حقق إعلان مصور لمنظمة «سايف ذي تشلدرن يو كاي» أو (انقذوا الأطفال - بريطانيا) ينقل مشاهد من الحرب السورية إلى شوارع لندن من خلال متابعة فتاة تتبدل حياتها بسبب النزاع، نجاحاً كبيراً على الإنترنت، إذ تمت مشاهدته 15 مليون مرة حتى ليوم (السبت). ويدعو الفيديو المشاهدين إلى تخيل «بريطانيا وكأنها سورية». ويبدأ الفيديو بمشاهد لطفلة تطفئ تسع شمعات على قالب الحلوى لمناسبة عيد ميلادها. ويظهر لمحات من حياتها، التي بدأت تتحول بعيداً عن اللعب في وقت تندلع فيه الحرب. ومن ثم يترافق انقطاع الكهرباء مع سماع دوي انفجار، وتسرع العائلة إلى السيارة، تزامناً مع سماع طلقات نارية. وتظهر الفتاة بعد ذلك بوجه متسخ وهي تبكي، وترتجف من الخوف، أثناء مرورها عبر حاجز محاطة بالجنود. وتنجو الفتاة من إطلاق النار وتضع قناعاً واقياً من الغاز في شارع مدمر على وقع أصوات صفارات سيارات الإسعاف، كما تظهر ملتهمة الفاكهة في حديقة والرعب في عينيها مع شعر غير مرتب ووجه متشح بالسواد ثم يعاينها أحد الأطباء. وينتهي الشريط المصور من حيث بدأ، مع عيد ميلاد الفتاة، لكن بعدما قامت في مستهل الشريط بابتسامة ظاهرة بنفخ تسع شمعات على قالب حلوى في زمن السلم، تظهر في نهاية التسجيل المصور هزيلة أمام قطعة حلوى صغيرة تمسكها أمها وتقول لها «قومي بامنية عزيزتي». وتبدو الفتاة في النهاية في مظهر نظيف في منشأة صحية، والدموع تنهمر من عينيها، ولكنها هذه المرة تحتفل بعيدها بشمعة على لوحة معدنية لإظهار تضامنها. وكتبت المنظمة على موقعها الإلكتروني: «إن كانت الحرب لا تحصل هنا، لا يعني ذلك أنها لا تحصل أبدا... ساعدونا على التأكد من أن مأزق الأطفال السوريين لن ينسى». وتمت مشاهدة هذا الإعلان المصور أكثر من 15 مليون مرة حتى السبت، وهو رقم قياسي بالنسبة لعدد مشاهدات إعلانات منظمة «سايف ذي تشلدرن يو كاي». وأملت المنظمة أن تساهم سرعة انتشار الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتشجيع الأشخاص على العمل من أجل ايصال المساعدات للأطفال الذي يعانون من نزاع مستمر منذ ثلاثة أعوام. وأوضحت متحدثة باسم المنظمة غير الحكومية لوكالة «فرانس برس» أن الهدف من هذا الشريط المصور البالغة مدته 94 ثانية السماح للجمهور العريض «بفهم أفضل للأزمة السورية وتخيل ما يمكن أن يشعر به المرء عند اندلاع حرب أهلية في مدينته ما يبدد تماماً حياته وصحته وأمنه». وأضافت المتحدثة «نريد أن نسلط الضوء على النزاع السوري، والوصول إلى أشخاص قد يكونون لا يدركون الصورة الكاملة لما يحصل في الأزمة السورية، ومنحهم نظرة جديدة لحقيقة حياة ملايين الأطفال السوريين وعائلاتهم». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث الجمعة عن أزمة الأطفال السوريين، مشيراً إلى أن أكثر من مليوني طفل لا يتابعون تعليمهم بسبب النزاع. و40 في المئة من المدارس السورية تضررت أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين، بحسب بان كي مون. وأسفرت الحرب عن مقتل 140 ألف شخص منذ اندلاعها في آذار (مارس) 2011.