسرى الفلسطينيين سيطلق سراحها وهي تتكون من 14 معتقلا من عرب ال48 وذلك وفق اتفاق مع السلطات الإسرائيلية، ولكنه لم يخف وجود عوائق قد تؤخر إطلاقهم. وكان فلسطينيون نصبوا حلقات الدبكة والرقص في الساحة الرئيسية لمقر عباس قبل ساعات من موعد إطلاق سراح الدفعة الجديدة من المعتقلين. وتوافدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى مقر الرئيس الفلسطيني، حيث تم استقبال الدفعة الجديدة من المعتقلين القدامى لدى إسرائيل. وأطلقت حافلات ومركبات أبواقها، فيما أطلقت ألعاب نارية في الهواء وحمل عشرات الفلسطينيين الأعلام الفلسطينية احتفالات بتحرير الأسرى الفلسطينيين. وتجمع المئات من الفلسطينيين عند معبر "بيت حانون" المؤدي إلى غزة، في استقبال المعتقلين الثلاثة من القطاع الذين أطلق سراحهم ضمن الدفعة ذاتها. وهذه هي الدفعة الثالثة من الأسرى، حيث أطلقت إسرائيل سراح 52 أسيرا على دفعتين خلال الشهور القليلة الماضية. إلى ذلك يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة التقليل من أهمية ومرجعية اتفاق الإطار الذي من المقرر أن يعرضه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته القادمة للمنطقة، المقررة الخميس المقبل، على كل من نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وأعلن نتنياهو خلال جلسة كتلة الليكود البرلمانية، الاثنين، أنّ الأمريكيين "لم يقدموا لغاية الآن ورقة عمل" وإذا قدموا مثل هذه الورقة فهي ستشمل كل القضايا الجوهرية المعروفة مثل الحدود، الترتيبات الأمنية، القدس، اللاجئين والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، لكن الورقة ستشمل فقط مبادئ لإدارة المفاوضات وليس اقتراحاً جديداً لحل الصراع. موقفنا يختلف عن موقف الأمريكيين وهو يختلف بطبيعة الحال عن موقف الفلسطينيين". وأشارت صحيفة هآرتس العبرية في خبر لها حول الموضوع إلى أن نتنياهو يسعى لتهدئة اليمين الإسرائيلي، ويعرض روايات مختلفة حول اتفاق الإطار، فقد نقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الكنيست من الليكود أن نتنياهو أبلغه بإن "إتفاق الإطار لن يتطرق أصلا إلى القضايا الجوهرية للصراع وهو مجرد إطار إجرائي لتنظيم المفاوضات سيشمل "مقولات عامة بشأن التزام الطرفين بالمفاوضات، ويطرح جدولاً زمنياً جديداً لإكمالها". وقال وزير في الحكومة للصحيفة إنه سمع من نتنياهو أن الحديث هو عن "ورقة موقف" لن تكون إسرائيل ملزمة بالتوقيع عليها رسميا، وأن الحكومة لن تصوت عليها. وقد فهم الوزير الليكودي من نتنياهو أنه سيكون بمقدور كل من الإسرائيليين والفلسطينيين القول إنهم يقبلون بالورقة كأساس للمفاوضات لكن لدى كل منهم تحفظات عليها، دون أن يضطروا إلى تفصيل هذه التحفظات". ورأت الصحيفة الاسرائيلية أن نتنياهو، وبموازاة سعيه لتهدئة الوزراء وعناصر اليمين في حزبه، فقد حاول أن يعرف موقف زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينيت وما إذا كان الأخير يعتزم الانسحاب من الحكومة في حال موافقة نتنياهو على وثيقة كيري إلا أن الأخير رفض إعطاء جواب قاطع موضحاً أنه سيحدد موقفه فقط بعد عرض ورقة كيري رسمياً. ونقلت الصحيفة عن موظف أمريكي مسؤول أن كيري مصمم على إحراز تقدم في المفاوضات وعرض وثيقة حل سياسي، وأنه لن يتراجع عن هذا الأمر، ولن يسمح لنتنياهو بخداعه، ولا للفلسطينيين بتكرار مناورات التهرب السابقة لهم. ووفقا للمسؤول الأمريكي فإن كيري سيطلب من عباس ونتنياهو أن يحسما موقفا بشأن قبول أو رفض المبادئ التي سيعرضها للمفاوضات. وسيكون لكل رد من الطرفين تأثير وتداعيات سياسية وأمنية حادة، كما أن صورة الائتلاف الإسرائيلي بعدم تقديم مقترحات كيري لن تبقى كما هي اليوم .