راجح بن غالب لبوزة فتيل أشعل بحياته درب نضال متواصل, أرهب قوات الاستعمار وكسر حاجز الخوف النائم بنفوس الضعفاء لتولد قوه ضاربة للأعداء سطر بها فوج من الانتصارات, وبمقتله فجر ثورة 14أكتوبر أعلن الثوار فيها عهد مواصلة الكفاح وفاء لقطرات دمه, ونالت الجنوب استقلالها, فتاريخه عبرة فياضة لكل مستعمر سافل وحاكم جائر, حتى لا تصادر تلك الروح الوثابة من الذاكرة والوجدان .. ولنستعيد حياته الملهمة لمسيرة كفاح مسلح . حين نقدم على ذكر شهداء الثورات تتجلى أعمال أسطورية وبطولية صنعت تاريخاً عظيماً يستحق التعظيم والاحترام لأولئك من أحرقوا أنفسهم ليستضيء الآخرون , وراجح بن غالب لبوزة من أوائل القناديل النضالية الذي باعوا أنفسهم لله ليصنعوا ثورة 14 أكتوبر 1963 بنفوس تواقة تذيب ظلم البريطانيين الغاصبين .. حياه قاسية يتصف لبوزة بالحنكة والشجاعة والحكمة التي نبعت من أميته المحضة أستخلصها من حياته الكادحة بالعمل عاش أيام طفولته يتيما ورب أسره تركها أباه له مع حفنة من التراب كمصدر للدخل يواسي بهما حياة أخيه وأمه , في وادي (دبسان ) محافظة لحج ولد وعاش طفولته البريئة مع أخيه , ومن أرض جدباء نخر فيها لتحصيل قوته حتى عام (1914)م بدأ تكوين حياته الأسرية بالزواج الذي كونه منه أربعة من الأولاد ليبدأ حياته النضالية في مكابدة لقمة العيش بالعمل في التجارة باستيراد الحبوب وغيرها من المواد الغذائية من الضالع وقعطبة. من ثقافة القبيلة القاسية تجرع الشهامة وعاش متمردا على نفسه وثائراً في وجه الطغيان فاحتلال عدن في عام (1839)م من قبل بريطانيا أجبرت لحظاته الأولى على أن تخلق لسماع صوت الاستعمار وأفواه البنادق، صنعت بنفسه إرادة وعزيمة راسخة كرسوخ جبل ردفان أملها الوحيد طرد الاحتلال من حينها وزئير الرصاص يجدد شعور الحرية حتى تدفق وشكل جماعات غير منظمة تسعى لاستقلال جنوباليمن. أول كفاح مسلح وفي عام (1942)م كانت أول انتفاضة قادها لبوزة شكلت خطوة خطيرة تهدد البريطانيين , بالهجوم على ثكنة عسكرية لجيش (شبره) في منطقة ردفان جبل (حمراء الحبيلين) دون دعم للعمل النضالي الذي كان بجهود ذاتية وأسلحة شخصية وفعلا تم القضاء على هذه الثكنة العسكرية الذي استوقفت أفكار البريطانيين ليعيدوا تحديث خطتهم بمتابعة جماعات لبوزة وإخضاع هذه المجموعة بحجة أنها عصابات رجعية فاسدة , فالاحتلال أدخله بالحسبان مع فريقه المكون من (70)رجلا. وفي عام ( 1956) سعى في تحصيل السلاح الذي يمكنه من الصمود أمام الاحتلال ذهب مع مجموعة من أبناء ردفان إلى السخنة لاستلام السلاح ( زاكي كرام ) ألماني يقال زوده به الإمام أحمد حيث عمل الإمام في حينها على طرد الاحتلال , وبعد استلام السلاح ومعرفة الإنجليز بأمره وبأمر الاجتماع الذي يقام في منزل شيخ القبيلة (آل قطيب) أرسلت طائرات (هوكر هنتر ) لضرب البيت بالذي فيه إلا أن الثوار المتواجدين أسقطوا طائرتين وفرت البقية فالتكتلات الثورية بجنوبعدن تصب اهتماماتها وتركيزها لصنع ثورة مثالية موازية للشمال وتحتاج لإشعالها عدة وعدد فبنائها يحتاج تعاون الطرفين للقضاء معا على الاحتلال وكان لابد مناصرة الشماليين حتى تقوى ثورتهم. دورة بالشمال للبوزة دورا هاما في الدفاع عن ثورة (26) سبتمبر فالتخطيط المسبق بين خلايا أحرار الشطر الشمالي والجنوبي بالتكاتف معا لإنهاء الإمامة وتحرير جنوبعدن من المحتلين, فهاتان المهمتان تعتمد على تنفيذ الأولى والانطلاق لتحقيق الثانية فانطلق الشيخ راجح لبوزة بدوره للدفاع عن الثورة الوليدة, وفي الطريق نزل على منطقة ذي ردم حيث توجد قبيلتا (الداعري والمحلاتي) المتقاتلين فيما