غادر الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليمن بشكل مؤقت اليوم تلبية لطلب ورده من دول خليجية بالمغادرة لترك المجال للرئيس الحالي للتخفيف من التوترات في البلاد، حسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية رفضت الكشف عن اسمها اليوم. في هذه الأثناء، أفرجت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة اليوم عن 73 جنديا يمنيا اختطفتهم خلال اشتباكات سابقة في محافظة أبين في جنوب البلاد الشهر الماضي.
وكانت مصادر دبلوماسية في صنعاء قد قالت ان جمهورية روسيا وافقت على استضافة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح للإقامة لديها، مع توقع بتراجع الإمارات أو تحفظها عما كانت أبدته في السابق بهذا الشأن. وفي عددها الصادر اليوم الاحد قالت صحيفة "أخبار اليوم" في عددها انها تلقت تأكيدات على لسان مصدر دبلوماسي – لم تكشف عن هويته – قوله أن روسيا أبدت موافقتها على استضافة صالح للإقامة لديها بصورة دائمة. وبحسب الصحيفة فقد كان الحديث في السابق يدور بشأن موافقة إماراتية، ولم يكن ثمة ما يشير إلى أية مفاوضات مع الجانب الروسي بهذا الشأن. وقال المصدر الدبلوماسي إن الموافقة الروسية تأتي متزامنة مع توقعات بتراجع دولة الإمارات العربية المتحدة وتحفظها على استضافته لديها خلال الفترة الانتقالية المحددة بعامين. بعد ان كان تردد في السابق أنها وافقت على استضافته تلبية لمساعي سعودية أمريكية لديها. ويشكل وجود صالح في البلاد بعد إقالته عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية، عائقا كبيرا أمام تنفيذ بقية مواد وبنود المبادرة، بسبب تدخلاته المستمرة في الشأن السياسي مستغلا رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام. ويتهم بمحاولة عرقلة أعمال حكومة التوافق. وتصاعدات مطالب سياسية داخلية وخارجية بضرورة رحيل صالح عن البلاد لتهيئة المناخ والأجواء لتنفيذ بقية ما تضمنته المبادرة. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي التقى أمس السبت السفير الروسي لدى اليمن، ويعتقد أن اللقاء تطرق لمسألة الموافقة الروسية على الاستضافة. حسب توقعات المصدر الدبلوماسي للصحيفة. الذي أشار إلى لقاء جمع السفير الروسي بقيادات حزبية من المؤتمر والمشترك، مطلع الشهر، ليبلغها بموافقة بلاده بخصوص استضافة صالح بصورة دائمة. وعلى أثر ذلك قام السفير الروسي بزيارة خاطفة إلى بلاده، توقع المصدر الدبلوماسي أن تكون بشأن استكمال الترتيبات لاستضافة صالح. وفيما توقع المصدر نفسه أن تستأنف المفاوضات السعودية- الامريكية، مع الإمارات، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات مع الجانب الروسي، توقع أن تكون إقامة صالح متنقلة بين الدولتين. وحول موعد مغادرته، قال المصدر ان ذلك مرتبط بإنهاء بعض الترتيبات اللازمة لنقل كامل صلاحياته الحزبية – كرئيس للمؤتمر الشعبي العام – إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور والدكتور عبد الكريم الإرياني. وكشف المصدر عن مساعي دبلوماسية تسير في هذا الاتجاه.