التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أمس الخميس بالرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية التي تحولت بحكم الأمر الواقع إلى عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد بعد سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة على صنعاء. وفي الأثناء باشر السفير السعودي لدى اليمن مهامه من عدن بعد حوالي أسبوعين من إغلاق السفارة في صنعاء. وكان هادي الذي تمكن من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، وصل السبت الماضي إلى عدن ثم أعلن تراجعه عن استقالته التي قدمها للبرلمان في خضم سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة في 21 يناير في صنعاء. ويأتي لقاء هادي مع بنعمر غداة لقائه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في عدن، وذلك في خطوة أكدت فيها دول الخليج دعمها لشرعية هادي في مواجهة الانقلاب الحوثي في الشمال. وقال بنعمر في مؤتمر صحفي عقده في عدن أنه أعرب لهادي عن أمله «في أن تكون عودته لمزاولة مهامه عاملا مساعدا على إخراج اليمن من الأزمة». وإذ أشار إلى أنه ناقش مع الرئيس اليمني «الأوضاع الشاذة في اليمن وسبل الخروج منها بطرق سلمية»، شدد على أن «الرئيس الهادي متمسك بالحوار لحل الخلافات وأدان اللجوء إلى العنف لتحقيق أغراض سياسية». كما ألمح بنعمر إلى أنه قد يتخذ شخصيا خلال أيام قرارا حول المكان الذي يفترض أن ينتقل اليه الحوار الوطني خارج صنعاء التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون. وقال في هذا السياق «توافقنا على أن تبدي كل الأطراف حسن النية في الحوار» وان تكون «مرجعية الحوار المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة» التي وقع عليها الحوثيون عشيه سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي ونصت على تشكيل حكومة جديدة وإعادة تشكيل السلطة. وعن نقل الحوار إلى مدينة اخرى، قال بنعمر «الرئيس أكد دعمه لبيان مجلس الأمن الذي خولني اختيار مكان مناسب للحوار وساقوم بذلك قريبا».