لم تغير مسابقة "يوروفيجن" الغنائية عادتها رغم حرص منظميها على التأكيد على أنها فنية خالصة وليست منبرا سياسيا. الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فرض نفسه قبيل الإعلان عن نتيجة المسابقة لعام 2014 بسبب تصريحات البرلماني الدنماركي جوهان شميدت نيلسن التي شغلت متابعي المسابقة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
انتقد نيلسن، النائب عن حزب "لائحة الوحدة" اليساري، منظمي المسابقة لعدم دعوتهم الفلسطينيين للمشاركة في المسابقة ، كما دعيت إسرائيل.
وأكد نيلسن أن "دعوة فلسطين كانت لتوجه رسالة قوية لإسرائيل".
تصريحات البرلمان الدنماركي تردد صداها في شوارع كوبنهاغن، التي شهدت قبل إعلان النتائج النهائية بيوم واحد مظاهرة شارك فيها عدد من العرب للتنديد بمشاركة إسرائيل.
ووصلت ممثل إسرائيل المغنية مي فينغولد إلى الدور قبل النهائي بالمسابقة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها إسرائيل في المسابقة، التي لا تقتصر على الدول الأوروبية على الرغم مما قد يوحيه اسمها.
وتتاح المشاركة لكل الدول الواقعة في نطاق البث الأوروبي. وسبق أن شاركت فيها دول من خارج أوروبا مثل المغرب وأذربيجان.
كما أنها ليست المرة الأولى التي تكون فيه مشاركة إسرائيل والفلسطينيين في دائرة الضوء في المسابقة، الأكثر جذبا للجمهور الأوروبي.
ففي عام 2009 خاضت المسابقة التي أقيمت في العاصمة الروسية موسكو مغنيتان ممثلتان لإسرائيل، هما المسيحية من عرب إسرائيل ميرا عوض بالاشتراك مع اليهودية احينوعام نيني.
وأثارت مشاركة عوض حينها عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة من قبل الفلسطينيين.
ووقع مثقفون وفنانون من عرب إسرائيل رسالة مفتوحة احتجوا فيها على مشاركة عوض ووصفوها بمحاولة من إسرائيل للظهور بمظهر الدولة "الديمقراطية المستنيرة" في وقت كانت تشن هجماتها على قطاع غزة.
تشارك كل دولة بفرقة موسيقية أو بمغن في مسابقة "يوروفيجن" على أن يؤدي المشارك أغنية واحدة.
المشاركة في المسابقة وبدأت مسابقة "يوروفيجن" عام 1956 حين أنشأها اتحاد الإذاعات الأوروبي.
وحسب قواعد المسابقة تشارك كل دولة بفرقة موسيقية أو بمغن على أن يؤدي المشارك أغنية واحدة.
وإلى جانب لجنة المحكمين يشارك الملايين من مشاهدي الدول الأوروبية في التصويت لمصلحة المتسابقين بحيث يجتاز المشاركون الحائزون على أعلى مجموع من النقاط مراحل عدة حتى الوصول إلى الدور النهائي.
وتقام كل مراحل المسابقة على الهواء مباشرة، ويصل عدد الجماهير المتابعين لمرحلتها النهائية كل عام إلى أكثر من 125 مليون شخص، وفق الموقع الرسمي للمسابقة.
وظلت المسابقة على مدار أكثر من خمسة عقود محطة انطلاق لفرق ومغنين لمع نجمهم بعد أن كانت بدايتهم على مسرح يوروفيجن، ومنهم الفرقة السويدية "آبا" والمغنية الفرنسية سيلين ديون والمغني الإسباني خوليو إغلاسياس.
أزمة أوكرانيا وأطلت أزمة أوكرانيا برأسها على المسرح عندما صعدت إليه المتسابقتان الممثلتان لروسيا ماريا وانستازيا، وهما توأم في السابعة عشرة من عمرهما، ليقابلهما الجمهور بصيحات استهجان عبرت عن موقف غاضب من دور روسيا في الأزمة المستعرة في أوكرانيا.
وعندما أطلت المتسابقة الأوكرانية ماريا ياريموتشك على المسرح قوبلت بصيحات استهجان مماثلة من الروس في صفوف الجمهور.
في شوارع كوبنهاغن يظهر جليا ارتباط المسابقة بفكرة الهوية الوطنية. تماما كما هو الحال في مسابقة كأس العالم لكرة القدم، تجد مشجعي الدول المشاركة في يوروفيجن يحملون أعلام بلادهم ويرتدون ثيابا مزدانة بأسمائها.
وبينما يؤكد المنظمون ألا علاقة للمسابقة بالسياسة وأنها طريقة لتوحيد أوروبا من خلال الأغنية، فإن تاريخ المسابقة يشي بأن السياسة كثيرا ما وجدت لها مكانا على مسرح يوروفيجن الصاخب.
وفي العام الماضي، تراجعت تركيا عن مشاركتها المعتادة وأعلنت أن السبب هو" الاستياء من قواعد المسابقة". وسرعان ما أعلنت عن إقامة مسابقة تنافس بها المسابقة الأوروبية الأشهر.
وجاء ذلك في وقت وصلت فيه أزمة تركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب مسألة عضويتها إلى طريق شبه مسدودة.