سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القاهرة وتل أبيب صاغتا المبادرة المصريّة سويّة واستبعدتا أمريكا والفصائل الفلسطينيّة وليبرمان لكي تُظهر قُدرة السيسي على لعب دور مصر التقليديّ بالمنطقة
قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة في عددها الصادر الأربعاء إنّ المبادرة المصريّة للتهدئة وقعت كالصاعقة على وزراء المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر، لأنّهم لم يعلموا بها من قبل، وزادت أنّ وزراء الكابينيت، ومن بينهم وزير الخارجية ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت لم يكونا على علم بالاتصالات الجارية مع المصريين وفوجئا بالإعلان عنها، يُشار إلى أنّ الوزيرين عارضا اتفاق التهدئة، كما قام ليبرمان بعقد مؤتمر صحافي بعد جلسة الكابينيت هاجم فيه بشدّة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وفي السياق نفسه كشف مراسل الشؤون السياسيّة في الصحيفة، باراك رافيد، كشف النقاب، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها مطلعّة جدًا في تل أبيب، أنّ أن ممثلين إسرائيليين شاركوا في صياغة المبادرة المصريّة، مُشدّدًا على أنّ المبادرة اعتمدت على مقترح قدّمه رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس. وزاد قائلاً إنّ بلورة صيغة المبادرة جرت بمشاركة إسرائيل ودون علم حماس. علاوة على ذلك، لفت إلى أنّ القاهرة وتل أبيب لم ترغبا بدور أمريكيّ في اتفاق وقف إطلاق النار فسارعتا إلى صياغة المبادرة والإعلان عنها، على حدّ قول المصادر عينها. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ الفصائل الفلسطينيّة لم تُبلّغ بالمبادرة، لافتةً إلى أنّ صنّاع القرار في مصر ردّوا على التساؤل الإسرائيليّ حول الردّ المتوقّع من حماس بالقول إنّه إذا وافقت الدولة العبريّة على المبادرة، فلن يكون أمام حماس أيّ خيار آخر، سوى قبول المبادرة. وتابع المراسل السياسيّ، نقلاً عن المصادر ذاتها، تابع قائلاً إنّ الاتصالات بين مصر وإسرائيل لوقف إطلاق النار كانت بطيئة في الأيام الأخيرة، لكنّ التحوّل حصل ظهيرة يوم الاثنين، عندما أجرى وزير الخارجيّة الأمريكيّ جون كيري سلسلة اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة، محمود عبّاس، ووزير الخارجيّة المصريّ سامح شكري، وجهات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إنّ مصر لم ترغب بتدخل كيري، لكي تُظهر أنّ الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي قادر على لعب دور مصر التقليديّ في الشرق الأوسط، دون تدّخل خارجيّ، وتحديدًا في ما يخص قطاع غزّة. أمّا في إسرائيل، فقالت المصادر في تل أبيب، فإنّها تحفظّت من تدّخل الوزير كيري خشية من أنْ تتعرّض الدولة العبريّة لضغوطٍ أمريكيّةٍ، الأمر الذي قد يؤدّي إلى تحقيق حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) إنجازات. وكشفت المصادر نفسها النقاب عن أنّ نيّة الوزير كيري كانت التوجه إلى المنطقة للدفع باتفاق وقف إطلاق النار، وهذا الأمر شكّل ضغطًا على كلٍّ من إسرائيل ومصر، اللتان قامتا بتكثيف الاتصالات بينهما لبلورة اتفاق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في تل أبيب قوله إنّ المبادرة المصريّة هي عمليًا تبنّي لمقترحات طرحها رئيس السلطة عبّاس قبل عدّة أيام، لافتًا إلى أنّ رئيس السلطة اقترح على المصريين الإعلان أولاً عن وقف العمليات العدائيّة من الجانبين، وبعد ذلك البدء بمفاوضات حول بنود الاتفاق كالمعابر ومناطق الصيد وقضايا أخرى. جدير بالذكر أنّ المبادرة المصريّة صودق عليها في المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر، بمعارضة الوزيرين ليبرمان وبينيت، مقابل ستة وافقوا عليها. وقال وزير شارك في جلسة إقرار المبادرة، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال للصحيفة إنّ رئيس الوزراء قام بعرض صيغة الاتفاق على أنه أمر نهائيّ، رافضًا التحفظات، وقال نتنياهو ووزير الأمن يعلون للوزراء إنّ الردّ الإيجابيّ على المبادرة المصريّة سيمنح إسرائيل الكثير من النقاط في العالم، كما أنّه سيُعزز شرعية توسيع العدوان، في ما إذا كانت حاجة لذلك، على حدّ تعبيره. جدير بالذكر، أنّ الناطق بلسان حماس، سامي أبو زهري، قال لفضائية (الميادين)، إنّ أحدًا لم يتصّل بحماس حول المبادرة، نافيًا بالمرّة علمه وعلم حركته بوجود مبادرة مصريّة.