بينهما وعقد صلحاً فيما بينهما لمدة سنة، واستفاد من هذا الصلح بانضمام سيف مقبل عبدا لله وأبناؤه حيث ذهبوا معاً ومجموعة كبيرة من أبناء ردفان إلى قعطبة وكانوا حوالي «150» شخصاً، وتم ترحيلهم إلى إب ثم الحديدة، وهناك سلمت لهم أسلحة شخصية وذخيرة, وواصل الشهيد تحركاته من الحديدة إلى منطقتي عبس برفقة قائد لواء إب المقدم أحمد الكبسي، واستقبلتهم القوات المصرية المرابطة في عبسوالمحابشة، وتم تمركز القوة التي قادها في المحابشة في منطقة (الوعلية , والمفتاح)الخاليتين من السكان سوى قوات لبوزة والقوات المصرية ، و أحمد الكبسي، وعبد المنعم رياض قائد القوات المصرية في المحور. إلى جانب ذلك فتلك المنطقتين يسكنها أناس متمردين على الثورة بالغت في عنادها وبغفوة من الزمن استطاعت محاصرة القوات المرابطة هناك بأكملها المصرية واليمنية وأثناء الحصار المغلق عليهم تقدم لبوزة ب(50) مقاتلا لفك حصار الجبهة القبلية على القوات واستطاع بالفعل فك الحصار وسقط العديد من الشهداء إثر تلك المعركة الدامية التي انتهت بحماية الثوار الأحرار والثورة اليمنية. المهمة الثانية بعد تحقق ثورة الشمال ومعرفة دور الثائر لبوزة بدأت المهمة الثانية التي هي أكبر خطرا لكونها مسقط رأسه وقوات الأعداء قوية تمتلك المال والأسلحة بمختلف أصنافها وجيش مدرب على الحروب, لا يمكن لقوات مارست بعض النضال الثوري أن تقف بوجهها غير أن العزيمة الصلبة والمخلصين من أبناء الجنوب ما تزال ترفض الاستعمار ولديها الإرادة التي تكبح العدو الخارجي. بعد الدور الموكول إليه بالشمال طلبت القيادة بصنعاء من لبوزة العودة للتشاور حول عودة المجموعة إلى ردفان والتكاتف لانطلاق أول ثورة منظمة بعدن لمقاومة الاستعمار البريطاني , بعدها تم اللقاء بصنعاء برئاسة عبدا لله السلال ومجموعة منهم ( قحطان محمد الشعبي , ومحمد علي الصماتي ,وثابت علي , وعبدالحميد بن ناجي ) وغيرهم ممن خرجوا بقرار عودة لبوزة مع مجموعته لردفان وترك أمر تفجير الثورة للمجموعة لتحديد الزمان والمكان .. منظم سياسي وبعد الاتفاق على العودة عمل لبوزة منظما سياسيا مع القادات المتواجدة داخل المحافظات التي مر منها أثناء العودة منها (صنعاء - إب - قعطبة - الضالع - حالمين - ردفان)فالتقى بمحافظة -إب- المقدم أحمد بن أحمد الكبسي قائد اللواء، فالعلاقات معه وثيقة جمعتهم فيها أعمالهم القتالية في جبهة المحابشة، الذي أكد استعداده لدعم تفجير الثورة، بتجهيز مجاميع جديدة للمشاركة في القتال ضد الاحتلال الذي دخل عدن بعد مقتل لبوزة , وهكذا عبر المرور في أكثر المناطق كسب لبوزة الجماهير التي واصلت معه المسيرة ومنها تأخرت التي كانت في المناطق الشمالية, بقيت مرابطة تحافظ على الثورة ومكاسبها حتى استقرت وتابع الأمر بمقاتلة الاحتلال احتراما للوعود التي أجريت أثناء عودة لبوزة. رسالة استفزاز وإنذار بعد عودته نهاية شهر أغسطس 1963م سمع الضابط السياسي المتواجد في الحبيلين عودة لبوزة وامتلاكه لقنابل يدوية وغيرها من الأسلحة حس حينها الضابط بالخطر وأرسل رسالته التي تطلب من لبوزة وجماعته تسليم أنفسهم مع الأسلحة وضمانة قدرها خمسمائة شلن بالتزامهم بعدم العودة إلى الشمال , حملت تلك الرسالة نوعاً من الاستفزاز والضعف لأبناء ردفان توعدهم بالعقاب الشديد والوعد والوعيد إذا لم يأتوا صاغرين رؤوسهم , وبعد استلام لبوزة للإنذار البريطاني دعا رفاقه والمواطنين إلى اجتماع في قرية تتوسط قرى ردفان، وأطلعهم على محتوى الإنذار، وطلب منهم رأيهم في الرد على بريطانيا، واتفقوا بعدم الاستسلام لما في الرسالة. وتمّ تشكيل لجنة من أربعة أشخاص