نشر ناشطون مقطع فيديو مسرّب تظهر فيه طائرة مدينة تهبط ويخرج منها جنود تابعون لقوات النظام السوري، وأوضح ناشطون تعليقاً على "الفيديو": "رصد لتعزيزات عسكرية وحشود يقوم نقلها النظام إلى داخل مطار الضمير العسكري عن طريق الطيران المدني وهذه التعزيزات ضخمة للغاية"، وبدا صاحب الكاميرا وكأنه صور بطريقة سرسة حيث أن الكادر كان ثابتاً نوعاً ما ومتقطعاً ما يوحي بأنه ثبت هاتفه المتحرك بطريقة لا تلفت نظر عناصر الجيش.. وكان مقاتلون في الجيش الحر قد أعلنوا منذ أكثر من عام بقيامه باستهداف المطارات العسكرية وبعض المطارات المدنية أيضاً، مؤكدين أن "قوات النظام تستخدم الطيران المدني في نقل أسلحة ومعدات ووقود"، وكانت ثلاثة مطارات في حلب قد تعرضت لهجوم المعارضة المسلحة بهدف وقف الإمدادات القتالية إلى قوات النظام. ويؤكد ضابط منشق في الغوطة الشرقية لدمشق بأن النظام السوري يعمل على تمويه عملياته الجوية العسكرية تحت مسمى الطيران المدني، لنقل ذخائر وصواريخ وقطع غيار للطائرات تأتيها من إيرانوروسيا وتنقلها إلى مطارات عسكرية ومدنية وإلى مراكز عسكرية لضرب المدنيين والثوار. وتؤكد تنسيقيات الثورة أن إيران مازالت تزود النظام بالذخائر والسلاح والمستشارين العسكريين والجنود ويستخدم النظام المطارات المدنية لاستلام تلك الإمدادات العسكرية، وقد قام الجيش الحر في كانون الثاني الماضي بتفجير طائرة عسكرية فوق مطار دمشق الدولي وهو مطار مدني، وأعلنت "الجبهة الإسلامية" أنذاك بأن الطائرة كانت تحمل 6 شخصيات إيرانية رفيعة المستوى وتم نقل جثثهم من مطار دمشق الدولي إلى مطار رفيق الحريري في بيروت تمهيداً لنقلها إلى إيران، كما نشرت مواقع اليوتيوب مقاطع "فيديو" مسربة تظهر صواريخ مخزنة على متن طائرة سورية مدنية. وكان ضابط في "تجمع ألوية النخبة في ريف حماة" قد كشف "ألاعيب النظام" في تمويه طائراته العسكرية، يقول: "يوجد في القوى الجوية في الجيش النظامي (اللواء 29) وهو لواء وظيفته النقل العسكري، ومعظم الطائرات الموجودة فيه هي عسكرية يقوم بتمويهها بالطلاء وطباعة شعار (السورية للطيران) لإبراز طابع مدني لها". ونشرت صفحات تابعة للجيش الحر على موقع "فيس بوك" عدة تقارير تكشف قيام النظام بتمويه عملياته وتحركاته العسكرية، وأفرد صورة لطائرة من نوع إلياك-40 تم التقاطها من داخل مطار كويرس العسكري، وتبدو الطائرة مدنية في الظاهر وقد وُضع عليها شعار "السورية للطيران"، وأوضحت تقارير أن طبيعة المكان الذي تظهر فيه الطائرة، هو (اللواء 29) الذي يحتوي على طائرات ضخمة تستخدم لنقل الذخيرة والوقود وأخرى تستخدم للإنزال المظلي ونقل الجنود. يعتبر أسلوب تمويه الآليات العسكرية رائجاً لدى قوات النظام، فقد وجّه ناشطون وعسكريون منشقون مراراً أصابع الاتهام إلى قوات النظام بمحاولات تمويه عرباته العسكرية المصفحة المتواجدة في المدن عبر طلائها باللون الأزرق، وإخفاء بعض الدبابات خلف الأبنية، ولجأ النظام إلى هذه الحيل من التمويه للتلاعب بتقارير ومهمة "المراقبين العرب" الذين وصلوا إلى سوريا في كانون الثاني 2011 لمراقبة سحب النظام آلياته ودباباته العسكرية من المدن والقرى، وبعد أشهر بات تواجده العسكري في المدن علنياً بعد استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لعرقلة استصدار قرار يدين جرائم النظام ويقضي بسحب الجيش وآلياته من المدن.