تبذل السلطات الصحية السعودية أقصى جهودها لتوعية المواطنين والمقيمين تجاه مخاطر كورونا، الذي بلغ عدد ضحاياه 142 شخصا حتى الآن، في ظل غياب الحلول الناجعة للحد من انتشار الفيروس القاتل. موسم الحج وتشدد وزارة الصحة على توعية المجتمع عبر سلسلة من إجراءات الوقاية أعلنت عنها الأربعاء الماضي، بعد انتهاء مهمة خبراء منظمة الصحة العالمية في المملكة مؤكدين أن لا موجب للتوصية بمنع موسم الحج، على رغم تضاعف أعداد المصابين والوفيات. وكانت المنظمة أعلنت في ختام مهمة خبرائها أنها “لا توصي في هذه المرحلة بفرض قيود على السفر أو التجارة، بما في ذلك السفر إلى موسم الحج المقبل” في أكتوبر. ويؤدي مناسك الحج أكثر من مليوني مسلم سنويا. وأطلق أطباء وأكاديميون وإعلاميون حملة تطوعية موازية لمواجهة الفيروس. نمط انتقال الفيروس وتابعت بأن “الدلائل الحالية لا ترجح أن الزيادة الأخيرة في الأعداد تعكس تغيرا في نمط انتقال الفيروس″. لكنها أشارت إلى “ثغرات في تطبيق إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها التي توصي” بها المنظمة. ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس ويؤدي أيضا إلى فشل في الكلى. وليس هناك حاليا أي لقاح ضد هذا الفيروس، وطلبت وزارة الصحة السعودية تعاون خمس شركات لإنتاج الأدوية لإيجاد لقاح ضد الفيروس. وأفادت دراسة نشرت نهاية فبراير في الولاياتالمتحدة وأخرى مطلع مايو الجاري في فيينا، بأن الجمال تعتبر ناقلة لفيروس كورونا. ودعت الوزارة المخالطين للإبل إلى “عدم الاقتراب المباشر من الإبل ووضع كمامات واقية وضرورة غسل اليدين بالصابون قبل وبعد ملامسة الإبل ومن المستحسن لبس قفازات واقية في حالات الولادة والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة”. وطالبتهم ب”تحديد زي معين لاستعماله داخل حظائر الإبل وعدم تناول لحوم وحليب الإبل دون معاملتها حراريا بالطهي الجيد للحوم وغلي الحليب قبل تناوله”. 142 وفاة وأكدت وزارة الصحة في موقعها الإلكتروني تسجيل وفاة 142 شخصا، موضحة أن العدد الإجمالي للإصابات ارتفع إلى 483 منذ ظهور هذا الفيروس في السعودية في يونيو 2012. والسعودية هي البؤرة الأساسية للفيروس في العالم، وكورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد والذي أدى إلى وفاة 800 شخص في العالم العام 2003. وبحسب الحصيلة الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية والتي نشرت الأربعاء فقد تم تسجيل 496 حالة إصابة في العالم منذ سبتمبر 2012. وتم تسجيل حالات إصابة في عدة دول من بينها الأردن ولبنان ومصر والولاياتالمتحدة، إلا أن غالبية المصابين كانوا قد زاروا السعودية أو عملوا فيها. وسجلت إصابات أدت إلى الوفاة بفيروس كورونا في قطروالأردن والإمارات.