لكتابة الرد على بريطانيا. فلبوزة لا يجيد القراءة والكتابة فقد كتب الرد أكثر من أربع مرات من قبل محمد جابر ثابت تقول: (إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني المرابط في (الحبيلين )والنائب محمود حسن علي نائب مشيخة القطيبي لقد استلمنا رسالتكم الموجهة إلينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية التي تضمنت تسليم أسلحتنا وكل ما بحوزتنا من قنابل وغرامة خمسمائة شلن وضمانة بعدم عودتنا إلى اليمن وتسليم ذلك إلى حكومتنا حكومة الاتحاد. نحن نعتبر حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية وليس حكومة الاتحاد، ونحن غير مستعدين لكل ما في رسالتكم، ونعتبر حدودنا من الجبهة وما فوق، وأي تحرك لكم من تجاوز حدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكاناتنا ولا تلوموا إلا أنفسكم.. والسلام ختام. (الشيخ راجح بن غالب لبوزة )عن مجموعة العائدين إلى ردفان من الجمهورية العربية اليمنية 28 / 9 / 1963م وقبل إغلاق الظرف وضع لبوزه رصاصة غيلمان لتكون هي الرسالة الأخرى التي تبشرهم بعدم الاستسلام والمقاومة وبأن الحرب قائمة لاشك فيها, حمل المظروف وما بداخله وكلف بالأمر قاسم شائف لإيصال الرسالة للضابط السياسي “ميلسن” الذي فوجئ بهذا الرد العنيف لما فيه من التحدي متسائلين كيف لمناضلين لا يملكون سوى أسلحة شخصية وثلاث قنابل يدوية يستطيعوا الوقوف أمامهم , ما جعل من ساعتهم ساعة قيامة. جمع المقاتلين بعد ذلك يوم 13 أكتوبر ( 1963)م تحركت القوات البريطانية في وادي المصراح، واخترقوا الوادي، فاعتقلوا واحداً من زملاء لبوزة أحمد مقبل عبدالله بعد مهاجمته أخذوا سلاحه وصادروه واحتجزوه، فتناقل المواطنون الخبر من شخص إلى شخص ومن قرية إلى قرية حتى وصل الخبر إلى لبوزة، الذي أمر الجميع بتجهيز أنفسهم حينها، طالباً منهم التحرك باتجاه وادي «ضرعة» وإشعار الناس في تلك المناطق بما يجري، على أن يكون اللقاء رأس جبل «البدوي» في المساء، وكان غرض لبوزة من جمع المقاتلين في رأس جبل البدوي الإعداد للقيام بهجوم على مركز القوات البريطانية في منطقة الحبيلين رداً على اعتقالها لأحمد مقبل. تقسيم الثوار إلى مجموعات بمنتصف الليل تجمع الثوار وزاد عددهم على ( 70) رجلاً أمرهم لبوزة بالتفرق على شكل مجاميع صغيرة، حتى جاء الصباح أنظمت مجاميع أخرى إلى المجاميع الأولى، قسّم فيها الثوار إلى أربع مجموعا ت الأولى بقيادة ابنه بالليل، أوكل إليها مهمة النزول من رأس جبل البدوي والتمركز في القمة على يمين قرية البيضاء بحيث تكون المواجه الأول للعدو أثناء عبوره لوادي المصراح. أما المجموعة الثانية فكانت بقيادة محسن مثنى حسين، ومهمتها التمركز في أسفل الجبل خلف المجموعة الأولى لحمايتها. والمجموعة الثالثة وهي الكبرى بقيادة راجح لبوزة نفسه، ومهمتها السير إلى غرب الجبل وتطويق العدو وعدم السماح له بالانسحاب, أما الأخيرة بمثابة قوة احتياطية لحراسة المجموعتين الأولى والثانية من ناحية ولاستقبال الوافدين من الثوار من ناحية أخرى. استشهاد لبوزة بعد تحرك الجيش الإنجليزي، بدأت المعركة بإطلاق النار من قبل المجموعة الأولى التي كانت بقيادة بالليل راجح لبوزة على مقدمة القوات الإنجليزية وتصدت لها بقوة ولم تسمح لها بالانتشار أو بالتقدم وعند مشاهدة المجموعة الثالثة الاشتباك بين المجموعة الأولى وبين القوات الإنجليزية قامت بإطلاق النار على مؤخرة الجيش البريطاني، فلجأت إلى القصف المدفعي المكثف، وكان التركيز على المجموعة الثالثة التي كان يقودها الشهيد لبوزة في أكمة «الضاجع»، وكان الشهيد قد تقدم على