تربط جنوباليمن وشمال علاقة وطيطه ويعتبر نسيج متمزاج منذ القدم فقبائل جنوبية حلت في الشمال وقبائل شمالية هاجرت وسكنت الجنوب وكان لابناء الشمال دور كبير في ماضي الجنوب وحاضره وقدموا تضحيات كبيرة ضد الانجليز ورغم ثقافة الكراهية واستعداء كل شمالي من قبل عصابات الحراك الجنوبي تظل تضحيات ابناء الشمال واضحة وجلية وابرزها القائد البطل عبود الشرعبي الذي اذاق الانجليز فاكهة الموت . قائد حرب العصابات ضد الانجليز، قام بعمليات نوعية كبّدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مما أدّى إلى تعجيل رحيل الإنجليز وإعلان الإستقلال!ولد مهيوب علي غالب (عبود) في قرية الجبّانة عزلة الدعيسة، مديرية (التعزية) رغم اشتهاره باسم (عبود الشرعبي). تربى يتيم الأب منذ صغره. ذهب إلى عدن والتحق مبكرا بالجبهة القومية جنبا إلى جنب مع إخوانه في الجنوب. سجن قبل ثورة أكتوبر في سجون الاحتلال 6 أشهر لينفى بعد ذلك إلى مدينته تعز. غير أن ذلك لم يثنيه، فقد التحق بفرق تدريب الكتائب المُعدة لتحرير عدن، ليعود بعدها كقائد عسكري ميداني كبير. من أهم عملياته ضد الانجليز:-عندما كان في تعز، أحبط عملية تفجير مقر القوات المصرية في تعز بسيارة مفخخة خطط لها الإماميون بدعم انجليزي، بسبب دعمها لثورتي الشمال والجنوب. اكتشف عبود المؤامرة قبل وقوعها وقاموا بتفكيك المتفجرات. -في 11 فبراير من 1967 ملأ عبود سيارته بالألغام وذهب برفقة زملائه لتفخيخ ميدان الإتحاد الذي كان يجري الإعداد للاحتفال فيه من قبل شخصيات كبيرة من الإنجليز مع بعض السلاطين الموالين. إلا أن السلطات المستعمرة اكتشفت الأمر مؤخرا وقبيل الاحتفال، الأمر الذي جعل عبود ورفاقه يفتحون النار على الضباط الإنجليز الحاضرين وتكبيدهم خسائر طائلة.-في اليوم الذي استشهد فيه عبود، قام بعملية نوعية، ﺣﻴﺚ ﻗﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻘﻨﺒﻠﺔ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗﻠﺔ، ﻟﺘﻨﻔﺠﺮ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ. ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﺟﺮﻳﺎً ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺻﺪﻩ ﺟﻨﺪﻱ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺍً ﻣﻊ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﺷﻬﻴﺪاً رحمه الله، ليكون رمزاً من رموز أكتوبر والتي توّجت بالنصر ونيل الإستقلال للجنوب.