مثّلت عملية استعادة الجيش التابع للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مضيق باب المندب الاستراتيجي منعطفاً جديداً في المعركة مع الحوثيين، ومكسباً كبيراً للحكومة الشرعية محلياً ودولياً . وسيطرت اليوم الخميس (1 أكتوبر/تشرين أول) وحدات من الجيش اليمني بمساندة قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية على باب المندب، بعد أن ظل طيلة الأشهر الماضية في قبضة مسلحي الحوثي ومليشيات الرئيس المخلوع علي صالح . واعترفت جماعة الحوثي رسمياً بسيطرة الجيش اليمني على باب المندب، إذ قال الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام إنه "ورغم حرصنا طوال الفترة الماضية على تجنيب باب المندب أي صراع عسكري لما له من تداعيات معروفة، فإن افتعال معركة في باب المندب تصعيد غير مبرر هدفه إثارة المجتمع الدولي حول سلامة الممر الملاحي". وكانت قوات التحالف أعلنت أمس إحباط محاولة تهريب أسلحة للميليشيات الحوثية عن طريق سفينة صيد إيرانية. وبينت قيادة التحالف أن السفينة كان على متنها 14 إيرانياً بقيادة القبطان بخش جتكال حيث تم تفتيش السفينة وضبط عدد من القذائف والصواريخ. المحلل السياسي فيصل علي يقول في حديث ل"الإسلام اليوم" إن "سيطرة الجيش والمقاومة على باب المندب يعني استراتيجيا أن التحالف حقق أهم إنجاز لإبعاد إيران عن الممر المائي الأهم في المنطقة". وأضاف أن "باب المندب ممر لسفن النفط العملاقة وممر التجارة الدولي وهو أهم نقطة ارتكاز في الجزيرة العربية والشرق الأوسط ولا يوازيه في الأهمية سوى مضيق جبل طارق". ويقول علي "الآن نستطيع القول أن صنعاء تحررت وتعز والحديدة أيضا"، مشيرا إلى أن "قوات صالح والحوثي في تعز ليس منها جدوى لإيران الطامحة للسيطرة على باب المندب، فتلك القوات صارت هدفا في الوسط بين المقاومة وقوات التحالف، وتحرير باب المندب قصم ظهر الوجود الإيراني في اليمن وجعله دون جدوى". ويبين أن "تعز التي يتبع لها المضيق إدارياً حققت أهم نقاط تحررها، والحديدة القريبة صارت على مرمى حجر من المقاومة التي ستمتد إليها تلقائيا". وختم بالقول إن "الحكومة اليمنية الآن تستطيع التحدث إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بلغة أكثر وضوحا فهي فعليا باتت تسيطر على الأرض أكثر من أي وقت مضى". وسيطر الحوثيون على مضيق باب المندب في آذار/فبراير من العام الجاري، ويتمتع المندب بأهمية إستراتيجية بالنسبة لعدد من الدول مثل مصر وإسرائيل، إضافة إلى الدول الكبرى لكونه يعد بوابة البحر الأحمر والمدخل الجنوبي لقناة السويس. وجاءت سيطرة الحوثيين على باب المندب لأنه مع منطقة المخا يعدان مناطق بحرية مهمة وطريق ساحلي يربط شمال اليمن بجنوبه، وقاموا من خلاله الحصول على دعم لوجستي وعسكري عبر البحر، لإمداد معسكراتهم التي تقاتل في تعز وبعض المحافظات الجنوبية بالسلاح.