ردفان ذاكرة التاريخ الجنوبي الماضي المشرق والمعاصر الأكثر إشراقا ,السفر إلى ردفان سفر في ذاكرة تاريخ الوفاء لنبل القيم (والرجولة),السفر إلى ردفان ,يحمل معاني التضحية والكبرياء والشموخ ستظل ردفان شاهدة على كل أحداث الجنوب ومنعطفاته التاريخية . السفر الى ردفان يذكرنا بشخصية علي سالم البيض الثائر الشاب الجنوبي القادم من أقصى شرق الجنوب إلى ردفان نهاية الخمسينات ومطلع الستينات ,الثائر المتشبع بأفكار القومية العربية التحررية الطاردة للذل والخنوع حينها ,قيم الرفض الثوري للظلم والتحرر والانعتاق ,منذ رحلة السفر إلى ردفان من قبل الثائر علي سالم البيض ورفاقه الأحرار ارتبطت وشائج القيم النبيلة والوفاء للتاريخ وتبادل الوفاء للوفاء ظلت ردفان قابضة على جمر الثورة وتستنشق بارود القنابل في كل المراحل والمنعطفات وتدفع انهر وشلالات الدماء الزكية ,ظلت ردفان خاصرة الجنوب وحزام الأمان وعنفوان الثورة الأولى ووهج الثورة الثانية المتوهجة في 2007م .
ردفان عنوان النصر والوفاء والاحترام لمن أوفى للتاريخ ,ذاكرة الثورة في ردفان حية وترصد كل (شاردة وواردة)لا تقبل ردفان ان تكون مطية اومكياج لعقد التشوه الأخلاقي والنفسي ,لا تقبل ردفان إلا ان تكون ممر عبور امن للعمالقة إلى بوابة التاريخ المشرق ,وليس إلى بوابات الانكسارات الانهزامية ,,, من تخرج من مدرسة ردفان الحقيقية يواجه احكام الاعدام والاحكام الباطلة بكل كبرياء وشموخ مرددا (ننتصر أو نموت)ومن يحاول يستنسخ شهادة تخرج من مدرسة ردفان شهادة مزوره لاتحمل توقيع وختم التاريخ لأنها لا تحتمل النكث بالعهود والحنث باليمين وشق وحدة صف التصالح والتسامح الجنوبي ,التصالح والتسامح وقيمته السامية النبيلة المتجذرة في نفوس شرفاء الجنوب الصادقين (فقط),ردفان فلتر النقاء الجنوبي التحرري ,فلتر ومختبر نفسي لكل المأزومين الناكثين بعهود التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي ,المنتجين لعقد الذات والإناء وتضخيم الذات ودس الوقيعة والنميمة وممارسة الضغينة والظهور بعدة وجوه متلونة .
اليوم ونحن نستعد لاستقبل العرس الجنوبي عرس الذكرى ال"49" لثورة الرابع عشر من أكتوبر التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء ضد المستعمر البريطاني البغيض نجدها مناسبة لنسجل آيات العرفان والاحترام من ردفان الكبرياء والوفاء والشموخ إلى كل المخلصين والشرفاء إلى كل المناضلين الأفذاذ من أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة إلى أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الانتصار لقضية هذا الشعب سواء كانوا من شهداء ثورة أكتوبر الأولى أو الثانية .