يبدو أن العالم العربي يواجه خطرا غير مسبوق يتمثل في انتشار فيروس "كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خصوصا بعد أن أصبح واضحا أن المرض بدأ يتغلغل وينتشر في عدد من الدول وتحديدا الخليجية بشكل لافت ومقلق وسط تحذيرات عالمية متواترة من خطورة انتشار الفيروس في المنطقة. ووفق آخر إحصائية نشرت من منظمة الصحة العالمية، فقد تم تشخيص 222 حالة مؤكدة في العالم توفي منهم 80 حالة،فيما إحصائيات أخرى تؤكد أن النسبة تجاوزت ذلك إلى 313 حالة. وتعتبر السعودية الأكثر إصابة بالفيروس، والدول العربية الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي مصر، قطر، الأردن، الإمارات، تونس، الكويت . وارتفعت حصيلة الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في السعودية إلى 115 شخصا من اصل 414 أصيبوا به في المملكة منذ سبتمبر 2012. وأعلنت وزارة الصحة السعودية اليوم الاثنين ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس الى 115 شخصا من اصل 414 اصيبوا به في المملكة منذ سبتمبر 2012. وأفاد الموقع الالكتروني للوزارة ان العدد الكلي للاصابات ارتفع الى 414 قضى منهم 115 شخصا اجانب ومواطنين. والمتوفون الثلاثة من محافظة جدة وهم رجل (45 عاما) وامرأتان (50 عاما و54 عاما). وفي قطر وصل عدد الحالات المصابة حتى الأسبوع الماضي 9 حالات و3 وفيات من إجمالي عدد المصابين. وأكد المجلس الأعلى للصحة عدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا منذ نوفمبر 2013 ، موضحا اتخاذ العديد من الإجراءات والاحتياطات الصحية التي ساهمت، في احتواء الفيروس، مما ساهم في الحد من الإصابات. وفي الأردن سجل 3 حالات إصابة توفى اثنان منها، والحالة المصابة بالفيروس لمريض سعودي يبلغ من العمر 25 عامًا في أحد المستشفيات الخاصة الأردنية. وكان المصاب يتلقى العلاج في أحد المستشفيات بالسعودية خلال الفترة من 10 إلى 15 أبريل، إذ كان يعاني من حالة التهاب رئوي. وأفاد مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة الأردنية الدكتور محمد العبداللاه، لوكالة الأنباء الأردنية ، أنه قد تم أخذ عينة بلعومية أنفية من المصاب وشخصت في مختبرات الوزارة وكانت النتيجة إيجابية بفيروس الكورونا. وفي الإمارات أُعلن عن أول حالة إصابة بالفيروس في يوليو من عام 2013، حيث سجلت 7 حالات إصابة بفيروس كورونا. وكانت أول حالة وفاة بفيروس كورونا في الإمارات قد سجلت في 3 ديسمبر 2013، حيث توفيت امرأة أردنية حامل ومصابة بفيروس كورونا بعيد إنجابها طفلها، لتكون بذلك أول حالة وفاة بالفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإمارات. وفي تونس بلغ عدد الإصابات 3 حالات وتوفيت حالة واحدة، ورغم ذلك نفى وزير الصحة العمومية محمد صالح بن عمار تسجيل أي إصابة في تونس بهذا النوع من الفيروس. وفي الكويت سجلت إصابة حالتين دون أية وفيات، ويؤكد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي، خلو بلاده من أي إصابة بفيروس الكورونا حتى هذا الوقت، مشددًا على أن الوزارة قريبة من كل الأحداث، مشيرا إلى أنه منذ ظهور المرض والكويت تعد مميزة في الإجراءات التي تتخذها في سبيل ضمان الصحة للمقيمين على أرض الوطن بشكل عام. وقد اعلن وزير الصحة المكلف عادل الفقيه الثلاثاء الماضي ان مجموعة خبراء بحثوا في سلسلة تدابير وقائية لاحتواء تفشي الفيروس، موضحا ان هذه التدابير ستعلن في الايام المقبلة. وكورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد والذي ادى الى وفاة 800 شخص في العالم العام 2003. ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس ويؤدي ايضا الى توقف عمل الكليتين. وليس هناك حاليا اي لقاح ضد هذا الفيروس. وطلبت وزارة الصحة السعودية تعاون خمس شركات لانتاج الادوية لايجاد لقاح ضد الفيروس. وبحسب دراسة نشرت نهاية فبراير الماضي في الولاياتالمتحدة واخرى قبل ايام في فيينا، فقد يكون فيروس كورونا ينتقل عبر الجمال. ومنذ ظهور فيروس كورونا لأول مرة في أبريل 2012 تمّ إبلاغ منظمة الصحة العالمية بنحو 253 حالة أكّدت الاختبارات المعملية إصابتها بالفيروس بينها 93 حالة وفاة. وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه لم يتم تحديد مصدر العدوى إلى الآن لكن الأدلّة تتزايد على صلتها بالإبل التي يعتقد كثير من الخبراء أنها المصدر الحيواني للفيروس. وينتمي فيروس كورونا لعائلة متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" الذي قتل نحو 800 شخص في مختلف أنحاء العالم بعدما ظهر في الصين. وفي مصر وصلتها أول حالة إصابة بفيروس كورونا، يوم السبت في 26 /4 /2014، وهي لشاب يبلغ من العمر 27 سنة، ويعمل مهندسا مدنيا بالمملكة العربية السعودية، منذ أربع سنوات ويقيم في مدينة الرياض. وبدأت الأعراض على المريض في المملكة العربية السعودية منذ 5 أيام، حيث كان يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة وسعال ثم آلام بالعضلات والمفاصل وإجهاد عام وإسهال. وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن اجمالي الحالات المسجلة بفيروس كورونا بلغ 245 اصابة على مستوى العالم معظمها بدول الشرق الاوسط توفي منها 93 حالة. واستناداً إلى الوضع الحالي والمعلومات المتاحة، تشجع منظمة الصحة العالمية جميع الدول الأعضاء على مواصلة ترصدها للأمراض التنفسية الحادة الوخيمة وتوخي الدقة في استعراض أي أنماط غير عادية. وتكتسي تدابير الوقاية من حالات العدوى ومكافحتها أهمية حاسمة للوقاية من احتمال انتشار فيروس كورونا في مرافق الرعاية الصحية. وينبغي لمرافق الرعاية الصحية التي تقدم الرعاية إلى المرضى الذين يشتبه في عدواهم بفيروس كورونا أو تؤكد عدواهم به أن تتخذ التدابير الملائمة لتقليل خطر انتقال الفيروس من المرضى المصابين بالعدوى إلى مرضى آخرين وإلى العاملين في مجال الرعاية الصحية والزائرين. وينبغي اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من الفطيرات إضافة إلى التدابير الاحتياطية المعيارية عند تقديم الرعاية إلى جميع المرضى الذين يظهرون أعراض الإصابة بمرض تنفسي حاد. وينبغي علاوة على ذلك اتخاذ تدابير احتياطية للوقاية من الاحتكاك وحماية العين عند تقديم الرعاية إلى أشخاص تحتمل عدواهم بفيروس كورونا أو تؤكد عدواهم به وتدابير احتياطية للوقاية من العدوى المنقولة بالهواء لدى اعتماد إجراءات مولدة للرذاذ. وينبغي تدبير المرضى باعتبارهم مصابين محتملين بالعدوى عندما تشير الدلائل السريرية والوبائية إشارة واضحة إلى جود العدوى بفيروس كورونا حتى لو كشف اختبار أولي معتمد على مسحة بلعومية أنفية عن نتيجة سلبية. وينبغي تكرار الاختبارات عندما تكون نتيجة الاختبار الأولي سلبية بتفضيل أخذ العينات من المسالك التنفسية السفلية. وننصح مقدمي خدمات الرعاية الصحية بتوخي الحذر. وينبغي إخضاع المسافرين العائدين حديثاً من الشرق الأوسط الذين تظهر عليهم آثار الإصابة بالعدوى التنفسية الحادة الوخيمة لفحص فيروس كورونا عملاً بتوصيات الترصد الحالية. ولا توصي المنظمة بإجراء تحريات خاصة في نقاط الدخول فيما يتصل بهذا الحدث ولا توصي في الوقت الحالي بفرض أي قيود على السفر أو التجارة.