أفصح عضو الحوار الوطني ورئيس التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار النائب محمد مقبل الحميري أفصح عن موقفه من التدخل الخارجي الذي تشهد اليمن مشيرا أن الحال الذي نعيشه كيمنيين حال شاذ ووضع غير طبيعي عندما يتعرض طرف للإبادة او العدوان ، فإن الطرف الثاني يصفق ويهلل ويكبر ويعتبره نصرا تاريخيا ، وهذا السلوك ليس مقتصرا على طرف بعينه ولكن على كل الاطراف . يتابع الحميري : فعندما سقطت حاشد بيد الحوثيين لم يكن انتصار مصيب على مخطئ وتمضي الأمور ، ولكن تبعه انتقام وتهديم للبيوت وقتل للاشخاص ، وكذلك عندما سقطت عمران تم النهب لأسلحة الدولة كاملا ونقلت الى صعدة وكأنها دولة اخرى وأسر قائد اللواء 301 وقتل بالأسر بأسلوب بشع وقطعت اطرافه تشفيا ، رغم ان الأعراف القبلية وأخلاقيات الاسلام لا تسمح ذلك ، وعندما سقطت صنعاء تم التشفي من كل مخالف للحوثيين وصالح ، فنهبت الفرقة وجامعة الإيمان ، ودخل الخصوم الى غرف النوم ولم تحترم الخصوصية وكان الموالون والمتعاطفون يصفقون ويعتبرون ذلك فتح مبين ، تبعها حجز حريات الأشخاص والهيئات والمؤسسات الإعلانية ونهب أملاك صحيفة اخبار اليوم ومؤسسة الشموع وغيرها من المؤسسات ، وعندما رأت قبيلة ارحب تجنب الخسائر الكبيرة التي سينتج عنها بسبب المواجهة المسلحة وقررت عدم المواجهة لم يشفع لها موقفها هذا من ان تدفع فاتورة كبرى من دماء ابنائها وأرواحهم وممتلكاتهم وقتل الكثير منهم دون مقاومة منهم ، حتى المساجد ودور القرآن هدمت في حقد عجيب لم يشهد التاريج له مثيل ، ثم انطلقت الفتوحات الى المحافظات ، فوصلت الى البيضاء وإب ، فأول مابدأت به تدمير مساكن الخصوم وقتل المعارضين او أبنائهم كما حصل مع الشيخ الدعام بالرضمة والشيخ بدير في يريم ، اما في البيضاء وبالأخص في رداع فحدث ولا حرج ، حتى الطائرات الامريكية بدون طيار شاركت معهم بالقصف ولم يقولوا هذا تدخل خارجي وانتهاك للسيادة نرفضه ، ولكنهم اعتبره من بركة السيد وتسخير من الله لهم ، وكذلك ما حصل ويحصل في مأرب ، وأخير جيشوا على تعز رغم الحالة الامنية المستقرة فيها فأشعلت ثورة شعبية عارمة فيها بسبب سلوكهم المنافي للأخوة وللمواطنة المتساوية ، ثم انطلقوا الى المحافظات الجنوبية في نشوة عجيبة ، كل هذه الاعمال بدعم من الألوية العسكرية التي يفترض انها وطنية تحمي السيادة وترفض الانحياز لأي طرف من الاطراف المتصارعة ، وخاصة ألوية ما كان يسمى بالحرس الجمهوري ، وكان الناس يناشدون هذه القوات الوقوف على مسافة واحدة من الجميع ولكن دون جدوى ، لان تركيبتها مختلة ، وكان وصول الطائرات الإيرانية الى المطارات اليمنية بما تحمله من معدات وعتاد منجز من منجزات ثورة 21 سبتمبر وليس تدخلا سافرا على السيادة الوطنية. يضيف الشيخ الحميري وهو عضو في الحوار الوطني : وعندما انقلبت الكفة وقامت الدول العربية العشرية ، بمهاجمة مواقع هذه القوات اليمنية وتدمير المطارات العسكرية وإنهاء البنية التحتية التي هي بالأساس يفترض انها ملك الوطن كله ، وما خلفه من دمار شامل تعود آثاره كارثية على الجميع وبالدرجة الاولى على من كانوا بالأمس مسيطرين لا يرقبون في إخوانهم من ابناء وطنهم إلا ً ولا ذِمّةً ، انقلبت الموازين والمشاعر وآلمناشدات ، فمن كان بالأمس منتشيا بالنصر ولا يسمع لصوت العقل والمنطق والأخوة والمواطنة المتساوية اصبح اليوم يناشد اليمنيين الوقوف صفا واحدا ورفض التدخل الأجنبي ، وإدانة انتهاك السيادة الوطنية ووصف من يرضى بذلك بالخيانة والتفريط بوطنه وعرضه ، وبالمقابل اصبح من كان بالأمس يرفض التدخل الخارجي ويناشد اخوانه التوقف عن الجرائم بحق المستضعفين ، اصبح يبارك هذا التدخل الخارجي ويعتبره نصرا لليمنيين ونعمة كبرى لإنقاذ الشعب اليمني ، ولا ينظر ان ذلك خسارة على شعب بأكمله ، وان هذه البنية التي تدمر بنيت على حساب قوت هذا الشعب المغلوب على أمره ، وان اعادة بناء ما دمر سيحتاج عشرات المليارات ، فضلا عن الأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل والتي لا تعوض ، منتصري الأمس يشعرون اليوم بمرارة المعاناة وقسوة الهزيمة ، بينما مهزومي الامس يشعرون اليوم بمتعة التلذذ بهزيمة الخصوم الذين أذاقوهم من نفس الكأس ، في معادلة عجيبة لا توجد الا في