بعد أيام من دفع السلطات اليمنية بالمزيد من قوات الجيش إلى محافظة حضرموت استعداداً لمعركة فاصلة مع التنظيم الذي انتشر في المحافظة بشكل غير مسبوق، هاجم مسلحو «القاعدة» دورية للجيش فقتلوا ستة من أفرادها، في عملية تكشف عن مدى قوة وجود «التنظيم» في هذه المحافظة، والذي وزع إحصائية بالعمليات التي نفذها خلال شهر يوليو الماضي في هذه المحافظة مترامية الأطراف. وفي خطوة هدف منها تفعيل أداء قوات الجيش في مواجهة عناصر القاعدة أقال الرئيس عبد ربه منصور هادي قائد المنطقة العسكرية الأولى، التي تتخذ من وادي حضرموت مركزا لها، وعين قائدا جديدا كما دفع بوحدات من قوات النخبة في الجيش وأخرى من وحدات مكافحة الإرهاب في قوات الأمن الخاص إلى وادي حضرموت بعد ان أصبحت المحافظة مسرحا لعمليات القاعدة. وفي انتظار ان يستأنف الجيش اليمني عملياته ضد «القاعدة» في حضرموت وزع «التنظيم» إحصائية للعمليات التي نفذها خلال شهر يوليو الماضي في حضرموت من قلب الصحراء وحتى سواحل بحر العرب واستهدفت مفارز وضباطاً في الأمن والجيش ومؤسسات حكومية. وتظهر الإحصائية أن تنظيم القاعدة بات يتحرك من أطراف مدينة القطن القريبة من صحراء الربع الخالي، وحتى مدن غيل باوزير والشحروالمكلا على ساحل بحر العرب، والمناطق الواقعة في وسط حضرموت وتحديدا المناطق القبلية، حيث اصبح التنظيم يتدخل في شؤون الناس اليومية، ويضع قواعد للتسوق، كما ينظم المسابقات الدينية. مستشفى عسكري وفي الإحصائية تبنى «القاعدة» اقتحام ثكنة الباطنة العسكرية، وهي مستشفى عسكري مهجور يقع على الخط العام المؤدي لمدينة القطن حوله الجيش لموقع تتمركز به بعض قواته، ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود ومقتل اثنين من عناصر «القاعدة». وذكر تنظيم القاعدة في الإحصائية التي وزعها أنه قصف بقذائف الهاون على مدار يومين متفرقين ثكنة الباطنة بعد اقتحامها بأيام. ونقطة الشرطة العسكرية بمدينة شبام؛ ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الجنود. وتبنى «القاعدة» قنص عدد من الجنود الموجودين في ثكنة الباطنة على مدار يومين متفرقين عقب اقتحام الثكنة، كما وزع شريط فيديو يظهر لحظة اقتحام مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت والسيطرة على شوارعها لعدة ساعات واستهداف المؤسسات الأمنية ومقر قيادة الجيش وفروع البنوك المحلية ومكتب البريد. وتبنى «القاعدة» خلال شهر يوليو اغتيال الضابط في الاستخبارات العسكرية ناجي عيسى أثناء وجوده داخل سيارته بمدينة القطن في وادي حضرموت. كما اغتال العقيد عبده الصليحي قائد نقطة الشرطة العسكرية بمدينة شبام القريبة من سيئون. واغتال الضابط بالأمن السياسي فايز بازياد في الطريق العام خارج أسوار مدينة شبام رمياً بالرصاص. واغتال حارس مأمور مدينة سيئون بوادي حضرموت قنصاً. بوابة سيئون كما تبنى الهجوم على بوابة القاعدة الإدارية في مدينة سيئون؛ ما نتج عنه مقتل جنديين من الحراسة. وقال إنه وزع مطويات دعوية في مدن القطن والعنين وشبام ووادي عمد ووادي العين والعقاد. وقال إنه شارك السكان فرحتهم باقتراب عيد الفطر بتوزيع الهدايا على الكبار والحلوى على الأطفال. وفي مشهد يعكس مدى نفوذ «القاعدة» في حضرموت تبنى التنظيم الهجوم على مبنى الأمن بمدينة حجر في ساحل حضرموت، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود، بالإضافة إلى احتراق معظم أجزاء المبنى ومحتوياته وعدد من آليات الشرطة. كما قام بنسف عدد من المقرات العسكرية و الأمنية في مناطق بوادي حضرموت من بينها معسكر الشرطة والأمن بمدينة شبام، ومركزي شرطة وادي سر وعقبة جوجة. وهاجم عناصر «القاعدة» الذين باتوا يتحركون بحرية من قلب الصحراء وحتى سواحل بحر العرب، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية مبنى أمن مدينة غيل باوزير التي أعلنت السلطات تطهيرها من «القاعدة» بعد ان كانت أهم مركز للتنظيم ويخطط منها للسيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة. وقال ان الهجوم استهدف الضابط في القوات الجوية نصر حسين بإطلاق النار عليه في مدينة غيل باوزير؛ وتبنى اغتيال مدير الدفاع المدني بمدينة الشحر الساحلية العقيد علي باراس. مراحل صعبة قال وزير الدفاع اليمني، الذي يشرف على إعادة انتشار قوات الجيش في محافظة حضرموت وشبوة وأبين، حيث تتمركز عناصر القاعدة إن «اليمن مر بمراحل صعبة كثيرة واستطاع تجاوزها بفضل من الله وعزيمة الرئيس هادي»، لكنه نبه إلى أن «العنف لن يجلب لليمن إلا الدمار وأن على الجميع العودة إلى جادة الصواب وتوعية الشباب وحثهم على الابتعاد عن الأفكار الهدامة والمتطرفة». وشدد الوزير المتواجد في جنوب البلاد على ضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية بالمحافظات والقوات المسلحة كونها لا تنتمي إلى أي حزب أو طرف آخر فهي مؤسسة وطنية. البيان