طالب مشايخ وشخصيات اجتماعية من محافظة مارب الرئيس هادي بالرجوع إليهم والاستماع إلى رأيهم قبل إدماجهم في أي إقليم ضمن الدولة الاتحادية المستقبلية. جاء ذلك أثناء اللقاء الذي جمع الرئيس هادي، الاثنين الماضي، بمشايخ وشخصيات اجتماعية ومكوِّنات سياسية من المحافظة. وطالب المشايخ الذين حضروا اللقاء بإنشاء صندوق من عائدات النفط والغاز لتنمية المحافظة، وإشراك أبناء المحافظة في السلطة والثروة ورفع مستوى تمثيلهم في مجلسي النواب والشورى، كما تقدّم أبناء المحافظة بمصفوفة مطالب أخرى تتعلق بالجانب التنموي في المحافظة.
وقال مصدر حضر اللقاء ل"المصدرأونلاين" إن الرئيس هادي وجّه بتشكيل لجنة لدراسة مصفوفة مطالب أبناء مارب، ووعدهم بتوجيه الحكومة بتنفيذ تلك المطالب كلاً في إطار تخصصه.
وفي اللقاء اعترف الرئيس هادي بتقصير الحكومة في تقديم الخدمات والمشاريع الأساسية للمحافظة، وأوضح أن المركزية كانت سبباً رئيسياً في الفساد وتدهور الأوضاع.
وأكد هادي وجود خُبراء يمنيين وأجانب يقومون بدراسة عملية توزيع الأقاليم، مؤكداً أن مخرجات مؤتمر الحوار سترسم شكل الدولة الاتحادية الجديدة الكفيلة بحل كثير من المظالم.
وأضاف "إن الدولة الاتحادية بأقاليمها ستُسهم في تجفيف منابع الفساد وتعزيز الأمن والاستقرار وإرساء العدل الذي ينشده الجميع". وتابع: "إن بوادر ذلك بدأت تتجلى خلال إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والتي كان نواتها استيعاب طلاب الكليات العسكرية لهذا العام من مختلف محافظات الوطن، والذي شكل انعكاساً للوحدة الوطنية".
ودعا الرئيس الجميع إلى الوقوف إلى جانب الدولة و تحمّل مسؤولياتهم والإسهام كل من موقعه في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومحاربة التطرّف والإرهاب وأعمال التخريب.
ودأب الرئيس خلال الفترة الماضية على لقاء ممثلين عن محافظات متقاربة جغرافياً واجتماعياً، يقدّمون تصوراتهم ومطالبهم الخاصة المتعلقة بالأقاليم وجوانب الشراكة والتنمية.
حيث التقى هادي، الأحد الماضي، ممثلين عن محافظات حضرموتوشبوة والمهرة وسقطرى بمناسبة قرب انتهاء الحوار وإعلان مخرجاته.
واعترض في اللقاء ممثلو المهرة وسقطرى على الحاقهم بالإقليم الشرقي، مطالبين الرئيس بإقليم مستقل.
وأشاد بيان منسوب للمجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى بموقف أعضاء الحوار من أبناء محافظتي المهرة وسقطرى وتمسّكهم بخيار إقليم مستقل وعدم التوقيع ورفض الضم والإلحاق إطلاقاً بأي إقليم آخر بما فيها الإقليم الشرقي.
من جانبه، أوضح الرئيس هادي للممثلين أن الأقاليم موزّعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تسوده المفاهيم الحديثة وتذوب فيه الطائفية والمذهبية والتصرفات العنصرية.
وأشار إلى "أن نظام الأقاليم سيجفف منابع الفساد؛ لأن العمل الإداري والإشرافي يمضي عن قرب والجميع متعارفون يستطيعون متابعة كل شيء وتثبيت الأمن وملاحقة الإرهاب بصورة أكثر اقتدارا".
والتقى هادي الأسبوع الماضي ممثلين عن محافظات مارب والجوف والبيضاء، يطالبون بإقليم مستقل لمحافظاتهم، أطلقوا عليه اقليم "سبأ"، وهو الطلب الذي وعد هادي بدراسته.
يُذكر أن الرئيس هادي أوضح خلال لقائه ممثلي محافظات حضرموتوشبوة والمهرة وسقطرى أن الأقاليم موزّعة على أساس من الترتيب العلمي الحديث والتمازج الاجتماعي، وهو ما يؤكد حسم مسألة الأقاليم، إلا أنه أكد في لقائه أمس أبناء مارب وجود خبراء يقومون بدراسة عملية توزيع هذه الأقاليم.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" تصريحاً نسبته لمصدر في الرئاسة اليمنية اعتماد تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم رئيسية؛ أربعة في الشمال واثنان في الجنوب، حيث تقسم الأقاليم بدورها إلى وحدات إدارية أصغر.
وبحسب مسؤول رئاسي للقدس العربي فإن التقسيم للأقاليم سيكون على النحو التالي:
العاصمة صنعاء وعمران وصعدة ستكون ضمن إقليم واحد، عاصمته صنعاء، بينما سيتم تقسيم الجنوب إلى ‘الإقليم الشرقي الذي يشمل محافظات شبوةوحضرموت والمهرة وسقطرى، في حين سيكون ما تبقى من محافظات الجنوب في إقليم آخر عاصمته عدن'.
وذكر أن محافظتي تعز وإب ستكونان في إقليم واحد هو إقليم الجند وعاصمته تعز، بينما ستكون محافظات ذمار ومأرب والبيضاء والجوف في إقليم واحد هو إقليم سبأ ، وأن محافظات الحديدة وريمة وحجة والمحويت ستكون في إقليم آخر، حسب قول المصدر الرئاسي.
وحول صفة الدولة الجديدة واسمها، قال المصدر الرئاسي اليمني إن ذلك ‘سيتم الإعلان عنه بعيد الإعلان عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في البلاد'.
يذكر أنه تم تحديد يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني /يناير الحالي موعداً نهائياً لاختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني اليمني، حيث من المقرر أن يكون الحفل الختامي بحضور عدد من زعماء دول العالم وممثلين عن الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعدد من المنظمات الدولية والجامعة العربية.