الجزء الثاني: يقول ناصر العولقي: "نحن لا ندري لماذا قاموا بفعل ذلك. هل لان عبدالرحمن كان متواجدا هناك؟ هذا احتمال وارد جدا، لكني لا استطيع ان اجزم بما حدث.هل كان خطا فادح من جانبهم؟."لا يمكنهم زعم ان الحادث كان اضرار تبعية." و قتلت الطائرات الامريكية بدون طيار و العمليات الموجهة المئات في اليمن خلال الاربعة اعوام الماضية، استهدفت بعضها عناصر القاعدة في شبه الجزيرة العربية، و قتل بعضها الاخر العديد من المدنيين.و علاوة على الاثار الاخلاقية و القانونية المترتبة على تلك الغارات، فان محللون في اليمن و الولاياتالمتحدة يشككون في مدى فاعليتها في الحرب على الارهاب. خذ على سبيل المثال الغارة التي شنت في محافظة ابين – المعجلة – في ديسمبر 2009 و ادت الى مقتل 55شخص، كان من بينهم 14 امراة و 21طفلا.و رفضت الولاياتالمتحدة الاعتراف بتلك العملية الفاشلة. و بامكانك ان تقارنها بردة الفعل الشهر الماضي عندما قتل الجندي الامريكي روبرت بيلز 17مواطن افغاني. اصدر اوباما بيانا و عد فيه بكشف الحقائق في اقرب وقت و ان شخص مسؤول عن الحادث سينال عقابه. و عرض على اسر الضحايا مبلغ50,000 دولار امريكي فدية عن كل ضحية.لا تعد تلك مقارنات مثالية، و سواء كان القتل بالاسلحة الرشاشة او الصواريخ، فالبنسبة لاسر الضحايا الحزينة فان الولاياتالمتحدة قتلت اطفالهم.
المحلل اليمني عبدالغني الارياني تتبع ظهور جماعة تدعى "انصار الشريعة" مؤيدة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية و ربطه بهجوم 2009.يقول عبدالغني الارياني:"من بين الاف المنتمين الى انصار الشريعة التي تقاتل الان في ابين، هناك اغلبية لا تنتمي الى تنظيم القاعدة. لقد اغضبهم ما اعتبروه عدوان امريكي. و دفعت تلك الحادثة المحافظة باسرها الى التطرف." و يقول جيورجي جونسن من جامعة برينستون الذي عاش في اليمن و درس بشكل واسع بروز تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و هو ايضا لا يؤمن بفاعلية تلك الغارات:"ان اكياس الجثث ليست مقياس للنجاح."و يضيف: "ان المشكلة الكبرى تكمن في ان فكرة – ضربات فصل الراس – مبنية على فرضيتين غير واقعية. الفرضية الاولى ان الولاياتالمتحدة تعرف فعلا كل اللاعبين في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. اما الفرضية الثانية ان الارهابيين الذي يتم قتلهم لا يمكن استبدالهم باخرين." ان مقتل عبدالرحمن و والده، و المواطن الامريكي سمير خان محرر المجلة الالكترونية الصادرة باللغة الانجليزية عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و الذي قتل في الغارة التي حدثت في سبتمبر، مقتلهم يمنح الفرصة لمعارضة برنامج الطائرات بدون طيار داخل المحاكم الامريكية. اتحاد الحريات المدنية الامريكية قاد معركة الحصول على المعلومات لكن دون نجاح يذكر. يقول جميل جعفر من اتحاد الحريات المدنية الامريكي: "عندما تقدمنا بدعوى قانون حرية المعلومات، جاءنا رد وكالة الاستخبارات المركزية بان برنامج الطائرات بدون طيار هو من اسرار الدولة، و ان تاكيد وجوده من عدمه قد يعرض الامن القومي للبلاد للخطر."و يضيف جعفر:"و مع ذلك فان وكالة الاستخبارات المركزية او الادارة الامريكية يقومون عادة و بشكل روتيني بنشر معلومات علنية لوسائل الاعلام بهدف جعل الناس يشعرون بالاطمئنان و ان البرنامج تتم مراقبته عن كثب، و انه فعال وضروري. "و خلال ظهور علني في 2009 عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية، اجاب وزير الدفاع ليون بانيتا عن اسئلة حول استخدام الطائرات بدون طيار قائلا: "اعتقد انه يكفي ان نقول ان تلك العمليات كانت فعالة جدا، لانها كانت دقيقة للغاية من حيث تحديد الهدف و اقتصرت على الحد الادنى من الاضرار التبعية."و اضاف بانيتا:"و بمنتهى الصراحة، هذا هو الخيار الوحيد المتوفر لدينا فيما يتعلق بمواجهة قيادة القاعدة و محاولة اعاقتها." الشهر الماضي، القى المدعي العام الامريكي ايريك هولدر خطابا في كلية القانون بجامعة نورثويسترن و لم يذكر فيه العولقي على وجه التحديد، لكنه اراد بوضوح ان يبرر عمليات القتل بالاستهداف. يقول المدعي العام الامريكي هولدر:"يجادل بعضهم ان على الرئيس الحصول على تصريح من محكمة فيدرالية قبل اتخاذ اي اجراء تجاه مواطن امريكي قيادي في تنظيم القاعدة او التنظيمات الموالية لها." و يضيف هولدر: "هذا الكلام بكل بساطة ليس دقيقا. ان الاجراءات المتبعة و الاجراءات القانونية امرين مختلفين تماما، خاصة عندما يتعلق الامر بالامن القومي للبلاد." و يصف جعفر (من اتحاد الحريات المدنية الامريكي) تعليقات هولدر بانها: "لا يمكن الدفاع عنها. ليس ذلك فحسب بل انها خطيرة"و يضيف جعفر:"هناك سياق واحد حيث تكون الاجراءات القانونية ليست غير مناسبة بل ضرورية، انه بكل تاكيد عندما يتعلق الامر بتعرض حياة انسان للخطر."