في صورة تبدو غير طبيعية فيما يتعلق بتزايد الخلل الفني في الطائرات العسكرية اليمنية حيث شهد مؤخرا العديد من الاعطال الفنية التي تصيب الطائرات بمجرد إقلاعها وبفضل الله تعالى تم اجتياز العديد منها ولعل أخرها طائرة انتينوف في حضرموت . ببرعة مذهلة تمكن طاقم طائرة الانتينوف أمس الأول من انقاذ أنفسهم وزملائهم، وطائرة نقل عسكرية انتينوف An-26 روسية برقم جانبي 1177 من كارثة كانوا جميعهم ضحايا محتملين لها وهم حوالي 19 فرداً من منتسبي الجيش بينهم طياران. بحسب الطاقم فقد توقف محرك الطائرة الأول، وبعدها وفي أقل من دقيقة توقف المحرك الآخر.. اختار الطاقم أفضل مكان ملائم للهبوط، ونفذت الطائرة ما يسمونه بالهبوط الشراعي، في أرض مستوية وإن كانت صحراوية حجرية بعض الشيء، وتم تنفيذ الهبوط دون إنزال العجلات (من شأن انزالها أن يكون اكثر خطورة ويؤدي إلى تحطمها بعنف وربما انفجارها أو احتراقها)، وتدحرجت الطائرة عشرات الأمتار قبل أن تتوقف.. كان الهبوط موفقاً للغاية وأفضل ما يمكن ان يقوم به طيار محترف في وضع كهذا، نجا معه الجميع، وخرجت الطائرة بأقل قدر من الأضرار. يقول الكاتب والصحفي سامي نعمان : لا داعي للتكهن حول أسباب الهبوط الاضطراري، لو لدينا قيادة محترمة للقوات الجوية، فعليها ان تفحص هيكل الطائرة، للتأكد من عدم تعرض الطائرة لعامل خارجي، وتحلل الصندوق الأسود لزيادة التأكد، وإخراج الوثائق الفنية التي تبين ما إذا كانت الطائرة تطير بشكل قانوني أم أنها بدون عمرة وخارج الجاهزية، ولا داعي لكل ذلك الهراء الذي كان سائداً عند تحطم الطائرات السابقة فوق ساكني صنعاء.. هذا اذا كانت لدينا قيادة مسؤولة تحترم الرأي العام، وقبله أرواح العاملين فيها.. وفي سياق مشابه وتحديد في مطلع فبراير الماضي نجت طائرة سوخواي، من سقوط وشيك على العاصمة صنعاء بعد تعرضها لخلل فني طارئ، بينما كانت على ارتفاع منخفض قبل أن يستعيد الطيار السيطرة على الطائرة ويلغي الهبوط. وتمكن الطيار عصام شحرة الذي يحمل رتبة نقيب من تجنيب طائرة سوخواي برقم جانبي 2231 انهياراً وشيكاً، بعد أن قامت بعمل ميلان يمين- يسار مفاجئ دون تدخله، قبل أن يتمكن من استعادة السيطرة على الطائرة التي كانت في مرحلة الهبوط النهائي وعلى ارتفاع منخفض للغاية، بحسب صحيفة المصدر. وقال طيارون في اللواء السادس طيران، وهو أكبر ألوية الطيران من حيث الجاهزية والمهام القتالية، إن شحرة انهى مهمة تدريبية وعاد إلى المطار وطلب من البرج السماح بالهبوط، فسمح له، وبعد تنفيذ الدوران الرابع واستمرار الإقتراب نحو الهبوط وصولاً إلى المرحلة النهائية فوجئ الطيار بالطائرة تقوم بعمل ميلانات مفاجئة يمين يسار وتتسلق وتزيد زوايا الهجوم، وهى خارج نطاق سيطرة الطيار. وأضاف زميل لشحرة إن الوضع كان طبيعياً بينما كانت الطائرة تقترب للهبوط، وقبل وصولها إلى المدرج وعلى إرتفاع منخفض يقارب 100 متر بدأت الطائرة تحدث دوراناً (ميلانا)يمين ب13 درجة، ويسار16 درجة وبزاوية هجوم 13-26 دون تدخل الطيار. وأكد الطيارون أن الطائرة كانت على وشك الانهيار لولا تدخل الطيار وسُرعة تعامله واستجابته للخل الطارئ، مؤكدين أن ردة فعل زميلهم شحرة كانت سريعة وذكية وتمكن من تدارك الموقف وتجاوز الخلل المفاجئ، وإنقاذ نفسه والطائرة وضحايا آخرين محتملين. وأشاروا إلى أن الطيار زاد من دوران المحرك ورفع العجلات والقابلات مباشرة وألغى الهبوط وقام بعمل دورة ثانية للهبوط، وتمكن من الهبوط بسلام بعد الدورة الثانية، موضحين أنه من غير المعلوم حتى الآن الأسباب التي أدّت إلى ذلك الخلل الفني المفاجئ مشيرين إلى أنه لا توجد معلومات حتى الآن حول الأسباب وأن القيادة قررت توقيف الطائرة. لكن أحد الطيارين رجح بقوة فرضية الخلل المصنعي، لافتاً إلى أن الطائرة من الصفقة ذاتها التي تحطمت إحدى طائراتها في شارع الزراعة في فبراير من العام الماضي، وأودت بحياة الطيار محمد شاكر و11 مدنياً.