سعيد صالح سالم الاسم الذهبي والذئب الاكتوبري الاسم الجنوبي المحفور في ذاكرة شعب وتاريخ ثوره ,سعيد صالح سالم الذي ملئ الدنيا عنفوان وحضور تاريخي قل ان يسجله غيره كواحد من رواد الانعتاق والتحرر وبركان الجنوب وردفان الثائر ضد الاستعمار البريطاني. سجل صفحة ناصعة البياض وتفرد عن غيره من طلائع الثوار في سجايا وخصال نادرة , لايجوز لي الحديث عنها باعتباري من جيل الأبناء لثوار أكتوبر العظام ولكنها لحظات يستوقفنا التاريخ ويقرع ابوابنا ليصحونا من منامنا أفيقوا ياجيل الثورة تذكروا من كانوا لكم مصابيح متقدة تشتعل لأجلكم ولأجل وطن كامل, وحيث ان سعيد صالح سالم مصباح جنوبي اشتعل وأوقد نفسه ليضيء درب شعب بأكمله مع كوكبة من ثوار الجنوب الأوائل . يستوقفني التاريخ كل عام في العاشر من مايو منذ 18 عام لاقف دقيقة حداد وأرتل ماتيسر من القرأن الكريم على روح الوالد المناضل سعيد صالح سالم ,, الحديث عن العم سعيد كما تعودت الكتابة عنه كل عام تحت هذا العنوان حديث عن جزء من تاريخ أجد نفسي بلحظات نشوه وكأنني انثر قصيدة شعر ومرثية على ضفاف التاريخ .
لحظات تمتلكني عواطف ودموع ممزوجة بالاعتزاز والانتماء إلى هذا التاريخ , سعيد صالح اسم محبوب في نفوس كل الجنوبيين نموذج للصدق والشجاعة وقيم الوفاء ومؤسس التصالح والتسامح الجنوبي وباني أركانه ومداميكه الأولى , سعيد صالح كانت وظلت شعبيته في إرجاء الجنوب لم ينتمي إلى ردفان وهو مهبط روح سعيد ورفاقه الإبطال وقبلة الثوار ولكنه ظل ينتمي إلى جنوب واسع وأفق رحب يحبه الفقراء والبسطاء ,الحديث في ذكرى رحيل العم سعيد كلمات وفاء بسيطة في حضرة التاريخ والزمن الجميل رثاء للعم سعيد ووفاء لقيم النبل والجسارة والإقدام .
عند الحديث عن سعيد صالح وتجاذب اطراف الحديث مع رفيق دربه الرئيس علي سالم البيض يتحدث الرئيس البيض بكل فخر وبكل اعتزاز ولكن في نفس الوقت بنبرات الحسرة والحزن المخيم والالم والحسرة يقول ( اح اح اح سعيد حبيب الصباح) عادتا مايكرر عبارة (سعيد حبيب الصباح )لاحظت علامات حسرة وتعبير مأساة وحزن لازال يرافق الرئيس البيض عند الحديث عن العم سعيد , ويذهب الرئيس البيض إلى الاسترسال بكل شغف ورغبة للحديث عن سعيد ورفاقه وجبال بطه وسيلة وطن والعسكرية وبناء وردفان ويسرد ذكريات جميلة رائعة من صفحات المقاومة ضد الاستعمار ويتحدث عن نقاء سريرة سعيد صالح ومصداقيته وشجاعته النادرة ,اليوم اردت ان اكتب سطور مختصرة في حضرة التاريخ عرفانا ووفاء للمناضل الفقيد سعيد صالح سالم رحمه الله وطيب ثراه سيظل قائدا وملهما ونموذجا لكل ثائر غيور حر