اليمن ، واصبح الوطن والوطنية شعارات خالية من المعاني السامية التي يجب ان يتحلى بها اي مواطن ، ولكل ما ذكرت آنفا أسباب جوهرية أوصلت المواطن اليمني الى هذه الحالة الفريدة من المشاعر المتناقضة ، فمن هذه الأسباب : - الظلم المتفشي في أوساط المجتمع . - عدم المواطنة المتساوية والتعامل مع ابناء الوطن بحسب الانتماء الطائفي والمناطقي. - عدم احترام القانون ، واعتبار القرابة والشللية هي الأساس في إعطاء الحقوق والوظائف والتعبينات. - عدم بناء الجيش والامن بناءً وطنياً ، بل غلبت على تركيبته المناطقية والطائفية والشللية ، والولاء الأسري ، فلم يعد جيشاً يمثل وطناً ، وأصبحت بعض المناطق تخشى هذا الجيش اكثر من خشيتها من الغزاة. - الإقصاءات والتهميش لمعظم مناطق اليمن وبقاء النفوذ والاستحواذ على السلطة والثروة بيد منطقة او مناطق محدودة على حساب مناطق اليمن الاخرى . - وصول النخب وقيادات الاحزاب الى حالة يأس من التغيير مما جعل معظمهم يتعايشون مع الواقع المر مقابل مصالح شخصية وفئوبة تافهة لا ترتقي الى مستوى الطموح الوطني. يقول الحميري : ساعد في استمرار الحال بل وتدهوره : ضعف البديل للرئيس السابق ووجود قيادات حزبية ضعيفة لم تكن بمستوى التغيير بالاضافة للتركة الثقيلة والعصابة العميقة في الوطن ( وليست الدولة العميقة) لانه لم يكن لدينا دولة بالمعنى المتعارف عليه عالميا حتى نقول دولة عميقة . موقفي من كل التدخلات السابقة واللاحقة موقف الرفض المطلق لهذه التدخلات لادراكي بحجم الكارثة على الوطن ، ولكن موقفي هذا لا يقدم ولا يؤخر امام المزاج العام للشعب اليمني من كلا الطرفين ، ولا يمكن إصلاح الوطن وإيجاد شعور وطني متجانس وصادق الا بإصلاح كل الاختلالات التي ذكرتها في البنود السابقة إصلاحا جوهرياً حقيقيا دون التفاف او تحاذق ، فأي وطن لا يسوده العدل والمواطنة المتساوية ولا يسور بالعدل واحترام الحقوق لكل ابنائه بغض النظر عن مذاهبهم ومناطقهم وألوانهم سيبقى وطناً هشاً يسهل افتراسه من الخرج ، مع ضرورة بناء جيش وآمن يمنيبن متشكلان في قيادتهما وجندهما من كل مناطق اليمن بنسب علمية دقيقة ولاءهما لله والوطن وليس لأسرة او منطقة او مذهب ، يردف الحميري : ايها العقلاء من ابناء هذا الوطن : ان الهند وهي متعددة مئات الديانات والأعراق واللغات تعيش عدلا ومواطنة متساوية بين جميع طوائفها وأعرافها وألوانها لانها احترمت الدستور والقانون وأدركت انه لا يمكن لجماعة ان تسطير على وطن دون سائر الجماعات مهما امتلكت من وسائل الغلبة ، وكذلك أمريكا وكل الدول الاخرى ، فأمام القانون لا يسألون مواطنهم او حتى المقيم بينهم من غير ابناء وطنهم ، لا يتعاملونه عن الجنس او اللون او الدين او العرق ولكن وفقا للقانون والقانون فقط ، فما بالكم بنا نحن ابناء الشعب اليمني ونحن جميعنا أصلنا واحد وديننا واحد ، ولا توجد بينتا طوائف ومذاهب متنافرة ، نصلي خلف بعضنا لا يمنع ذلك مذهبا او فكرا ، تربطنا مصاهرات وعلاقات ، لماذا لا نستفيد من الاخرين ونؤمن يقينا ان العدل هو أساس أسقرارنا وان المواطنة المتساوية اساس قوتنا امام العواصف ، وان البحث وراء الاستقواء على الاخر ما هو الا ضعفا مهما بدى لبعضنا انه قوة ، فالشعب اليمني قد أنجز مخرجات حوار عبر نخبه توافق عليه الجميع لنبارك ذلك كمخرج للحالة الخطرة التي قد تؤدي بنا جميعا الى الهاوية ولن يكون هناك منتصر ومهزوم ، ولكننا جميعا سنكون مهزومون ، مهما اعتقدنا ان الداخل او الخارج سينصرنا على الآخر فهذا وهم كبير ، والأقاليم هي ايضاً سيكون فيها كثير من الإنصاف لان تتشارك كل مناطق اليمن في السلطة والثروة وبالإمكان اجراء تعديلات طفيفة عليها كإيجاد منفذ بحري لإقليم ازال ، مع التركيز على جيش وطني قوي يحمي الوطن من التفكك ومن اي اعتداء على سيادته . اللهم انك تعلم أني حاولت جاهدا ان أدون ما ألمسه من الواقع المر بحيادية ماستطعت ، ليس بدافع مناطقي او مذهبي او ايٍ من الأمراض ، ولكني تجرأت الى حدٍ ما ملا مسة هذه الجراح والأمراض لاسلط الضوء عليها ليسهل علاجها من قبل العقلاء والمنصفين ومحبي الوطن ، فإن أصبت فاللهم اثبني اجر الإصابة وان اخطأت فلا تحرمني من اجر المحاولة . اللهم احفظ بلادنا ووحد كلمتنا واهدنا الى الطريق المستقيم.