قال رئيس حزب رابطة الجنوب العربى الحر "الرابطة" عبدالرحمن الجفري أن قضية الجنوب "وطنية ولا يجوز التنازل عن أركانها الأساسي؛ التحرير، الاستقلال، التمسك بالهوية وإقامة الدولة". وأكد الجفري في حوار مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن "الجنوبيين لم يستفدوا شيئا من الحوار الوطني الشامل"، مشيرا أنه لم يشارك في الحوار "لأننى أعلم أنه لن يلبي مطالب الجنوبيين"، حسب قوله. كما أكد الجفري أن تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم "لا يفيد القضية الجنوبية". وقال "التقسيم أراد به اليمن الشمالي إحداث فتنة بين الجنوبيين لإضعاف الحراك الجنوبي وهذا لن يحدث ولن يمر المشروع لا في اليمن الشمالي أو الجنوبي". وكشف عن تواصل أبناء الجنوب مع "الشباب في الشمال"، أثناء أحداث 2011، وقال "كنا فى الجنوب نتواصل مع الشباب فى الشمال أثناء الثورة، وأيضا الحراك الجنوبى كان متواصلا معهم واتفقوا مع الحراك على دعمهم وبالفعل حدث ذلك". وأضاف "كان الاتفاق أن يدعم الجنوب مطالب شباب الثورة حتى يرحل النظام ثم يحدد الجنوب مصيره وكان الاتفاق شفويا ووافق الشباب في الشمال ثم انقلبوا على عهدهم بعد سقوط علي عبدالله صالح ولم يعد حل القضية الجنوبية ضمن أولوياتهم". وقال إنه يحتفظ بذكرى سيئة مع "أخوان اليمن" (حزب الاصلاح) "تتمثل فى أنهم أفتوا خلال حرب عام 1994 بين شمال اليمنوجنوبه بأن الجنوبيين كفرة، كما أحلوا قتل النساء والأطفال". وأكد رئيس حزب رابطة الجنوب العربى الحر "الرابطة" أن "وصول الاخوان إلى السلطة فهو مستبعد". وفيما يلي نص الحوار: * ما نظرتكم لقضية الجنوب؟ وما هو التوصيف الخاطئ الذى حذرتم منه؟ - في البداية أود أن أوضح جزءا تاريخيا مهما فى القضية الجنوبية، فتاريخ جنوب الجزيرة العربية هو تاريخ انقسامى فى الأصل، والكذبة الكبرى أنه كان هناك يمن واحد، وهو الأمر الذى لم يحدث فى التاريخ سواء قبل الإسلام أو بعده، بل لا توجد دولة فى التاريخ تسمى دولة اليمن إلا فى عهد الإمام يحيى عام 1918، ووقتها أطلق على مملكته اسم المملكة المتوكلية اليمنية بعد أن كانت الإسلامية ثم الهاشمية، وكانت أول دولة فى التاريخ تسمى اليمن، قبل ذلك كانت تسمى بأسماء أخرى كدولة حضرموت، دولة معين، دولة حمير، دولة سبأ، وبعد الإسلام لم يكن هناك دولة باسم اليمن ولكن كانت هناك أسماء أخرى كالدولة الذريعية والصالحية الأيوبية، أما الجنوب العربى "يقصد جنوباليمن" فى تعريفنا كجنوبيين فكان عبارة عن مستعمرة بريطانية تسمى "مستعمرة عدن" وكانت هناك محميات لهذه المستعمرة شرقية وغربية عبارة عن سلطنات وإمارات ومشيخات، وحزب الرابطة أطلق على كل هذا اسم "الجنوب العربي" بغرض إطلاق هوية واحدة لهذه المنطقة التى كانت تحت الحكم الاستعمارى البريطاني، لاحقا تواترت دعوات بأن الجنوب تابع لليمن "الشمال" وهذا الكلام غير الصحيح تبنته حركات بالشمال خاصة حركة القوميين العرب، وكان ادعاؤهم مبنيا على أن هدفهم وحدة اليمن وتمت الوحدة عام 1990 على عجل بين نظام كان يحكم الشمال يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبين الجمهورية العربية اليمينية. ولماذا ترفضون الوحدة؟ - نحن الجنوبيين أيدنا الوحدة من منطلق أننا دعاة وحدة عربية شاملة وبعد أن قامت الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، أصدر حزب "الرابطة" بيانا يفيد بأننا فى الجنوب سنرتبط بهذه الوحدة التي تمت بين القاهرة ودمشق ولكن تمت الوحدة بارتجال وبلا أسس، وكانت اتفاقية الوحدة عبارة عن صفحة و5 أسطر لا غير ونصت على إلغاء الشخصيتين الاعتباريتين لكل من الجمهورية العربية اليمنية "اليمن" وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واندماجهما في شخصية اعتبارية جديدة تحت مسمى الجمهورية اليمنية وأودعت تلك الاتفاقية بالأمم المتحدة والجامعة العربية، ثم جاء الخلاف في السلطة بين الشريكين ودخل شعب الجنوب في هذا الخلاف ووقعت حرب 1994 ، والتي بدأها النظام فى الشمال وهجم بقواته على شعب الجنوب الذي دافع عن نفسه في هذه الحرب لحوالي 60 أو 70 يوما، وفي النهاية انهزم شعب الجنوب لعدم تكافؤ القوى، وكنا