في موقف يكاد لا يتكرر في كل بلدان العالم تلقى الشعب اليمني مساء أمس ثلاثة خطابات رئاسية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وتمثل الخطاب الأول من الرئيس عبدربه منصور هادي ووجه عبر العديد من الوسائل الإعلامية فيما تمثل الخطاب الثاني برسالة التهنئة التي بعثها الرئيس السابق إلى الشعب اليمني أيضا وتم تداولها عبر العديد من الوسائل الإعلامية لتكون التهنئة الثالثة للزعيم عبدالملك الحوثي والتي لم تخلو من الموعظة للشعب بالمناسبة الدينية العظمية . وقال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن بلاده "تواجه مخططات ومحاولات غير هينة، تستهدف إجهاض العملية الانتقالية". جاء ذلك في خطاب وجه للشعب اليمني بمناسبة شهر رمضان المبارك, نشرته وكالة الأنباء الرسمية. وأشار الرئيس إلى أن ما حدث يوم الأربعاء الموافق 11 يونيو في العاصمة صنعاء (مظاهرات للمطالبة بتوفير المشتقات النفطية) يعتبر "حلقة جديدة من حلقات مخطط إجهاض العملية السياسية السلمية الانتقالية". ولم يسم الرئيس اليمني الجهة التي تقف وراء تلك المظاهرات، إلا أنه أشار ضمنا إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالنظر إلى حالة التوتر التي تسود العلاقة بينهما، ورافقتها إيقاف قناة تلفزيونية لصالح وإخضاع جامع يحمل اسمه لإشراف رسمي. وأفاد هادي أن هذه الجهة التي لم يذكرها صراحة، تريد "إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، والعودة إلى المربع الأول إل الى نقطة الصفر"، في إشارة إلى إعادة حكم الرئيس السابق الذي أطاحت به ثورة شعبية مطلع عام 2011. وكشف الرئيس اليمني للمرة الأولى عن "رصد الجهات الرسمية في ذلك اليوم (الأربعاء 11يونيو/ حزيران) ل 282 نقطة إحراق محددة داخل العاصمة صنعاء، وفي كل نقطة جمعت عشرات إطارات السيارات". من جانبه وجه الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام رسالة تهنئة ومباركة بحلول شهر رمضان المبارك إلى أبناء شعبنا اليمني الكريم وإلى قيادات وهيئات وكوادر وأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفائه في أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وإلى رجال القوات المسلّحة والأمن .. وقال صالح في خطابه المطول نجتز منه ما يلي : ما أحوجنا في هذه المناسبة الدينية الجليلة أن نقف وقفة تأمل ومراجعة أمام أنفسنا وفي كل ما حولنا لنستلخص الدروس والعِبر من هذه المناسبة الدينية الجليلة وكم نحن بحاجة اليوم في هذا الوطن العزيز وأكثر من أي وقت مضى للتصالح والتسامح وصفاء النفوس ، ونبذ البغضاء والكراهية ، وإلى التعاضد والتآزر والاصطفاف بين الجميع لمواجهة المخاطر المحدقة ، والعمل لكل ما فيه خير ومصلحة الوطن والحفاظ على مكاسبه وإنجازاته التي حققها في ظل ثورته المباركة 26 سبتمبر وال14 من أكتوبر ، وفي مقدمتها الوحدة المباركة والتنمية الشاملة ، والحرية والديمقراطية ، والحفاظ على قيم الحوار السلمي كسبيل وحيد لمعالجة كافة القضايا والمشكلات والخلافات ، بعيداً عن الحروب والصراعات والعنف والكيد السياسي ، والأحقاد التي لا تفرز سوى واقع مشوهٍ يشدنا للوراء ويزيد من حالة الإنقسام في مجتمعنا ، ويخدم أعداء الوطن في الداخل والخارج وأجنداتهم ومشاريعهم التمزيقية التي رسموها للعديد من أقطار أمتنا ومنها اليمن.. تحت شعارات متعددة ومخادعة، لم تورث - وكما رأى الجميع- سوى النتائج الكارثية التي نرى آثارها الدموية والمدمرة في أكثر من مكان، وإننا لعلى يقين بأن شعبنا المكافح الصبور الصامد الذي صهرته الأحداث سوف ينتصر ويقهر كل التحدّيات مهما كانت ، ويجهض كل المخططات التي تستهدفه بإذن الله. من جانبه هنأ زعيم جماعة الحوثي المسلحة عبدالملك الحوثي الأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. وحذر الحوثي ، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، الأمة الإسلامية من السقوط في المشروع الصهيو أمريكي الذي بات يراهن على سرعة الاستجابة له داخل الأمة لتمزيقها وإبقاء وضعها في درجة الغليان في كل بلد إسلامي وحرف مسار العداء المطلوب تجاه هذا العدو واستبداله بالعداء الطائفي بين أمة الإسلام وتغذيته ودعمه دوليا وإقليميا. وجاء في نص بيان الحوثي : نهنئ أبناء شعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية حلول الشهر المبارك شهر الرحمة الإلهية وموسم العطاء الرباني الواسع ، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان . إن هذا الشهر الكريم يمثل فرصةً هامةً للعودة الصادقة إلى الله وإلى كتابه القرآن الكريم، ومدرسة تربوية لسمو النفوس وزكائها وتوثيق العلاقة الإيمانية مع الخالق سبحانه وتعالى وتخليصها من الأهواء والنزعات الذاتية لتسود الألفة والمحبة ساحة أمتنا . وفي هذه المناسبة الهامة نؤكد أهمية الاعتماد على القرآن الكريم للخروج بشعوب أمتنا من وضعها الراهن المليء بالتحديات والمخاطر ، كما ندعوا أبناء أمتنا الإسلامية في هذا الشهر المبارك للوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ، ونبذ كل دواعي الفرقة والانقسام والمذهبية والطائفية ، والسير قدما لتبني ومناصرة القضايا الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وفي هذه المناسبة العزيزة نهيب بأمتنا الإسلامية الحذر من السقوط في المشروع الصهيو أمريكي الذي بات يراهن على سرعة الاستجابة له داخل الأمة لتمزيقها وإبقاء وضعها في درجة الغليان في كل بلد إسلامي وحرف مسار العداء المطلوب تجاه هذا العدو واستبداله بالعداء الطائفي بين أمة الإسلام وتغذيته ودعمه دوليا وإقليميا.