مر تنظيم القاعدة في عملياته من التفجيرات الانتحارية واستهداف المدنيين، إلى خطوة جديدة تقوم على تجنيد النساء، حيث قطعت امرأتان تنتميان إلى التنظيم أكثر من ألف كيلومتر لترميا بستة أطفال إلى نار القاعدة في الأراضي اليمنية حيث يتمركز هناك ما يعرف بتنظيم قاعدة الجزيرة العربية. وتولت أمينة الراشد، ومي الطلق، خطف ستة أطفال من القصيم حتى جازان على الحدود الجنوبية السعودية، وكانتا تستعدان للالتحاق بتنظيم القاعدة قبل أن تقعا في قبضة رجال الأمن السعودي. يشار إلى أن الراشد كانت تحاول قبل عام التظاهر والاعتصام مع متشددات أخريات أمام جامع الراجحي في مدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم (وسط) لإخراج صديقات مقربات من القاعدة من السجن. أما الطلق فكانت تتنقل من الرياض إلى القصيم بين زيارات تنظيمية فكرية وأخرى لزيارة زوجها المتشدد عبدالكريم المقبل، وفي داخلها ما يشترك مع أهداف صديقة دربها الخاطفة أمينة الراشد. وقد حملت “الجهاديتان” معهما ستة أطفال بينهم ابن الخاطفة الراشد، الذي لا يتجاوز الرابعة من عمره، وخمسة آخرين أصغرهم سنا يعيش عامه الثالث. ورغم الضربات الأمنية السعودية المتلاحقة على التنظيم وهروبه إلى حضن اليمن المضطرب، إلا أنه لم يجد حتى اليوم أية صعوبة في التغرير بشكل غير مباشر بعناصر سعودية من الجنسين كان آخرها الراشد والطلق. وقال خبراء إن تنظيم القاعدة بدأ في استخدام خطة جديدة تقوم على استغلال المرأة، خاصة أنها كانت جسر عبور لعدد منهم أمام الحواجز الأمنية كما حدث في السعودية العام 2010 حين قتل اثنان من عناصر التنظيم بمنطقة جازان قبل توجههما إلى مدينة جدة لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف وزير الداخلية الحالي الأمير محمد بن نايف. وظهر استغلال القاعدة للسعوديات في قضايا مختلفة بينها التحريض وبث الرسائل المحظورة في أوساط عديدة داخل المجتمع السعودي المحافظ، خاصة بين صغار السن، فيما تشير معلومات استخباراتية غربية إلى أن تنظيم القاعدة يعمل حاليا على تدريب النساء للقيام بأعمال انتحارية في اليمن بعد نجاحهن في القيام بذلك في القاعدة بالعراق. وتعد خصوصية المرأة ووجودها في محيط اجتماعي مغلق طريقا سهلا لتحقيق مبتغى التنظيمات الإرهابية، حيث برزت أسماء حركيات سعوديات ينهلن من أفكار “القاعدة” لبثها في أوجه عديدة تحت مسميات مختلفة يغلفها غالبا مبدأ “الحقوق” لإيصال رسائلهن بسهولة إلى الرأي العام. وتعتبر قضية السعوديتين هيلة القصير المعتقلة منذ أربعة أشهر لدى الأمن السعودي ووفاء الشهري زوجة صاحب الخطب “القاعدية” التي تتواجد حاليا مع زوجها في اليمن بعد تهريبها لاثنين من أبنائها من زوجها الأول، الأشهر في استغلال تنظيم القاعدة للنساء في التحريض والتدريب. وتدق قضية خطف الأطفال ناقوس الخطر من جديد في المجتمع السعودي، الذي كان يعتبر وجود المرأة علامة من علامات الأمان، بعد تعدد حوادث انتقام زوجات عناصر القاعدة وكذلك متعاطفات مع التنظيم. ودفع تركيز القاعدة على توظيف المرأة في عملياتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لافتتاح كليات أمنية نسائية، في توجه كشف حرص طيف كبير من السعوديات على التخصص في المجالات الأمنية.