وسيناقش الاجتماع المقرر منذ أكثر من شهر عددا من القضايا والملفات، يأتي الملف السوري في مقدمتها خاصة بعد تطورات ميدانية في الاتفاق بين المعارضة المسلحة في حمص والنظام السوري، إضافة إلى الملف اليمني وتأثيره على منطقة الخليج. وقال المسؤول الإعلامي في وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي إن جولة هيغل “جزء من جهودنا للتنسيق مع حلفائنا في المنطقة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة”. وتابع كيربي أن اللقاء سيكون الأول بين وزراء دفاع دول الخليج ووزير دفاع أميركي منذ 2008. وسيركز اللقاء على تنسيق “الدفاعات الجوية والصواريخ والأمن البحري والدفاع الإلكتروني”. وقال مراقبون خليجيون إن الولاياتالمتحدة تريد عبر لقاء وزير دفاعها بوزراء دفاع دول المجلس إشعار الخليجيين أنها تسعى إلى تحقيق الالتزام الكامل بأمن الخليج، وتعزيز التعاون في ضوء التحديات التي تواجه المنطقة؛ بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار والرخاء في منطقة الخليج وفرض الأمن لحماية حركتها الاقتصادية. ويأتي الاجتماع في وقت تدرس لجان الدفاع المشتركة في الخليج منذ أكثر من عامين تأسيس منتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي الأميركي، وإمكانية إقامة منطقة درع صاروخية مشتركة، لمواجهة التهديدات التي تعترض منطقة الخليج، وهو مشروع سبق لواشنطن عرضه بعد حرب الخليج الثانية. ونشطت لقاءات بعض مسؤولي الدفاع في الخليج خلال الفترة الماضية مع مسؤولي الدفاع الأميركيين، كان آخرها لقاء نائب وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن سلطان بالوزير هيغل في واشنطن، الذي مهد للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز بباراك أوباما في الرياض أواخر مارس الماضي. وسيعقد الاجتماع في وقت أتاح فيه الخليجيون لدولة قطر فرصة العودة إلى الصف الخليجي الموحد بعد اتفاق الرياض الذي تعمل على تحديد بنوده لجنة تنفيذية في أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض. ولفت المراقبون إلى أن البيت الأبيض، ومنذ زيارة أوباما إلى الرياض ولقائه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مارس الماضي، دأب على تكرار رسائل الطمأنة إلى الحلفاء الخليجيين، وهي رسائل تعبّر عن خشية أميركية جدية من أن يبحث الحلفاء عن أسواق جديدة لتعاملاتهم الاقتصادية والعسكرية. وسادت حالة من الغضب في بعض دول الخليج بسبب المواقف الأميركية المثيرة للشك تجاه إيران التي دأبت على التدخل في شؤون جاراتها الخليجيات، وعملت على إثارة قلاقل طائفية في البحرين والسعودية. وتجسدت محاولات استرضاء الخليجيين في أكثر من موقف أميركي كان أبرزها زيارة أوباما للسعودية في مارس الماضي، وتأكيده على متانة العلاقة الثنائية، ومنذ أيام تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، مكالمة هاتفية من هيغل عبّر فيها عن رغبة بلاده في التعاون مع دولة الإمارات في مجال الدفاع خدمة لاستقرار المنطقة. بالتوازي أكد السفير الأميركي لدى الكويت ماتيو تويلر، التزام بلاده بأمن المنطقة، وأن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يأتي لإعطاء إشارة قوية ضد أية تهديدات عدائية قد تستهدف دول المنطقة. وكان هيغل أكد لمسؤولين خليجيين، أثناء منتدى “حوار المنامة” السنوي حول الأمن الإقليمي في ديسمبر 2013، أن واشنطن تبقى شريكا ذا صدقية ولا تتوقع تقليص انتشارها العسكري أو مبيعات الأسلحة إلى دول الخليج. واعتبر محللون سياسيون أن زيارة هيغل ستتركز أيضا حول الملف السوري، وبحث خطة أميركية خليجية مشتركة للتعاطي مع تعقيدات هذه الأزمة خاصة في ظل معادلة ضعف المعارضة المعتدلة وصعود القوى المتشددة، ما دفع واشنطن إلى إرجاء أي دعم نوعي يوقف تقدم قوات الأسد الذي يحصل على دعم غير محدود من حلفائه الروس والإيرانيين، فضلا عن وجود ميليشيات لبنانية وعراقية تقاتل إلى جانبه. وتوقع المحللون أن يدفع الوزراء الخليجيون الذين سيلتقي بهم هيغل باتجاه رفع الحظر عن تسليح المعارضة المعتدلة وتمكينها من إعادة التوازن مع قوات الأسد دون إغفال المواجهة مع التيارات المتشددة. وكانت الولاياتالمتحدة عطّلت سعيا من دول خليجية وأوروبية لتمكين الجيش الحر من أسلحة متطورة لإجبار الأسد على الجلوس إلى التفاوض.