أعلمنا الرئيس السابق علي سالم البيض بإقامة دولة تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية للجنوب ورفعنا نفس علم اليمن الشمالى ونفس النشيد ونفس الدستور وكان هذا من أكبر أخطائنا لأنه كان من المفترض أن يكون لدولة الجنوب كيان جديد بعلم ودستور جديدين ولكننا لأننا كنا خارجين من حرب قاسية فلم يكن لدينا وقت كاف لمناقشة مثل هذه الأمور، ثم تحول الجنوب تدريجيا إلى أرض محتلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وازداد اجتياح الشماليين للجنوب، وأصبح المواطن الجنوبي يُعامل كمواطن درجة ثانية بل إن علي محسن الأحمر، وكان الرجل الثانى فى الدولة، قال وقتها فى كلمة متلفزة "لقد حكم علي صالح الشمال بالاستبداد وحكم الجنوب بالاستعمار". * حذرت من أى محاولة تكتيكية للتلاعب بقضية الجنوب ماذا كنت تقصد بالمحاولة التكتيكية؟ - هناك بعض المحاولات عند زملائنا في الكفاح تهدف إلى تسهيل الأمور أو التفاوض عبر المناورات، وهذا ما حذرت منه، فنحن مصرون على الاستقلال لاستنفاد محاولات التفاوض، فقد طرحنا القضية على أساس الحكم الفيدرالي لخمسة أقاليم ورفض الشماليون هذا الطرح، ثم طرحنا القضية مرة أخرى بنفس التصور الفيدرالي ولكن على إقليمين ثم استفتاء، فرفضوا مرة ثانية، وعند ذلك أيقنا نحن الجنوبيون بعدم وجود أمل في الاستجابة، لكننا أثبتنا للعالم أن صنعاء لا تقبل بأي حل ومن ثم أثبتنا حقنا فى الاستقلال. * وهل استفاد الجنوب من الحوار الوطنى الذى عقدته القوى الحاكمة والسياسية والثورية بصنعاء؟ - لم يستفد الجنوبيون شيئا من الحوار الوطني، وأعتقد أن عدم ذهاب أحد من الجنوبيين للحوار كان أفضل، من شارك قال إنه ذهب لإعلان القضية الجنوبية مع العلم بأن القضية معلنة في الشوارع وبين الناس ووسائل إعلام، لم أشارك في الحوار لأننى أعلم أنه لن يلبي مطالب الجنوبيين. * ولكن الحوار أفضى إلى تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم فهل أفاد ذلك القضية الجنوبية؟ - هذا التقسيم لا يفيد القضية الجنوبية، وأراد به اليمن الشمالي إحداث فتنة بين الجنوبيين لإضعاف الحراك الجنوبي وهذا لن يحدث ولن يمر المشروع لا في اليمن الشمالي أو الجنوبي. * هل يدعم شباب الثورة في الشمال متطلبات شعب الجنوب؟ - كنا فى الجنوب نتواصل مع الشباب فى الشمال أثناء الثورة، وأيضا الحراك الجنوبى كان متواصلا معهم واتفقوا مع الحراك على دعمهم وبالفعل حدث ذلك وأصدر حزب "الرابطة" بيانا في 2011 يؤيد مطالب الشباب، وكان الاتفاق أن يدعم الجنوب مطالب شباب الثورة حتى يرحل النظام ثم يحدد الجنوب مصيره وكان الاتفاق شفويا ووافق الشباب في الشمال ثم انقلبوا على عهدهم بعد سقوط علي عبدالله صالح ولم يعد حل القضية الجنوبية ضمن أولوياتهم. * بماذا ترد على من يقول إن انفصال جنوباليمن يمثل حلقة من مسلسل تقسيم المنطقة؟ - قضيتنا ليست وليدة ثورات الربيع العربي بل إن الحراك الجنوبي بدأ نشاطه منذ عام 2007 وقبل ذلك بدأت قضيتنا في الخمسينيات وبالتالي فهي مستقلة عن أي مخططات تقسيم لأن لها جذورا تاريخية. * أرسلت برقية إلى المشير عبدالفتاح السيسي بعد ثورة 30 يونيو تهنئه باستعادة الثورة.. فلماذا؟ - أنا كنت متواجدا فى مصر فى 2011، و 2012 ولا شك أن الشباب الذين خرجوا فى 25 يناير لم يكن هدفهم أن يأتوا بحكم الإخوان، والمشهد كان يشى بأن الأمور تسير فى غير مسارها الطبيعي، الذكرى السيئة لى مع إخوان اليمن تتمثل فى أنهم أفتوا خلال حرب عام 1994 بين شمال اليمنوجنوبه بأن الجنوبيين كفرة، كما أحلوا قتل النساء والأطفال، أما عن وصولهم إلى السلطة فهو مستبعد. هل ترى أن الحكم العسكرى أفضل وأنجح من الحكم المدنى فى الدول العربية؟ - إذا استقال الحاكم العسكري من المؤسسة العسكرية وارتدى الزي المدني ودخل الانتخابات ونجح وكانت مؤسسات الدولة عبارة عن برلمان ووزارات فالحكم ليس عسكريا بل إنه مدني، هناك مقياس بسيط يستطيع الشعب من خلاله قياس ذلك فإذا وجدوه متعاونا مع المؤسسة العسكرية فقط لإدارة البلاد فهو "عسكري" أما إذا تعاون مع كل مؤسسات الدولة فهو "مدنى" وأعتقد أن المشير عبدالفتاح السيسي سيكون الحاكم "المدني" لمصر.