تقدمت القوات المشتركة للتحالف العربي والجيش اليمني الوطني على محاور عدة في مأرب، في وقت قالت مصادر في التحالف إنها في انتظار «ساعة الصفر» لشن هجوم كامل لإعلان انتهاء التمرد الحوثي بالمحافظة الغنية بالنفط، بينما نددت سلطنة عمان باستهداف منزل سفيرها بصنعاء أمس الأول. بعد أسبوع من إطلاقها عملية شاملة بهدف التمهيد للزحف على العاصمة اليمنية، أحرزت قوات تحالف إعادة الشرعية والجيش الوطني اليمني تقدما ميدانيا على محاور عدة في محافظة مأرب، لاسيما على جبهة صرواح الواقعة على بعد كيلومترات من صنعاء، التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ونقلت قناة "العربية" عن مصادر داخل التحالف قولها إن التحالف ينتظر"ساعة الصفر" لشن هجوم كامل على كل الجبهات بمأرب، تمهيدا لإعلان انتهاء التمرد الحوثي بها. وأفادت مصادر ل"سكاي نيوز" بتمكن القوات الموالية للشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية بالسيطرة، ليل الجمعة- السبت، على 4 تلال استراتيجية في منطقة صرواح، غربي المحافظة. وعلى اثر سيطرتها على التلال ال4، شنت قوات التحالف والمجموعات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي هجمات مكثفة لدحر المتمردين من مواقع أخرى في صرواح، الواقعة على بعد 100 كيلومتر من العاصمة. وبالتزامن مع التقدم على المحور الغربي لمأرب، كثفت القوات الداعمة للشرعية، بدعم من الغارات الجوية للتحالف، عملياتها على الجبهات الواقعة في شمال وجنوب المحافظة، المحاذية للحدود الإدارية لمحافظة صنعاء. قادة التحالف في السياق، جال عدد من القادة العسكريين لقوات التحالف العربي على جبهات القتال في مأرب، حيث أكدوا عمق التعاون مع القوات الحكومية اليمنية في معركة دحر التمرد. وأكد قائد القوات البرية السعودية، اللواء فهد بن تركي بن عبدالعزيز، سعي قوات التحالف إلى تفادي أيّ أخطاء وسقوط أي ضحايا مدنيين، متهما الحوثيين بمحاولة خداع اليمنيين، فيما أشار العميد الركن مسلم الراشدي إلى إنجاز تقدم عسكري وفق مراحل مدروسة في معركة التصدي للمتمردين. من جانب آخر، استسلم 20 عنصراً من الميليشيات الحوثية بالقرب من تلة المصارية في محافظة مأرب، كما قصفت طائرات التحالف مخازن أسلحة ودبابات بمنطقة السد في مأرب. صنعاء وصعدة في موازاة ذلك، عمدت مقاتلات التحالف إلى شن سلسلة غارات على مواقع المتمردين في صنعاء وعلى الطرق المؤدي إلى العاصمة، في محاولة لتضييق الخناق على الميليشيات عبر قطع خطوط الإمداد. واستهدفت الغارات أيضا مواقع تحتلها ميليشيات صالح والحوثي بصنعاء، أبرزها معسكر "حرس الشرف"، و"كلية الهندسة العسكرية"، و"مقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام" والمعهد "الفندقي"، و"معسكر النهدين". وهاجمت طائرات التحالف الحربية وزارة الداخلية اليمنية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول. وقال سكان إن عشر غارات جوية شُنت على مبنى الوزارة في شمال العاصمة وعلى معسكر للشرطة بالقرب منه ومبنى عسكري. في غضون ذلك، قالت وكالة أنباء "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين إن 56 شخصا قُتلوا وأصيب 131 في غارات للتحالف على صنعاء وصعدة. تنديد عماني في غضون ذلك، نددت سلطنة عمان بشدة، أمس، باستهداف منزل سفيرها في اليمن بدر المنذري، أمس الأول، داعية الأممالمتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء النزاع اليمني. وأصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانا قالت فيه إن "السلطنة إذ تندد بأشد العبارات بهذا العمل لترجو من الأممالمتحدة اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل إنهاء الحرب الحالية في اليمن قبل أن تشكل تهديداً خطيراً على أمن المنطقة". وكان سكان افادوا بأن مقر السفير العماني أصيب بشظايا خلال غارة قام بها التحالف مساء أمس الأول واستهدفت منزلا مجاورا لمسؤول حوثي. على صعيد آخر، وصل السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، مساء أمس الأول، إلى صنعاء. وذكرت مصادر مطلعة أن زيارة السفير الروسي لصنعاء تأتي في سياق محاولة بلاده لإنقاذ حليفها الحوثي، لكون روسيا هي التي تترأس الدورة الجديدة لمجلس الأمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتمردة عن السفير الروسي لدى وصوله إلى مطار صنعاء، قوله إنه "قام بزيارة الرياض وأجرى لقاءات مع بعض السياسيين في السعودية"، مضيفاً أنه سيلتقي "بالأطراف السياسية التي ستشارك بحل سلمي للمشكلة اليمنية". كما أعرب السفير الروسي عن "تفاؤله وتوقعه لحل المشكلة اليمنية في وقت غير طويل"، خصوصا أن "روسيا ترأس حالياً مجلس الأمن الدولي"، مشيراً إلى أن بلاده أعربت عن "قلقها الشديد من جراء استمرار الحرب مدة نصف عام، وما نتج عنها من ضحايا". وأوضح ديدوشكين أنه سيستمر في أداء "دور مساعد للمبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يلعب دوراً مهماً جداً، وروسيا تريد أن تساعده لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن"، معرباً عن اعتقاده أنه "حان الوقت لوقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء الحرب في اليمن". وأشارت مصادر إلى أن السفير الروسي، من المتوقع أن يلتقي بعدد من ممثلي الأحزاب "الصغيرة"، التي تتحالف مع الحوثيين وصالح.