سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كلينتون حذرت نتنياهو من اتخاذ خطوات متطرفة في حال إصرار عباس على التوجه للأمم المتحدة لأن ذلك سيؤدي لانهيار السلطة وتقوية حماس وهذا لا يصب في مصالح إسرائيل
الناصرة 'القدس العربي' من زهير أندراوس: كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية، في عددها الصادر الجمعة، النقاب عن أنه خلال المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في الدولة العبرية، خلال زيارتها هذا الأسبوع إلى تل أبيب، كشفت النقاب عن أنها قامت يوم الثلاثاء خلال اجتماعاتها برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتحذيره من مغبة قيام إسرائيل بخطوات وعمليات وصفتها بالمتطرفة، والتي من شأنها تقويض السلطة الفلسطينية وانهيارها كليا، في حال أصرت السلطة على التوجه للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري للحصول على اعتراف بأنها دولة غير عضو في المنظمة الأممية. وقال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، قال إن وزير الخارجية كلينتون حاولت ثني رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) عن التوجه للأمم المتحدة في الموعد القريب، وتأجيل ذلك على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، إلا أن الأخير رفض ذلك، على حد قول المصادر عينها. علاوة على ذلك، أشارت المصادر الإسرائيلية، بحسب الصحيفة العبرية، إلى أن الوزيرة كلينتون عادت والتقت نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك بعد لقائها بعباس في رام اللهالمحتلة، وطلبت من نتنياهو فحص سبل تعزيز مكانة وسلطة محمود عباس في هذه الفترة، خاصة بعد عملية (عامود السحاب) التي أدت إلى تعزيز وتعاظم قوة حماس في الشارع الفلسطيني. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، مطلعين على مجريات الأمور، واللذين طلبا عدم الإفصاح عن اسمهما، أن رئيس السلطة عباس أبلغ دبلوماسيين غربيين أنه إذا لجأت إسرائيل إلى خطوات عقابية على خلفية التوجه للأمم المتحدة فسوف يبادر إلى حل السلطة الفلسطينية وتسليم المفاتيح لنتنياهو، على حد تعبيره. بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبرية عن دبلوماسي أمريكي قوله إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول قدر الإمكان تقليص حجم الضرر الذي قد ينجم عن توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة، لأن أي خطوات شديدة ضد السلطة بعد التصويت في الأممالمتحدة سيزيد من تدهور الأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حد تعبيره. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد هدد بالتخلي عن الاتفاقيات السابقة الموقعة مع الفلسطينيين، وبينها اتفاقيات أوسلو، إذا واصل الفلسطينيون سعيهم من جانب واحد للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بدولة غير عضو، وجاءت تصريحات ليبرمان خلال اجتماع عقده في القدس الغربية مع الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون حسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية. وقال ليبرمان: يعني التحرك أحادي الجانب في الأممالمتحدة نهاية اتفاقيات أوسلو وسيمثل انتهاكًا لكل الاتفاقيات التي وقعنا عليها حتى الآن، وتابع: لن تكون إسرائيل ملتزمة بالاتفاقيات التي وقعتها مع الفلسطينيين على مدار الثمانية عشر عاما الماضية، واستطرد ليبرمان بقوله إن الفرصة معدومة في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس. فقد نقل عن ليبرمان قوله: لا يرغب عباس في التوصل إلى اتفاق، ولكنه يرغب في الدخول في مواجهة مع إسرائيل. هذا هو محور اهتمامه الشخصي، حتى رغم أنه يتعارض مع المصالح الفلسطينية، ويعارضه كثيرون في السلطة الفلسطينية، على حد تعبيره، وأعرب ليبرمان عن استعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات، قائلاً إن الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين، وقالت صحيفة 'هآرتس' إن الوزيرة كلينتون حذرت كلٍ من نتنياهو وباراك ووزير الخارجية ليبرمان من الإقدام على خطوة من هذا القبيل، أيْ إلغاء اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في العام 1993، مشددة على أن إلغاء الاتفاق سيؤدي إلى تقويض السلطة الفلسطينية، ولفتت المصادر السياسية في تل أبيب إلى أن الوزيرة كلينتون أكدت لصناع القرار في إسرائيل بأن خطوات من هذا القبيل، لا تصب في مصالح الدولة العبرية، على حد قول المصادر عينها. جدير بالذكر أن نائب وزير خارجية الدولة العبرية الأسبق، يوسي بيلين، والأب الروحي لاتفاق أوسلو كان قد وجه الشهر الماضي نداءً حارا لرئيس السلطة، محمود عباس، عبر القناة الإسرائيلية العاشرة طالبه فيه بإلغاء اتفاقية أوسلو حفاظًا على مصالح شعبه. وقال بيلين في حديث مطول للتلفزيون إن اتفاقية أوسلو عفا عليها الزمن ويجب على الرئيس عباس اليوم قبل الغد إلغاءها لأنها أصبحت تشكل تدميرا وضياعًا لقضية شعبه، ويجب عليه أيضا تفكيك السلطة وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة، على حد قوله. وتابع بيلين قائلاً إن المجتمع الدولي عمليًا بمساعداته للسلطة يمول الاحتلال وعلى السلطة أن تحمل إسرائيل مسؤولية ذلك عبر تفكيكها فيما تتكفل الدولة العبرية بدفع رواتب المدرسين والأطباء والشرطة، مؤكدا على أن استمرار الأوضاع الحالية يعني مشاركة نتنياهو في سياساته حيث يعمل جاهدا على المحافظة على أوسلو وتفريغها من مضمونها، على حد قوله.