مجموعته هو وشخص آخر اسمه سعيد حسين العنبوب، عندما رأى مقدمة القوات تراجعت للوراء، وفي الساعة الحادية عشرة ظهراً أصيب موقع لبوزة بخمس طلقات مدفعية ثقيلة أصابته منها شظية في الجانب الأيمن تحت الإبط اخترقت جسده حتى الجانب الأيسر على موقع القلب في حين كان قابضاً على سلاحه يطلق النار على مؤخرة القوة.. حينها دعا الداعي أن لبوزة قد استشهد، مما جعلهم يشعرون بالهزيمة.. الهزيمة وكان عمره «46» سنة رحمه الله. صوت واحد وفي اليوم الثاني لاستشهاد لبوزة تم دفن جثمانه في قرية الذنب بمنطقة (عقيبه) بحضور حشد جماهيري كبير، جميعهم وقفوا على قبر الشهيد هناك ليتعاهدوا على أنفسهم وبصوت واحد بمواصلة الكفاح الذي بدأه الثوار بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة بعد هذا أصدرت الجبهة الوطنية بياناً عن انطلاق الثورة من ردفان، واعتبرت أن الشهيد لبوزة هو أول شهيد في ثورة 14 أكتوبر..لم يكن مقتل لبوزة إلا عنوان لإشعال الثورة فقد زاد استبسال المناضلين وضراوة القتال بعكس ما تبادر إلى ذهن الأعداء بأنهم نالوا النصر فقتل القائد هي الخسارة الفادحة التي لن تقوم لهم بعدها قائمة إلا أن الثوار جددوا عهدهم وبددوا مشاعر الخوف عند بعض المواطنين الذين قد أذلهم العدو فكل أرجاء الوطن تنبض أحاسيسهم وتزداد شوقا لأن تضحي بدمائها قدوة بمفجر الثورة الذي ولد لحظات جديدة فالمعارك تتفجر, نطاق الثورة يتوسع بجبهات مواليه للثورة ب (الضالع والشعيب ودثينة والصبيحة، وعدن،) وغيرها من الجهات الجنوبية. مما حدا بالقوات البريطانية إلى استخدام مختلف أنواع أسلحتها البرية والجوية في قصف مناطق ردفان دون تمييز، قتلت عشرات النساء والأطفال في هذا القصف، وعجزت قواتها المتمركزة في العند والضالع وعدن من إخماد الثورة من ردفان استقدمت فرقة عسكرية متكاملة من القوات الخاصة المتمركزة في جنوب أفريقيا المسماة بفرقة (الشياطين الحمر)، فرقة مدربة على القتال في المناطق الجبلية، والمسالك الوعرة التي أسفرت بالهلاك. عمليات فدائية حتى الاستقلال - تطورت أساليب النضال المسلح ليشهد صوراً مختلفة أكثر تأثيراً فالعمليات الفدائية, مشهد أرعب الاحتلال، فالعمليات خسرتهم الكثير كالعملية التي اشترك فيها (30) شخصا لضرب الإذاعة البريطانية الواقعة في التواهي , وحادثة مطار عدن التي قتل فيها مساعد المندوب السامي البريطاني في عدن، وإصابة المندوب السامي، وعدد من مساعديه أثناء توجههم إلى الطائرة التي كانت ستنقلهم إلى لندن, وغيرها عمليات فدائية كثيرة أخذت من أخذت من البريطانيين فبثت الرعب بصفوف جنودهم فمنفذ العملية هو الذي يحدد الهدف بنفسه وأصبح البريطانيون بين كماشة النيران وقذائف الرصاص الشرسة التي تنبع من كل اتجاه أجبر المستعمر على الرحيل من وجه الطوفان. .تشعبت المواجهات مع القوات البريطانية في المناطق الريفية وامتد إلى 12 جبهة، وأعلنت الجبهة القومية عن فتح جبهة عدن، ونقل النضال إليها, حيث أصبح للعمليات التفجيرية وطلقات الرصاص ببسالة المقاومة صدى إعلامياً عالمياً يصعب على الاستعمار البريطاني إخفاؤه, وبفعل مساندة النظام والثوار الشماليين ضاقت أكثر بوجوه الطغيان التي لم تحتمل التواجد لتمنح استقلالها للجنوبيين في الثلاثين من نوفمبر عام (1967) م وتحقق ما كان بالأمس مجرد حلم، فالقوات البريطانية حملت عدتها ولاذت بالفرار بعد أن خسرت خسائر لا تقدر بثمن من الضباط والجنود والأسلحة والأموال التي التهمتها ثورة اشتعلت بمقتل لبوزة الثائر الذي كتب التاريخ اسمه من ذهب ليكون مضرب مثل للشجاعة والإقدام لكل سنة جديدة تحتفل اليمن بعيد استقلالها.