كشفت مصادر مطلعة تفاصيل جديدة في إقالة الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، لنائبه «خالد بحاح». ووفقاً لمصادر اعلامية أفادت المصادر أنه قبل الإقالة بيومين وقعت مشادة بين الإثنين، بسبب «إصرار بحاح على تغيير الفريق السياسي الذي شكله الرئيس هادي، برئاسة عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وقراره تغيير أسماء الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف في جلسة عاصفة في الرياض استمرت عشر ساعات، وشهدت مشادات كلامية بين بحاح والمخلافي». وأضافت المصادر أن «بحاح رفض قبل صدور القرار بيومين توجيهات أصدرها الرئيس اليمني بصرف مستحقات مالية للجرحى ولدعم مدينة تعز، كما أعاق صرف مستحقات لوزارة الخارجية اليمنية». وقال مسؤول حكومي يمني ل«القدس العربي» العالمية والصادرة من لندن، أن «الرئيس اليمني أبلغ مقربين منه أنه لم يكن أمامه سوى اتخاذ مثل ذلك القرار بعد أن وجد نائبه ورئيس حكومته يتجه في اتجاهات لا تخدم الشرعية ويعطل الكثير من الأعمال». وقالت المصادر أن هادي برر قراره بالحفاظ على وحدة جبهة الشرعية قبل مفاوضات الكويت المقرر انعقادها في 18 من الشهر الجاري، بين الحوثيين والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» من جهة، ووفد الحكومة الشرعية من جهة أخرى. وكشفت الرئاسة عن مفاوضات سرية تديرها الولاياتالمتحدة، الهدف منها إعادة «بحاح» إلى صنعاء برعاية دول غربية وباتفاق مسبق مع الحوثيين. وأبلغ «هادي» جميع سفراء دول الخليج في اجتماع في الرياض، قبل يومين أن خلافاته مع «بحاح» لا يمكن أن تستمر، وأن استمرارها سيسبب تصدعا في جبهة الحكومة، وسيكون له تأثيراته على العمل الميداني والعمل السياسي في وقت تحتاج فيه الحكومة ودول التحالف إلى التماسك والتوحد. وقالت مصادر إن اتصالات مكثفة أجرتها واشنطن للضغط على الرئيس اليمني لمراجعة قراره، لكن الرئيس قال إن القرار أصبح من الماضي، ولا عودة عنه، لأن ذلك سيمثل إضعافا لمؤسسة الرئاسة. واتهمت أوساط يمنية «خالد بحاح» بإذكاء الرغبات الانفصالية داخل محافظة عدن ومدن الجنوب، وهو الأمر الذي يخالف توجه المملكة العربية السعودية التي تعمل على تكريس الوحدة اليمنية، باعتبار ذلك حماية لحدودها الجنوبية مع اليمن وحفاظا على استقرارها. كما اتهمه سياسيون يمنيون بالوقوف وراء عدم تقدم القوات الإماراتية بعد تحرير عدن العام الماضي، إلى تعز بحجة أن مقاومة تعز تتبع الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بالاتفاق مع دول غربية. وكان «عبد ربه منصور هادي»، أصدر قرارا جمهوريا الأحد قبل الماضي، بتعيين الفريق «علي محسن الأحمر» نائبا للرئيس، وهو المنصب الذي كان يشغله «خالد بحاح» رئيس الوزراء. كما قرر «هادي» تعيين «أحمد عبيد بن دغر» رئيسا للوزراء، وأعفى «خالد بحاح» (51 سنة) من المنصب، وعينه مستشارا له.