أقيمت الأربعاء 18 إبريل 2012م بقاعة المقر الرئيسي لمجلس شباب الثورة الشعبية ندوة بعنوان " الهوية المشتركة والكيان المدني الجامع" وفق رؤية قدمها الدكتور "محمد عبدالمجيد قباطي" أعقبها حلقة نقاش جادة دامت أكثر من ساعتين ، وفي الندوة التي حضرها نخبة من شباب الثورة وممثلين عن الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات والأبحاث الناشطة في ساحة التغيير تطرق "قباطي" لعدد من الوثائق السياسية التي تطرقت إلى البدايات الأولى للكيان المدني الجامع كسبيل حقيقي لنجاح الوحدة اليمنية ، ولاسيما تلك الوثائق التي صدرت في مائة عام الأخيرة والتي يعد من أهمها وثيقة العهد والاتفاق الصادرة في يناير 1994م والموقعة من قبل طرفي الأزمة آنذاك ، وكذلك وثيقة الإنقاذ الوطني الصادر عن تحضيرية لجنة الحوار الوطني في العام 2010م وغيرها من الوثائق التاريخية الهامة. وفي الندوة أيضاً تطرق السفير اليمني السابق محمد قباطي إلى تقرير صدر مؤخراً عن مجموعة الأزمات الدولية بعنوان " نقطة انهيار اليمن ، قضية الجنوب مدخلاً " والذي تطرق إلى سيناريوهات الحل والانهيار في اليمن.
أعقب هذه الندوة حلقة نقاش جادة حول ما تطرق له الدكتور "عبدالمجيد قباطي" حيث تحدث الأستاذ سامي محفوظ الناشط في الحراك الجنوبي والثورة الشبابية قائلاً :"أن السرد الرائع الذي قدمه "قباطي يثبت أن الجنوبيين كانوا تواقين نحو الوحدة إلا يجب التساؤل عن أسباب انتكاسة الجنوبيين حد المطالبة بالانفصال" وأضاف: " لقد أوضحت لنا الوثائق المفصلة في الندوة أن الجنوبيين كانو أصحاب المشاريع الطامحة لبناء كيان مدني حقيقي في عموم اليمن إذاً ألم يحن الوقت ليتشارك الجميع الآن في صياغة هذا المشروع بعد أن أثبت الشباب اليمني سواءً في الشمال أو الجنوب أنهم على قدر عالي من الوعي والشعور بالمسؤولية.
وفي حلقة النقاش تساءل الأستاذ عبدالرحمن العامر "ما مدى جدوى الحديث عن الكيان المدني الجامع في ضل التدخلات الدولية والإقليمية في اليمن" ، وعقب عليه الدكتور "قباطي" بالقول " أن العالم والإقليم قد توصل إلى قناعة تامة بأن كل مشاريع بناء يمن واحد دون أن يكون هناك إطار وكيان مدني جامع باءت بالفشل ، لذا فأن تلك الدول التي لا تريد خسارة مصالحها في اليمني تتجه الآن نحو هذا الكيان المدني الجامع" وأردف قباطي ب"أن ظروف نشأة هذا الكيان متوفرة اليوم كما لم تتوفر في أي وقت سابق ظروف داخلية تتمثل في ثورة الشباب ورغباتهم من في الحرية والعدالة والمساواة ، وظروف دولية تتمثل في تيقن المجتمع الدولي والإقليمي بأن كل طرق الحفاظ على مصالحها في اليمن والمنطقة قد باءت بالفشل لذا لم يتبقى أمامها إلى الدفع نحو إنشاء كيان وطني مدني حقيقي يحفظ أمن اليمن واستقراره ومصالح تلك الدول".
وفي ختام الندوة وحلقة النقاش تقدم المحامي "أسامة الشرمي" نائب رئيس مجلس شباب الثورة بجزيل الشكر للدكتور "محمد عبدالمجيد قباطي" لتلبية دعوة المجلس لتقديم رؤيته لإنشاء وبناء "الكيان المدني الوطني الجامع" لشباب الثورة ، كما تقدم بالشكر نيابة عن مجلس شباب الثورة لكل المشاركين في حلقة النقاش وتفاعلهم الجاد مع كل ما طرح فيها من رؤى ودراسات وإثراءها بشكل يساعد على بلورة الحلول الوطنية.
يذكر أن هذه الفعالية تأتي في سياق الأنشطة التي ينظمها مجلس شباب الثورة الشعبية لرفع مستوى الوعي المجتمعي والوعي الشبابي في الساحات ، حيث نظم المجلس في وقت سابق ورشة عمل تمخض من خلالها إنشاء منظمة لمكافحة الفساد.