غرقت منطقة "كريتر" بمدينة عدن في ظلام دامس من جراء قصف القوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح محطة الكهرباء؛ حيث أفاد سكان محليون بأن المياه لا تزال مقطوعة عن المنازل لليوم الثاني على التوالي، مؤكدين أن المنطقة التي يعيشون فيها تواجه أزمة إنسانية حقيقية، بعد أن تحولت إلى مدينة أشباح بسبب المعارك الدائرة هناك بين المقاومة ومليشيات الحوثي. وقال سكان محليون بمدينة كريتر التي تعني "فوهة البركان" إن أطلاقًا للنار لا يزال متواصلًا بشكل متقطع يوم السبت من جبال محيطة بالمدينة؛ حيث يتمركز قناصة من القوات الموالية للحوثيين، وأشاروا إلى أن عددًا من جنود القوات الموالية للحوثيين تمركزوا أعلى جبل الأهلية المطل على كريتر، وأطلقوا النار على مساكن الأهالي. وكان مسلحو جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع اقتحمت بالدبابات كريتر، بعد مواجهات عنيفة مع المقاومة الشعبية أمس، وسيطروا على منطقة المعاشيق وجبل حقات؛ حيث يقع سكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ويرى محللون استماتة جماعة الحوثي منذ أسبوع للسيطرة على القصر الرئاسي بعدن محاولةً للتخفيف من وطأة الأثر والصدمة النفسية لدى أنصار الجماعة من جراء ضربات التحالف العربي والمقاومة الشعبية الموجعة في أكثر من جبهة. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي بعدن عبدالرقيب الهدياني، أن الحوثيين وحليفهم صالح يبحثون عن نصر معنوي باحتلال القصر الجمهوري ومقر الرئيس هادي والظهور من هناك بقوتهم، على اعتبار أنه لا معنى لكل حربهم وتقدمهم في عدن ما لم يصلوا عاصمتها كريتر وسيادتها في قصر المعاشيق. وقال الهدياني في تصريحات صحيفة إن الحوثيين يعتمدون على نصائح حليفهم الرئيس المخلوع صالح بأن السيطرة على عدن ستغير المعادلة والموقف الدولي لصالحهم، بناءً على تجربته السابقة في حرب صيف 1994؛ عندما سيطر على المعاشيق وفرّ نائبه آنذاك علي سالم البيض. وأضاف الهدياني أن صالح أخطأ في هذه المرحلة؛ لأن الزمن قد تغير، أو أنه لا يدرك أن التحالف العربي قد تحرك عبر عاصفة الحزم بعد يوم فقط من وصولهم إلى ضواحي عدن. وإذا سيطروا على كامل عدن فإن التدخل سيكون أكثر ضرورةً لإخراجهم منها ومن كل المدن التي توسعوا فيها؛ لأنهم أصبحوا خطرًا على الأمن القومي الخليجي والعربي والدولي، بما يمثلونه من امتداد للهيمنة الإيرانية في المنطقة.