تنوعت المواضيع التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس، فلم يغب الشأن السوري، كما اهتمت الصحف بقضية الفتيات المختطفات في نيجيريا وشؤون أخرى متفرقة. في صحيفة الاندبندنت نطالع تقريرا عن محاكمة أبو حمزة المصري التي اتخذت منحى مفاجئا حين طلب فريق الدفاع عرض وثائق من الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" يتضح منها أنه تعاون معها وجهاز الاستخبارات الداخلية "MI5".
ولم توافق القاضية الأمريكية على عرض فريق الدفاع الوثائق التي حصل عليها من "سكوتلاند يارد" والتي يظهر منها أن أبو حمزة قام بمهام محددة بطلب من سكوتلاند يارد وجهاز الأمن (MI5) من أجل كبح جماح أتباعه وجعل الشارع البريطاني أكثر أمنا. وبدأت محاكمة أبو حمزة في نيويورك في منتصف شهر أبريل / نيسان الماضي بعد أن قامت بريطانيا بترحيله إلى الولاياتالمتحدة. وينفي أبو حمزة جميع التهم الموجهة إليه والتي تتراوح بين التآمر لاختطاف سياح في اليمن وإرسال مقاتلين للقتال في صفوف القاعدة وتقديم دعم مادي لحركة طالبان في أفغانستان. وتحدث أبو حمزة في المحكمة بحب عن سنواته الأولى في بريطانيا التي وصل إليها من مدينة الإسكندرية في مصر، وإعجابه بنمط الحياة الغربية وتخرجه من كلية الهندسة ثم عمله مهندسا. انسحاب المسلحين من حمص سيساعد أنصار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة ورفضت القاضية طلب الدفاع عرض الوثائق التي تثبت تعاون أبو حمزة مع الأمن والاستخبارات البريطانية، واستأنف فريق الدفاع ضد قرار القاضية. "أهمية استراتيجية" وتحت عنوان "الانسحاب من حمص الأسد يغزو مهد الثورة" نقرأ تقريرا كتبه نيكولاس بلانفورد في التايمز. ويشير فيه إلي أن نظام بشار الاسد حقق نجاحا مؤزرا قبل أقل من شهر علي الانتخابات الرئاسية بعد أن أجبر مقاتلي المعارضة على الخروج من حمص التي طالما أطلق عليها مهد الثورة التي مضي عليها ثلاث سنوات. ويقول الكاتب إن الانسحاب من حمص ثالث كبريات المدن السورية يعد تتويجا لحملة الرئيس بشار الاسد لاستعادة قبضته على البلاد. ويشير بلانفورد إلي الأهمية الاستراتيجية التي حققتها القوات الحكومية باستعادة السيطرة على حمص مما يمكنها من إحكام قبضتها على الممر الذي يربط بين العاصمة دمشق والمدن الساحلية المطلة علي البحر المتوسط وسلسلة الجبال الساحلية معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وتقول الصحيفة إن هذا الانتصار سيعطي دفعة كبيرة لمساعي الأسد في الفوز مجددا في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثالث من يونيو / حزيران المقبل. ويقول الكاتب إن المفارقة أن حمص كانت أول بلدة كبيرة في سوريا تحاول خلع نظام الأسد في عام 2011 في مظاهرات سليمة ما لبثت أن تحولت إلي انتفاضة مسلحة. غير أن القوات الحكومية فرضت حصارا خانقا على حمص منذ بداية عام 2012 وسط مقاومة شديدة من قبل المعارضة المسلحة. إلي أن شن مقاتلو حزب الله في شهر يونيو / حزيران هجوما مضادا وتمكنوا من مساعدة القوات الحكومية في استعادة السيطرة على مدينة القصير والقري ما بين حمص والحدود مع لبنان. وفي نوفمبر تشرين أول الماضي لعب مقاتلو حزب الله دورا حيويا في شن هجوم مضاد علي جبال القلمون الواقعة في المنطقة ما بين دمشق وحمص وطردوا مقاتلي المعارضة منها. وينقل بلانفورد في ختام تقريره الذي بعث به من بيروت عن دبلوماسيين غربيين ومصادر استخباراتية قولهم إن المستشارين الايرانيين قد لعبوا دورا حيويا في تحول دفة الامور لصالح نظام الاسد مما سيعزز الأمر الواقع الذي يقضي بتقسيم سوريا بحيث يسيطر النظام علي النصف الغربي من البلاد فيما تبقي مقاتلو المعارضة مسيطرين علي المناطق الشمالية والشرقية . "حرب اليوروفيجين" يبدو أن النزاع القائم بين روسياوأوكرانيا قد انتقل إلى مسرح مهرجان الغناء الاوروبي (اليوروفيجين)، كما نطالع في تقرير منشور في صحيفة الإندبندنت. وليس المسرح غريبا على الصراعات السياسية، فقد شهد نزاعات مماثلة في السابق بين دول أوروبية اخرى، ويبدو أن العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ستشهد "جولة ناعمة" من النزاع بين روسياوأوكرانيا. وقد ارتأت روسيا أن تعكس صورة ناعمة باختيارها فتاتين توأما في السابعة عشرة من عمرهما، وأغنية تتحدث عن الحب عنوانها "Shine". وقوبلت الفتاتان ماريا وانستازيا بصيحات استنكار من جمهور قوامه عشرة آلاف شخص حين أدتا معا الأغنية في العرض قبل النهائي. وقد لا يكون النزاع الروسي الاوكراني في خلفية ذلك الاستنكار، فقد رفع بعض الحضور رايات بألوان قوس قزح، معبرين عن استنكارهم لسياسية روسيا المناهضة للمثليين. أما ممثلة أوكرانيا في المهرجان ماريا ياريمتشوك فقد قوبلت بصيحات استنكار أقل من الروس في صفوف الجمهور. ويرى البعض في كلمات أغنيتها إشارة إلى الصلة التي تربط الأوكرانيين بشبه جزيرة القرم.