تداول عددا من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي صورا تظهر قبائل يمنية وهي مجهزة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة . وطبقا لمصادر الصورة فإنها لابناء مارب عبيدة على اطراف حدودهم متجهزين لدفاع عن مدينتهم من التمدد الحوثي الذي بدا يقترب من المحافظة . وأفاد تقرير أخباري نشر مؤخرا أن توجه مجاميع مسلحة مكثفة من الحوثيين لغزو محافظة مأرب، والتي تعد المنطقة النفطية الرئيسة في البلاد، وتقع بالقرب من الحدود المشتركة التي تربط اليمن بالسعودية، أثار مخاوف متصاعدة داخلية وإقليمية من تداعيات سقوط المحافظة الحدودية في قبضة الميلشيات المسلحة لجماعة الحوثي وإمكانية سيطرتها على مناطق إنتاج الطاقة والنفط وفرضهم تهديدات أمنية على استقرار المناطق الحدودية السعودية . ودفعت المخاوف من تكرار سيناريو السقوط الدراماتيكي للعاصمة صنعاء ومن قبلها محافظتي عمران وصعدة، وتمكن الحوثيين من توسيع مناطق نفوذهم لتشمل محافظات استراتيجية من أبرزها مأربوالحديدة الساحلية الواقعة على البحرين الأحمر والعربي، إلى الواجهة تحذيرات متصاعدة من مخاطر التهاون في وضع حد لتحركات الحوثيين التوسعية الهادفة إلى إسقاط المزيد من المحافظات تنفيذا لمخطط إيراني كشفت عنه تصريحات أدلى بها مؤخرا علي رضا زكاني، عضو البرلمان الإيراني الموالي للمرشد الأعلى في إيران، والذي أشار فيها إلى أن الحوثيين في طريقهم إلى السيطرة على 14 محافظة يمنية من بين 20 محافظة توقع أن تخضع لهم . واعتبرت مصادر قبلية بمأرب في تصريحات نقلتها صحيفة «الخليج» الإماراتية أن نجاح الحوثيين في السيطرة على ثلاث محافظات، صعدة، وعمران، والعاصمة صنعاء، لن يتكرر في مأرب، مشيرة إلى أن قبائل مأربوالجوف تمكنت خلال شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم، من إحباط مخطط لجماعة الحوثي استهدف إحكام السيطرة على الطرق الرئيسة التي تربط المحافظتين بالعاصمة صنعاء حيث تكبدت الجماعة خسائر بشرية فادحة في صفوف مقاتليها خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها مناطق “الغيل” ومفرق الجوف – مأرب . وأكدت المصادر أن قبائل مأرب واللجان الشعبية التي شكلت بهدف التصدي لأية محاولة للحوثيين باختراق المحافظة، قادرة على الصمود والمواجهة وتوجيه ضربات قاسية لجماعة الحوثي وصد أي هجوم يستهدف السيطرة على مأرب . وقوبل تصاعد تهديدات الحوثيين باجتياح المناطق القبلية بمأربوالجوف والسيطرة عليها بتدابير وتحركات مضادة غير مسبوقة من قبيل اتفاق قبائل “إقليم سبأ” الذي يضم إلى جانب مأرب كلاً من الجوف والبيضاء، على تشكيل “جيش شعبي” مؤلف من مسلحي القبائل لنصرة ومؤازرة “اللجان الشعبية” التي خاضت قبل أسابيع معارك ضارية مع الحوثيين في مناطق قبلية حدودية مشتركة بين الأخيرة ومحافظة مأرب . وتعاهدت قبائل مأرب على منع استخدام أراضي أي منها كممرات تسهل اختراق الحوثيين للمحافظة والتصدي لتحركاتهم الهادفة إلى التوغل في المناطق القبلية التابعة لها . وتزامنت التحركات التوسعية المسلحة لجماعة الحوثي في اتجاه محافظة مأرب الحدودية مع سحب قيادة الجماعة مجاميع مسلحة من مقاتليها، المنضوين في إطار ما يسمى “اللجان الشعبية” بصنعاء لإرسالهم إلى محافظة الحديدة الساحلية لتنفيذ ذات المهمة المتمثلة في السيطرة على المحافظتين، الأمر الذي عزز من وجاهة وموضوعية الاتهامات المتصاعدة للحوثيين بتنفيذ مخطط توسعي يستهدف السيطرة على المحافظات الشمالية التي كانت منضوية في إطار ما كان يسمى “اليمن الشمالي” قبيل تحقيق الوحدة الاندماجية مع الجنوب في 22 مايو/ أيار 1990 .