يحتفل اليمن بعد قليل باختتام ونجاح "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" الذي انطلقت فعالياته في الثامن عشر من شهر مارس ،2013 كأهم إجراء في اتفاق نقل السلطة المتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي وقعت في الرياض في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر ،2011 بعد اندلاع الثورة الشبابية الشعبية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح . وقالت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار إنها استكملت كافة الترتيبات المتعلقة بالحفل الختامي الذي سيشهد حضوراً عربياً ودولياً رفيع المستوى . وأوضحت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن وفودا دبلوماسية رفيعة المستوى من دول المجلس ستشارك في حفل اختتام المؤتمر إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني، علاوة على مشاركة رفيعة من الجامعة العربية والدول الراعية للمبادرة الخليجية والأمم المتحدة . وأضافت إن حفل الختام سيتخلله عرض وثائقي لمشوار الحوار الوطني، إضافة إلى فعاليات احتفالية في مختلف محافظات البلاد . وأكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنه لن يقبل أن تظل وثيقة "مؤتمر الحوار الوطني الشامل" مجرد حبر على ورق، بل سيتم العمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية، وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد أن تأخذ بعدها الدستوري، وتحظى بموافقة الشعب عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر، بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية . ومن المقرر أن يصدر الرئيس اليمني، خلال اليومين القادمين، قراراً بتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية التي توافقت عليها الأطراف المشاركة في المؤتمر . بدوره، قال مصدر في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني "إن اللجنة ستتولى تحديد عدد الأقاليم وحدودها، حيث تشير التوقعات إلى تشكيل ستة أقاليم، إقليمين في الجنوب وأربعة في الشمال"، موضحا أنه ستكون في كل إقليم حكومات وبرلمانات مصغرة تتولى تسيير الأمور، خاصة ما يتعلق بالتنمية ومكافحة الجريمة و"الأعمال الإرهابية" . وكشفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة عن تغييرات وزارية وشيكة ذكر أنها تشمل وزراء الدفاع والداخلية والنفط والمالية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة باق في منصبه للفترة القادمة . وأضافت أن التغييرات تشمل أيضاً قادة أجهزة الأمن والمحافظين . وكانت السلطات اليمنية رفعت حالة الاستعداد في صفوف أجهزتها الأمنية والعسكرية في العاصمة صنعاء و عدد من المحافظات، وذلك قبيل الحفل الرسمي تحسباً لأي خروقات أمنية . وقال مصدر أمني "إن هناك ترتيبات أمنية مكثفة ستشمل تعزيز الحماية على المؤسسات العامة والخاصة ومقار السفارات والمنظمات الأجنبية العاملة في اليمن تحسباً لأي خروقات أمنية تستهدف إفشال احتفال اليمنيين بهذا الإنجاز التاريخي"، مشددا على أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أية محاولات تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار أو عرقلة جهود إنجاز ما تبقى من مهام المرحلة الانتقالية القائمة في اليمن . على صعيد متصل دعا خطباء الجمعة في المساجد اليمنية المواطنين إلى الجنوح للسلم ونبذ العنف والفتنة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بأمن واستقرار ووحدة بلادهم . كما أكدوا أهمية قيام الجهات المختصة بدورها في حفظ الأمن والسلم الاجتماعي .